دمَّرت القوات العراقية المشتركة مضافة لـ"داعش" وفككت عدد من العبوات الناسفة في عملية استباقية نفذت في بساتين ابو كرمة والمخيسة شمال شرقي محافظة ديالى، بينما اعتقلت القوات العراقية المكلفة بحماية امن العاصمة العراقية بغداد احد عناصر "داعش" يعمل ضمن ما يسمى ولاية الجنوب في بغداد. يأتي هذا في وقت منع الجيش العراقي والحشد الشعبي "الكرد الشبك" من العودة الى قراهم التي تحررت من تنظيم "داعش" في سهل نينوى، بعدما كانوا طالبوا بدخول قوات البيشمركة الى قراهم، وفق ما نقل عنهم في تصريحات صحفية.
وقال كريم وهو مقيم في مخيم عقرة إنه من سكان قرية تلارة وإن "الجيش العراقي والحشد الشعبي يمنعان سكان القرية الكرد من العودة الى ديارهم بحجة وجود الألغام". وطالب كريم قوات البيشمركة بأن تحل محل القوات العراقية في مناطقهم كي يتسنى لهم العودة لديارهم.
وأشار مواطن آخر من الكرد الشبك ويدعى علي سليم الى ان الساتر يفصل بين بيته وبيت أخيه حيث يخضع أحد طرفي الساتر لسيطرة البيشمركة فيما يخضع الطرف الآخر لسيطرة القوات العراقية. وقال سليم ان "الحياة في المخيم صعبة جدا، ولايمكنني العمل هنا، أما في القرية فكنت أعمل في الزراعة وتربية الحيوانات، لايمكننا البقاء هنا". واضاف: "طلبنا من القوات العراقية قبل اكثر من شهر السماح لنا بالعودة لقرانا وأملاكنا لكنهم لم يسمحوا لنا وطلبوا منا الانتظار".
ويبلغ عدد قرى الكرد الشبك نحو 60 قرية يخضع قسم منها لسيطرة قوات البيشمركة فيما يخضع القسم الآخر لسيطرة القوات العراقية. ويفوق عدد الكرد الشبك 400 الف ويسكن أغلبهم في حدود برطلة وتلكيف وضواحي الموصل. وسبق أن شكلت قوات البيشمركة فوجًا من الكرد يبلغ تعداد قواته نحو 655 مقاتلا بهدف حماية مناطقهم. كما شاركوا في حملة تحرير الموصل.
وفي ديالى شرقي العراق، أعلن مدير ناحية ابي صيدا محمد التميمي، أن "القوات المشتركة تمكنت من تدمير مضافة لداعش وتفكيك عدد من العبوات الناسفة بعملية استباقية في بساتين ابو كرمة والمخيسة المحاذية لناحية أبي صيدا في اطراف قضاء المقدادية شمال شرقي ديالى". وقال التميمي ان "العملية الامنية نفذت من قبل القوات الامنية بعد ورود معلومات استخبارية تفيد بوجود معاقل لتنظيم داعش المتطرف في بساتين ابو كرمة والمخيسة".
وطالب القيادات الامنية في ديالى بـ"تعزيز القوة الموجودة في اطراف الناحية ذات الامن الهش لكون اعداد الجيش والشرطة لا تكفي لتغطية المساحات الشاسعة التي يتحرك فيها العدو ولا بد من اشراك فوج من الحشد الشعبي لدعم واسناد اهالي المناطق التي يهددها العدو"، مؤكدا ان "ذلك سيساهم بالقضاء على مخططات التطرف والقتل او التهجير التي من الممكن ان تحدث خلال الفترة المقبلة".
يذكر ان مصادر امنية في محافظة ديالى، اكدت، صباح اليوم، بانطلاق عملية عسكرية لمداهمة اوكار داعش ومعاقله في منطقة المخيسة في اطراف ناحية ابي صيدا شمال شرقي ديالى.
وفي العاصمة بغداد، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، أن "مفارز الاستخبارات العسكرية في الفرقة السادسة تمكنت من إلقاء القبض على اثنين من اللصوص اثناء سطوهما على احد المنازل وقيامهما بسرقة مصوغات ذهبية واموال بمنطقة المنصور في بغداد". وفي سياق ذي صلة ، أفاد مصدر أمني في محافظة بغداد، بأن "قوة أمنية تمكنت وخلال عملية دهم وتفتيش نفذتها ضمن ناحية اليوسفية، جنوبي بغداد، من اعتقال احد المتطرفين يعمل ضمن ما يسمى ولاية الجنوب".واضاف، انه "تم اعتقاله ونقله الى احد مراكز الشرطة لغرض اجراء اللازم".
واتهم المحلل العسكري والفريق المتقاعد، وفيق السامرائي، اليوم الاربعاء، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، بالتسبب في سقوط الآف القتلى والجرحى، من المدنيين، و"استنزاف دموي فظيع" للقوات الأمنية، مشيرا الى انه "نصح العبادي بتأخير انطلاق عمليات تحرير الموصل، الا انه رفض ذلك". وقال السامرائي، في منشور له على صفحته في "فيسبوك"، بعنوان "كيف تسبب العبادي في تحويل عمليات تحرير الموصل من مقبرة لداعش الى استنزاف دموي فظيع للعراقيين وتحرير بطيء"، فقال: انه "بتاريخ 1/9/2016 وشعورا بمسؤولية اخلاقية بعيدا عن أي مسؤولية وظيفية، اخبرت رئيس الوزراء العبادي بأن الأميركيين يسعون لعمليات في الرقة والموصل واقترحت عليه التذرع بنقص المال وعدم القدرة على استيعاب النازحين وتأجيل عمليات تحرير الموصل الى ما بعد تحرير الرقة من قبل الاميركيين والكرد والاتراك، لأن العمليات ستتطلب نقل قوات داعش من الموصل الى الرقة فيسهل تحريرها بأقل الخسائر".
وأضاف، أن "العبادي رفض ذلك وقال انه مصمم على بدء العمليات"، مشيرا الى ان "رأي قيادة الحشد الشعبي العليا، وفقا لأحد أكبر قادته، أن يجري الاندفاع مباشرة على المحور الجنوبي (في حالة الاصرار على بدء العمليات)، ولو طبق هذا الأسلوب لأمكن مخادعة العدو ومباغتته، وتحقيق خرق سريع، وعزل المنطقة من جهة الغرب، ولأمكن دفع عناصر داعش باتجاه قوات بيشمركة مسعود (رئيس اقليم كردستان) واجباره على قتالهم".
وأستدرك المحلل العسكري، "غير أن العبادي أصر على أن يكون المحور الرئيسي في الجانب الشرقي وتأخير عمليات الحشد نحو تلعفر، بينما كان ممكنا دفع جهد ثانوي للمشاغلة والخداع والثتبيت والارباك، فبقيت امدادات داعش مستمرة، وتصاعدت دفاعاتهم في الجانب الايمن، وكان المفروض عزل الاحياء الضيقة الغربية والقاء مواد التموين جوا للاهالي، وفتح منافذ لهم وتحرير الاحياء الاسهل". ورأى ان "تصرف العبادي هذا تسبب باستنزاف فظيع للقوات وارتفاع آلاف الشهداء واضعافهم من الجرحى وكثافة خسائر المدنيين، (وهذا ليس ذنب او تقصير قادة القوات الابطال بل فرض عليهم) ".
أرسل تعليقك