نيويورك ـ مادلين سعادة
أكدت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي عصر اليوم الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترى "نشاطا في سورية مماثلاً للاستعدادات قبيل الهجوم الكيميائي الذي حدث في 4 نيسان/ أبريل في خان شيخون". وأشارت إلى أن الهدف هو إرسال رسالة للأسد، وكذلك لروسيا وإيران، ضد استخدام سورية المحتمل لأسلحة كيميائية.
وكان الكرملين، اعتبر اليوم الثلاثاء، أن التهديدات الأميركية للحكومة الشرعية في سورية غير مقبولة، وذلك بعد لوحت واشنطن بمعاقبة حكومة الأسد حال تنفيذها أي هجوم كيماوي. وأضاف الكرملين: "لا معلومات لدينا عن الاتهامات الأميركية بأن الحكومة السورية قد تكون في صدد تحضير هجوم كيماوي".
ويأتي رد فعل الكرملين بعد أن أعلن البيت الأبيض أن الحكومة السورية تستعد في ما يبدو لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية، محذرا الرئيس السوري بشار الأسد بأنه سيدفع "ثمنا فادحا" هو وجيشه، إذا نفذ هجوما من هذا النوع. وكشف البيت الأبيض الأميركي، عن رصد تحضيرات محتملة للقوات السورية لتنفيذ هجمات كيمياوية جديدة. وقال في بيان: إن "الاستعدادات مماثلة لتجهيزات اتخذت قبل هجوم بالأسلحة الكيمياوية في الرابع من إبريل/نيسان الماضي" والتي استهدفت خان شيخون في ريف إدلب وراح ضحيتها 100 شخص وأصيب 400 آخرون. وهدد البيت الأبيض الحكم السوري بالقول: "إذا شن الرئيس بشار الأسد هجوماً آخر بالأسلحة الكيمياوية فسوف يدفع هو وجيشه ثمناً باهظاً".
وكان ترامب أمر بتوجيه الضربة على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا ردا على هجوم قالت واشنطن إن الحكومة السورية نفذته باستخدام غاز سام أودى بحياة 70 شخصا على الأقل في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. ووضعت الضربة الولايات المتحدة في مواجهة مع روسيا التي تنشر مستشارين في سوريا، يساعدون الأسد حليفها المقرب.
يذكر أن روسيا اعترفت "ضمنياً" بمسؤولية الأسد عن مجزرة الكيمياوي في خان شيخون بريف إدلب، إذ قال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن طيران النظام استهدف ورشاً لإنتاج مقذوفات محملة بالكيمياويات في الضواحي الشرقية لخان شيخون.
وسط ذلك، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أن هناك جهودا جدية لتطبيق اتفاق خفض التصعيد في سورية وستتم متابعتها في اجتماع أستانة المقبل. وقال دي ميستورا، خلال كلمة ألقاها في جلسة لمجلس الأمن، إنه يعول على دعم كافة الأطراف، لاجتماع أستانا، مؤكدا أن الهدف الرئيسي يعتبر الوصول إلى عقد مفاوضات مباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن المفاوضات المقبلة تعتبر اختبارا إذا ما كانت هناك رغبة حقيقية في المحادثات السياسية "لتخطي مجرد الاستعداد للتفاوض". وأكد أن الاجتماعات التقنية بين خبراء المعارضة غير ملزمة بنتائجها، "لكنها يمكن أن تشكل مدخلا إلى تنسيق أكبر بين هذه المجموعات".
وأضاف دي ميستورا: "علينا الاستعداد بعد جولة المفاوضات في يوليو القادم لعقد جولة جديدة في نهاية أغسطس وأوائل سبتمبر قبل اجتماع الجمعية العمومية".
أرسل تعليقك