يترقّب العالم الخطوة الأميركية في القدس وشكل الردود عليها على الصعيد العربي والفلسطيني، وما ستُحدثه غزة خلال الأيام المقبلة بالإضافة إلى باقي الأراضي الفلسطينية.
ونسند التحليل في هذا الجانب إلى معلومات خاصة لمركز القدس، تضيف بعضا من خارطة المعرفة للتوجهات التي عليها الواقع الفلسطيني والعربي، تسهل على المراقب رصد التصعيد القادم وشكله وعمقه، ووفق ذلك نبدأ بالحديث عن المواقف الرسمية العربية، وشكل تعاطيها مع الأحداث خلال الأيام المقبلة من نقل السفارة وجريمة الاحتلال، وعدد القتلى، والذي سيكون على النحو الآتي:
أولا: الدول العربية
مع الأسف سيكون حضور الدول العربية بشكل خفي في فعاليات الغد، وسيكون موقف الدول العربية من عملية النقل مصحوبا ببعض البيانات المستنكرة، الأمر الذي شجّع الخطة.
ثانيا: لن تتدحرج المواقف إلى مواقف مقاطعة للاحتلال ولا الولايات المتحدة، لكن ستكون دول مثل الأردن محرجة من التكيف مع الحالة الشعبية وشكل تعاطيها مع نقل السفارة، وبخاصة في ظل فاتورة الدم، والتي ستدفع لتحركات شعبية في مناطق مختلفة.
ثالثا: هناك دور مصري وخليجي لتهدئة الأوضاع في حال أي توجه لرفع سقف الخطاب بشأن نقل السفارة والتصعيد المتوقع في الأراضي الفلسطينية.
رابعا: بدأت تحركات سريعة مصرية للاتصال بـ"حماس" محاولة تقديم عرض عاجل لحماس يتعلق بقطاع غزة.
ثانيا: على صعيد الضفة الغربية والقدس:
ميدانيا: ستنتشر الإثنين مظاهرات ومسيرات حاشدة خاصة، في مدينة بيت لحم، رام الله، نابلس، مدن شمال الضفة، وسيعقبها توجه في رام الله بيت لحم إلى نقاط الاحتكاك، الأمر الذي سيُوسّع نقاط اشتباك مع الاحتلال، كما يتوقع توسع المواجهات في مدنية الخليل.
القدس: سيكون هناك وقفات في مدينة القدس، وسيكون حضور من الداخل من خلال لجنة المتابعة، وستتطور إلى مواجهات وقمع في المدينة المقدسة برغم من استنفار أمني سيكون واسع في مدينة القدس لمنع أي تحرك مناهض لنقل السفارة.
سياسيا: سيكون بيان للسلطة الفلسطينية يؤكد رفض نقل السفارة، مع خطاب لقيادات مركزية في الفصائل الفلسطينية.
ثالثا: قطاع غزة:
يعدُّ الحدث الأهم ما سيكون في قطاع غزة، والذي يمكن تلخيصه بالآتي:
ميدانيا: ستبذل حماس والفصائل المختلفة أكبر حشد في تاريخ القطاع على طول المنطقة الحدودية وفي نقاط مركزة، كما سيتم محاولات حقيقية لاختراق الحدود ونزع السياج الفاصل.
السقف في غزة سيكون مرتفعا في حركة الجماهير، وشكل الحضور سيكون له مغزى سياسي وأمني وتلويح واضح في مسألة تواصل التصعيد.
والأهم أن حركة الميدان ستحاول اقتحام الحدود، وهذا ما يتحسب له الاحتلال ويخشاه.
رابعا: الاحتلال وردود الأفعال
ستكون الأيام المقبلة أيام تصعيد من الاحتلال، وستشهد على حدود غزة ذروتها، في جانب البطش، وتقصد الإعدام، لخلق حالة خوف ومنع انهيار المنطقة الحدودية، لكن ما يمكن علمه أن غزة تتجه لحالة دخول الحدود، من زوايا مختلفة، على الرغم من محاولات مصرية حقيقية، لتخفيف وتيرة التحرك عبر عروض تقدمها لقطاع غزة، وأطراف أخرى تحاول الاتصال، لنزع فتيل الاقتحامات.
المحاولة تأتي بطلب إسرائيلي، وهناك تبلور لصيغة ستقدمها مصر لتخفيف الحصار نظريا، منها الجانب المالي وجوانب تتعلق بمعابر القطاع، لكنها في ذات الوقت تظل ضمن سياق المناورة التي يديرها الاحتلال عبر مصر لتهدئة الأوضاع على حدود غزة.
الحدث سيكون بكل المعايير واسعا، قويا، والحالة بدأت ولا يمكن الحديث عن صورة نهايتها:
وعليه: من المهم أن تحسب الحركات الوطنية، طبيعة الخطوات في اليوم التالي، وعلى السلطة استثمار الحالة، وإعلان موقف وطني من غزة ورفع الحصار عنها، كونها ستكون متهمة في أسباب التفجير القائم.
نحن في الحالة الفلسطينية أما خيارات صعبة، غزة تشكل مرحلة تغير فيها، وبخاصة ونحن مقبلون على حراك خارجي في لبنان، وما يمكن أن يحدث في حال تصعيد صهيوني كبير.
أرسل تعليقك