بيروت – رياض شومان
ما كان مستبعدًا وربما مستحيلاً لدى جميع اللبنانيين، حصل اليوم الخميس. فقد تبنى رئيس تيار "المستقبل" رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري ترشيح رئيس التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في حضور أعضاء كتلته وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري، متخليًا بذلك عن مرشحه السابق رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، علمًا بأن عون وفرنجية ينتميان الى فريق "قوى 8 آذار" المؤيد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
واستهل الحريري لقاءه الصحافي في دارته "بيت الوسط" بالسؤال "عما كان فعله الرئيس الشهيد رفيق الحريري لو كان حياً حيال الأزمات الكبيرة التي مرّ بها البلد"، ليخلص ان "خياره كان ليكون المبادرة من أجل التسوية". ثم استعرض مبادراته لانهاء الفراغ الرئاسي، من محاولة التوفيق بين المسيحيين وحثهم للاجماع على مرشح، الى مبادرته لترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة.
وبعدها انتقل الى الأزمات المعيشية والاقتصادية والفساد المستشري في المؤسسات، والى لغة التقسيم التي راجت بين اللبنانيين، وفشل اتفاق الطائف واعادة تركيب النظام في ظل لغة ميليشياوية بدأت تسود.
واعتبرالحريري ان الوضع أخطر مما يظهر أو يظن البعض، ملمحاً الى خطر الحرب الأهلية المحدق نتيجة الظروف المذكورة. وذكّر بمراحل الفراغ الرئاسي السابقة التي لم تشهد مبادرات لانهائها، في أعوام 1958 و1988 و2007 حين انتهت الامور بتسوية بعد أحداث 7 ايار. وقال: "أنا ابن رفيق الحريري... أفكر باللبنانيين واللبنانيات وأبنائهم... لو مشينا في 7 ايار لكنا غارقين حتى اليوم في مآسيها... نحن من مدرسة قائمة على التضحية من أجل الناس لا التضحية بهم".
وتابع: "اخترت مواصلة مسيرة رفيق الحريري بكل ما تعنيه من حب لبنان وحرص على اللبنانيين وتعلق بالعلم والتربية واعادة الاعمار ورفض للطائفية... كان خياري مواصلة هذه المسيرة تجسيداً لمن نزل الى الشوارع قائلاً: سنكمل مسيرة رفيق الحريري رغم ارادة القتلة".
وبعد انتهاء الحريري من كلمته أمام الصحافيين أعلن رئيس كتلة المستقبل النيابية رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، ونائب رئيس مجلس النواب العضو في كتلة المستقبل فريد مكاري والوزير السابق عن الكتلة النائب أحمد فتفت، رفضهم التصويت لعون في جلسة مجلس النواب المقررة في 31 تشرين الأول/ اكتوبر الجاري.
يذكر ان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون وصل إلى دارة الحريري في "بيت الوسط" لبحث تداعيات التسمية وعرض الاحتمالات المقبلة.
أرسل تعليقك