تراشق الموالون لجماعة الحوثي من جهة، مع الموالين للرئيس اليمني السابق علي صالح من جهة أخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويبدو أن خلافات حادة تعصف بتحالف الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي صالح في ظل الشراكة بالسلطة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ويتهم أنصار الرئيس اليمني السابق، الحوثيين بالاستيلاء على مفاصل الدولة وإقصاء قيادات حزب المؤتمر الذي يتزعمه صالح، كما يتهمون قيادات جماعة الحوثيين بالعبث بالمال العام.
وكان الحوثيون وصالح قد شكلوا حكومة لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 في محاولة لتحسين الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرتهم وتجنيب أعضاء حزب المؤتمر الإقصاءات التي تعرضوا لها خلال تولي اللجنة الثورية التابعة للحوثيين الحكم، وقد تشكلت الحكومة بمناصفة بين الحوثيين وحزب المؤتمر برئاسة عبد العزيز بن حبتور محافظ عدن السابق والمقرب من الرئيس السابق علي صالح.
وغرّد "محمد علي الحوثي" رئيس اللجنة الثورية التي كانت تتولى حكم المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين عددًا من التغريدات حاول من خلالها إيصال رسائل للحلفاء في حزب المؤتمر، حيث قال في إحدى تغريداته" "هناك من يثرثر في المجالس – في إشارة إلى الأطراف المتحالفة- حتى بعد تسليم الأعمال للحكومة، بأنهم مسلوبو الصلاحيات"، ثم يهاجمهم في الشق الثاني بـ"أن من يعتقد أنه مجبر على تحمل المسؤولية فهو واهم، قم بعملك أو قدم استقالتك".
ورد محمد علي الحوثي في تغريدة ثانية على الاتهامات التي يوجهها أنصار صالح لجماعته بالفساد ونهب الإيرادات حيث غرّد قائلًا"لم يبق أي شيء معروف لكم، فلا داعي للثرثرة هنا وهناك، كون الأنصار – يقصد جماعته- تأخذ كل شيء، لأنه في ظل الحصار كل شيء توقف، نحن في حرب، فلا تزايدوا".
وهاجم الحوثي من ينتقدون جماعته في تغريدة حديثة له وصفهم فيها بالطابور الخامس وجاء في تغريدته" أسوأ الناس وأقذرهم من يرضى لنفسه أو يحمل مواصفات ضد وطنه تأهله أن يكون طابور خامس ". ويستخدم مصطلح الطابور الخامس لتخوين الحلفاء.
ووجه "محمد المسوري"المحامي الخاص بالرئيس اليمني السابق"علي صالح"، اتهامات لقيادات حوثية بأنها تتحصل مبالغ مالية كبيرة جراء استمرار عملية عاصفة الحزم في اليمن. ولفت المسوري على صفحته في "فيسبوك"، أن المشرفين الحوثيين استغلوا العمليات القتالية الدائرة في البلاد للتغطية على عمليات نهب وفساد كبير يتعدى المليارات وبشكل يومي، مستغلين شبكة علاقات مع نافذين في قطاع النفط.
وأشار المسوري، إلى أنه في ظل الجوع الشديد الذي يعصف باليمنيين لا تتوقف ناقلات الحديد والخشب عن الحركة في خط الحديدة-في تلميح واضح لقيادات الحوثيين الذين يقومون بأعمال بناء واسعة لمنازل وعقارات تابعة لهم.
واتهم المسوري متحدث جماعة الحوثيين"محمد عبدالسلام" بقيادة لوبي فساد يستنزف موارد الدولة بطريقة مرعبة، مؤكدًا أن الحوثيين انتقلوا من الفقر للثراء وامتلاك شركات الاستيراد والتصدير والأساطيل النفطية والمواكب الأمنية والخدم واصبحوا شركاء لمافيا النفط.. مشيرًا إلى أنه وخلال تواجده في المشاورات اليمنية التي عقدت في جنيف وأثناء عودتهم إلى مسقط شاهد تطاير بعض الأوراق المالية من فئة خمسمائة يورو ضمن حزم متعددة قدرها بـعشرين مليون ريال يمني، من جيوب الحوثيين الذين كانوا يتعازمون ويتهادون ويشترون ما لذ وطاب لهم.
ونشر"عبدالولي المذابي" الإعلامي في قناة "اليمن اليوم" التابعة للرئيس السابق علي، منشورًا في صفحته في "فيسبوك"، بيّن فيه أن الاستحواذ الكامل على المؤسسات والإبقاء على أعمال اللجان الثورية والتعامل مع أخبارها في الإعلام الرسمي "وكالة سبأ واليمن الفضائية وصحيفة الثورة"، وعدم تمكين الحكومة من ممارسة أعمالها ونقل طلال عقلان-القائم بأعمال رئيس الوزراء خلال سيطرة اللجان الثورة على السلطة -إلى وزارة الخدمة المدنية -واستمرار قرارات التوظيف بتواريخ سابقة يعني أن المؤتمر تعرض لعملية نصب سياسي. وقد شغل طلال عقلان الذي قصده المذابي في منشوره منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء خلال تولي اللجان الثورية التابعة للحوثيين الحكم بعدها تولى منصب وزير الخدمة المدنية في حكومة الشراكة بين صالح والحوثيين.
ويرى المحلل السياسي"عادل الصامت"، أن الخلافات بين الحوثيين تتكرر دائمًا على خلفية مكاسب سياسية والنفوذ في المؤسسات التي تقع تحت سيطرتهم، منوهًا بأن خلافات الحوثيين وصالح مهما بلغ حجمها لاتؤدي إلى مواجهات عسكرية بين الطرفين ويبقى الصراع في ميدان السياسة والإعلام ونادراً مايخرج للعامة.
وأوضح الصامت، أن الخلافات تحدث بين الشركاء في الحرب والسياسة بشكل مستمر وتحدث خلافات كذلك في المكونات السياسية المتحالفه مع الرئيس اليمني المعترف به دولياً"عبده ربه منصور هادي"على خلفية المكاسب السياسية والنفوذ بالمؤسسات الحكومية والقوات المسلحة. واستبعد الصامت، أن تتطور الخلافات العسكرية بين الحوثيين والرئيس السابق إلى مواجهات عسكرية او تنعكس سلبًا على التحالف العسكري بين الطرفين كون جميع الرهانات السابقة على خلافات تحالف الحوثيين والرئيس السابق فشلت ولم تصنع شرخًا عسكريًا يخدم الطرف الآخر.
أرسل تعليقك