الجزائر - ربيعة خريس
عين الرئيس الجزائري, عبد العزيز بوتفليقة, حسان مرموري وزيرا للسياحة والصناعات التقليدية. وكشف بيان للرئاسة, أن الرئيس الجزائري عين مرموري في المنصب بعد استشارة رئيس الوزراء الجزائري عبد المجيد تبون, وحسب المعطيات الحالية التي تحوز عليها " العرب اليوم " لا يحمل حسان مرموري أي صفة سياسية فهو وزير تكنوقراطي.
وشغل وزير السياحة الجديد, عدة مناصب في السابق, بينها مدير الثقافة في ولاية الوادي، كما كان مديرا للكتاب والمطالعة العمومية في وزارة الثقافة، ورئيس لجنة القراءة في معرض الجزائر الدولي للكتاب. وحاز مرموري على شهادة الدكتوراه عن أطروحة "الطوارق أزجر .. تطور عصبية في ظلّ النظام الاستعماري 1916 – 1962"، ونالها بدرجة مشرّف جدا في جامعة الجزائر 2. وسبق لوزير الثقافة "عز الدين ميهوبي" أن وصف "مرموري" بكونه "يمثّل نخبة الجزائر العميقة"، وثمّن حصيلته على رأس قطاع الثقافة في الوادي على مدار سبع سنوات.
وجاء هذا التعيين بعد 45 يوما من حالة الشغور التي عرفها منصب وزير السياحة في حكومة عبد المجيد تبون, غداة إنهاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مهام وزير السياحة الجديد مسعود بن عقون.
ويبدو ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد رفض تعيين خليفة مسعود بن عقون من الحركة الشعبية الجزائرية التي يقودها عمارة بن يونس, بعد الفضيحة التي تفجرت بعد إنهاء مهام مسعود بن عقون, حيث أرجعت تقارير أمنية أسباب تنحية إلى وجود نقاط سوداء في ملفه القضائي, وهو الأمر الذي نفاه جملة وتفصيلا رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس, وأيضا مسعود بن عقود الذي أكد أنه ضحية مؤامرة سياسية.
ويعتبر حزب الحركة الشعبية الجزائرية حزب جزائري أسسه السياسي والوزير الجزائري السابق عمارة بن يونس سنة 2012 وخاض به الانتخابات التشريعية والبلدية ولديه نواب في البرلمان الجزائري, ويعتبر من بين الأحزاب الداعمة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وتشكو منظومة السياحة في الجزائر من معضلات مزمنة، مما أدى إلى تراجعات معتبرة, ومن ضمن 300 مليون سائح في البحر الأبيض المتوسط سنويا، يبقى نصيب الجزائر متواضعا ولا يتعدى 800 ألف سائح، ويعزو مختصون ذلك إلى التأخر الكبير في هياكل الاستقبال، والعجز الذي يطبع الفنادق في الجزائر, وفي الوقت الذي أطلقت فيه الدول الجارة للجزائر, إشارة انطلاق التحضيرات لاستقطاب الجزائريين والأجانب في الموسم السياحي الجاري, يحوم غموض كبير بشأن مستقبل السياحة هذا العام في البلاد, بخاصة وأن الحكومة الجديدة تعول كثيرًا على هذا القطاع للتحرر من الاقتصاد الريعي والتبعية للمحروقات, وتتمحور إستراتيجية مخطط عمل الحكومة للنهوض بهذا القطاع بشأن "مخطط ترقية وجهة الجزائر الذي يرمي إلى تحسين جاذبية وتنافسية النشاط السياحي وأقطاب الامتياز السياحي باعتبارها واجهة بارزة لوجهة الجزائر الجديدة إلى جانب التركيز على مخطط نوعية السياحة من أجل تطوير جودة العرض في هذا المجال ودعم الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص وترقية السلسلة السياحية والتكفل بمخطط التمويل العملياتي لدعم الوطنيين والأجانب في مجالات الاستثمار".
أرسل تعليقك