أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، الخميس أن القوات الأمنية المشتركة دخلت الى مركز مدينة الفلوجة، "62كم غرب العاصمة بغداد" وقتلت العشرات من عناصر تنظيم "داعش" خلال المعارك، في حين أكدت الأمم المتحدة، على أن تنظيم "داعش" ارتكب جرائم إبادة جماعية بحق الإيزيديين، فيما كشف أن التنظيم لا يزال يحتجز أكثر من 3200 امرأة وطفل منهم, في حين حذَّرت منظمة الصحة العالمية من نزوح 42 ألف عراقي من الفلوجة.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت إن القوات الأمنية تمكنت، بعد ظهر اليوم، من الدخول الى مركز مدينة الفلوجة والوصول الى شارع بغداد والجسر الحديدي، وسط المدينة"، مبيناً أن المعارك أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر تنظيم "داعش" وتدمير 15 سيارة مفخخة, وأضاف, أن القوات المشتركة تتقدم بشكل كبير الى عمق مركز الفلوجة بعد هروب قادة التنظيم الإرهابي وتدمير اغلب معاقلهم ونقاط تمركزهم في المحاور الجنوبية والغربية والشرقية واندفاع القطاعات القتالية من القاطع الشمالي للمدينة.
وأكَّد على أن قطعات الشرطة الاتحادية تمكنت في المرحلة الأخيرة لعمليات تحرير الفلوجة من تحرير 25% من المدينة"، مبيناً أن المناطق التي تم تحريرها حتى الآن هي الخضراء والرسالة وجبيل وسدة الفلوجة والشقق السكنية وناظم تقسيم الفلوجة والشهداء الثانية وشارع 60 ومحطة الصرف الصحي ومعمل غاز الفلوجة.
وأوضح أن قطعات الشرطة الاتحادية تمكنت أيضاً من قتل 194 عنصر من تنظيم "داعش" و38 قناصاً أجنبي الجنسية خلال تلك المعارك"، مشيراً الى " تدمير 47 هدفاً معادياً و26 سيارة مفخخة و270 عبوة ناسفة و13 منزلاً مفخخاً و16 منظومة مقاومة طائرات".
وتوقع الاتحاد الأوربي، اليوم الخميس، هزيمة تنظيم داعش في العراق وسورية خلال عام وبدعم من التحالف الدولي، وفيما حذر دول أوربا من عودة المقاتلين الأجانب إليها، وأشار إلى احتمالية قيام منظمات متطرفة بتجنيد اللاجئين السوريين, وقال منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوربي غيليس دي كيرشوف إن "من المتوقع أن يتم تدمير تنظيم داعش بالكامل في العراق وسورية خلال فترة سنة بمساعدة التحالف الدولي", وأضاف أن أوروبا أن تأخذ احتياطاتها لعودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانها، وعلينا أن نستعد للتعامل معهم"، محذرا من "احتمالية قيام منظمات متطرفة بتجنيد اللاجئين السوريين المغرر بهم
وحذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من تردي الوضع الصحي في الفلوجة، و"المخاطر الجسيمة" لقرابة 42 ألف نازح من أهاليها، نتيجة تفشي الأمراض وضعف المستوى المناعة تردي النظافة، مبينة أنها أرسلت ثماني عيادات طبية متنقلة لتقديم الخدمات الصحية العاجلة في الأنبار، فضلاً عن تشغيل 13 موقعاً للإنذار المبكر بالأمراض في المحافظة.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، في بيان لها تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أن المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية الدكتور علاء الدين العلوان، وصل إلى بغداد ليتابع مباشرةً جهود المنظمة للتصدي للأزمة الإنسانية الناشبة في الفلوجة، حيث اضطر 42 ألف عراقي للنزوح منذ بدء العمليات العسكرية في المدينة في السادس من أيار/مايو 2016"، مشيرة إلى أن "عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والمسنين المحاصرين والنازحين، يواجهون هناك مخاطر جسيمة على الصحة بعد أن تقطعت بهم سبل الوصول للخدمات الصحية".
ونقلت البعثة، عن الدكتور العلوان، قوله: إن "الوضع الصحي داخل الفلوجة وما حولها يبعث على القلق العميق"، مشيراً إلى أن "ضعف مناعة الأطفال من جراء غياب خدمات التطعيم طوال العامين الماضيين، يشغل المنظمة، بعد أن زادت مخاطر تفشي الأمراض نتيجة ضعف مستوى المناعة يرافقها تردي مستوى النظافة، فضلاً عن أن المئات من النساء الحوامل محاصرات في الفلوجة وهن في أمسّ الحاجة لخدمات الصحة الإنجابية".
وأضافت يونامي، أن المدير الإقليمي التقى مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى لبحث الاحتياجات الصحية للنازحين والمحاصرين داخل الفلوجة، مبينة أن العلوان قال في إثر ذلك إن الوضع بالغ الصعوبة والتعقيد، وهنالك حاجة لموارد إضافية لتوفير المساعدات الطبية العاجلة لآلاف الأسر.
وعد العلوان، وهو وزير صحة عراقي أسبق، أن نقص التمويل اللازم لدعم القطاع الصحي وتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة مخيباً لأملنا ويمثل عقبة ضخمة أمام جهود التصدي لهذه الأزمة"، وتابع أن "سكان الفلوجة يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء وغيرهما من الاحتياجات الأساس بسبب تعذر دخول مقدمي المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
وأكدت على أنها زودت وزارة الصحة وشركاء العمل الصحي بـ15 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية وحزم الطوارئ، للتصدي للاحتياجات الصحية العاجلة للمدنيين المنتقلين من الفلوجة إلى مخيمات النازحين في مناطق الرمادي، والخالدية، وعامرية الفالوجة، لافتة إلى أن تلك الشحنات تشمل أنواعاً متعددة من الأدوية المنقذة للحياة لمعالجة الأمراض الحادة والمزمنة، ومستلزمات معالجة الصدمات ومستلزمات جراحية.
وتابعت أن ثماني عيادات طبية متنقلة تابعة للمنظمة تواصل تقديم الخدمات الصحية العاجلة في محافظة الأنبار، حيث أُرسلت ثلاث منها لتقديم هذه الخدمات في مخيمات نازحي الفلوجة المتمركزة في منطقة عامرية الفالوجة، بغية اكتشاف أية فاشية مرضية محتملة والتصدي لها، قامت منظمة الصحة العالمية بتشغيل 13 موقعاً للإنذار المبكر بالأمراض في محافظة الأنبار، ووفرت لمقدمي الرعاية الصحية تدريباً على الإبلاغ عن الأمراض وزودتهم بأجهزة التابلت لتوثيق الفاشيات المحتملة.
واستطردت المنظمة، أنه على الرغم من "الزيادة المتوقعة في الاحتياجات الصحية الإنسانية في الفلوجة وما حولها، فإن منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع سائر المنظمات الإنسانية والشركاء في المجال الصحي، ستبذل أقصى ما بوسعها لتنسيق جهود الاستجابة الصحية الإنسانية وتقديمها. ونوه الدكتور العلوان قائلاً: "إن التحديات هائلة. وعلينا أن نكون مستعدين للتكاتف من أجل تلبية الاحتياجات الصحية للناس".
وأعلنت قيادة قوات الحشد الشعبي، في "الـ28 من ايار/مايو 2016"، انطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير مدينة الفلوجة، "62كم غرب العاصمة بغداد"، من سيطرة تنظيم "داعش".
وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي اعلن، في "23 من أيار/مايو 2016"، انطلاق العمليات العسكرية لتحرير مدينة الفلوجة ، فيما أكد على أن تنظيم "داعش" ليس أمامه خيار سوى الفرار من المعركة، فيما اعلن مجلس محافظة الانبار، أن القوات الأمنية المشتركة أطلقت تسمية "كسر الإرهاب" على معركة تحرير الفلوجة.
وأكدت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، على أن داعش ارتكب ومازال جرائم إبادة جماعية بحق الإيزيديين، فيما كشف أن التنظيم لا يزال يحتجز أكثر من 3200 امرأة وطفل منهم, وقال رئيس لجنة تحقيقات الأمم المتحدة حول سورية باولو بنهيرو في تصريحات تابعها "العرب اليوم "إن "تنظيم داعش ارتكب وما يزال جريمة إبادة الجماعية بحق الإيزيديين، وأوضح أن "داعش سعى لمحو الطائفة الإيزيدية من خلال القتل والسبي والاستعباد الجنسي والتعذيب والمعاملة غير الإنسانية والمهينة", وأضاف أن هناك أكثر من 3200 امرأة وطفل إيزيدي محتجز من قبل داعش وخصوصا في سورية.
وكان مسلحو تنظيم (داعش) قد سيطروا على قضاء سنجار وناحية ربيعة في آب/أغسطس 2014 ، بعد سيطرتهم على الموصل، في حزيران من السنة ذاتها، حيث أقدم مسلحو التنظيم بعد ذلك على تفجير مقام السيدة زينب، إضافة إلى تفجير جميع المزارات التابعة للإيزيديين في القضاء والاعتداء على العشرات من الأسر والفتيات الايزيديات التي تسكن سنجار والقرى التابعة لها، إلا أن قوات البيشمركة استطاعت تحرير أغلب أحياء القضاء من سيطرة "داعش", إضافة الى السيطرة على مناطق واسعة من النواحي والأقضية التابعة الى محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد).
يُذكر أنَّ أغلب مدن محافظة الانبار تمت السيطرة عليها من قبل عناصر تنظيم "داعش", فيما بدأت القوات الأمنية معارك تطهير واسعة استعادت من خلالها مدينة الرمادي بعد معارك عنيفة مع تحرير مناطق أخرى في محيط الفلوجة مما أسفر عن مقتل المئات من عناصر "داعش".
أرسل تعليقك