بغداد – نجلاء الطائي
انتقدت عشائر نينوى العربية الأربعاء، بشدة دعوات تشكيل مرجعية دينية للسنة في العراق، واصفة تلك الدعوات بـ"المحاولة لإعادة التحريض الطائفي ونشر التطرف"، فيما نشرت صحيفة "تايمز" البريطانية تقريرا كتبه مراسلها في اسطنبول وبيروت، يتحدث عن أن تنظيم "داعش" يستثمر الفوضى الراهنة كي يضرب ثانية في العراق وسورية.
وكان الداعية الإسلامي احمد الكبيسي قد أطلق تلك الدعوات الأسبوع الماضي عقب لقائه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في بغداد، فيما رشح بان يكون المرجعية رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم، وقال المتحدث باسم العشائر مزاحم الحويت في بيان له الأربعاء، إنهم "مرفوضون من قبلنا كل من الهميم والحزب الإسلامي (الإخوانجي) فهم يعملون على تأسيس مرجعية خاصة بالسنة بعدما فات الأوان".
وتسأل المتحدث بالقول "كيف تعملون على تأسيس مرجعية خاصة للسنة وهم مهجرون ونازحون ومعتقلون؟ وكيف تعملون مرجعية و إيران وميليشياتها تشن حربا على إقليم كوردستان؟ وأنتم ترحبون بأجمل الترحيب بهذه الحرب"، مردفا بالقول "نحن نرى أن أعمال هذه المرجعية هي غسيل أدمغة العرب السنة على منهج الفتن التكفيرية وخلق فتن طائفية"، وعد ذلك "المشروع مدعوما من أجندات خارجية وداخلية لكسب وتثقيف العرب السنة على بناء طائفية ضد الديانات الأخرى".
وتابع بالقول إن الهدف من هذا المشروع "هو إعادة الفكر الإسلامي القديم وخداع السنة على التحريض وانتشار الفكر المتطرف مرة أخرى"، وتساءل "أين كان الهميم و الحزب الإسلامي عندما قام تنظيم داعش المجرم بارتكاب أبشع الجرائم بحق الديانات و بحق السنة؟ لم نر منهم موقفا مشرفا ورجوليا في ذلك الوقت"
نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا كتبه مراسلها في اسطنبول وبيروت، يتحدث عن أن تنظيم داعش يستثمر الفوضى الراهنة كي يضرب ثانية في العراق وسورية، ويرى التقرير أن التنظيم المتشدد ينتهز فرصة الخلافات الطائفية بين الأطراف التي كانت متحدة لقتاله، ليجمع صفوف مقاتليه ويشن هجمات جديدة في العراق وسورية.
وتضيف الصحيفة أن التنظيم يشن هجمات يومية منذ تشرين الأول، وقد عاد لقتال القوات التابعة للنظام في المناطق الشمالية الغربية من سورية، التي سبق أن طُرد منها قبل أكثر من عامين، موضحة أن مسلحي التنظيم ظهروا ثانية في محافظة حماة في أواخر العام الماضي ووسعوا مجال سيطرتهم بسرعة على جماعات المعارضة المسلحة الأخرى، حتى سيطروا على مساحة من الأرض على حدود محافظة حلب.
وتعرج الصحيفة على نشاط التنظيم في العراق، بناء على بيانات جمعتها جماعات مراقبة في عموم البلاد، مشيرة إلى أن ثمة 440 عملية نفذها مسلحو التنظيم أو مسلحون مجهولون، وشملت تفجيرات واشتباكات واغتيالات وعمليات اختطاف في المناطق التي عُرفت بوجود عناصر التنظيم فيها خلال 104 أيام وحتى يوم الجمعة الماضي، كما يشير التقرير إلى أنه يبدو أن التنظيم يمتلك حضورا قويا في مناطق في محافظة ديالى شرقي العراق ومحافظتي الموصل والأنبار التي يعتقد أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ما زال مختبئا فيها.
أرسل تعليقك