الخرطوم ـ محمد ابراهيم
حذّر الرئيس السوداني عمر البشير من أيام صعبة مقبلة على البلاد بسبب رفع الدعم وتحرير السلع والخدمات التي ستطبقها الحكومة، وذلك في تسجيل صوتي مسجّل أمام مجلس شورى الحزب الحاكم قبل أكثر من أسبوع، تداوله روّد مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة، مع إعلان وزير المال زيادة أسعار المحروقات والكهرباء.
وكشف البشير في خطابه عن سياسة رفع الدعم التي قررها لاحقا، مشيرًا إلى أن "السودان سيواجه أياما عصيبة في الفترة المقبلة بسبب رفع الدعم الذي يزيد الأسعار"، وزاد "سنرفع الدعم عن الوقود والدقيق والدواء" وتم ذلك وسط تكبير أعضاء مجلس الشورى، وأن رفع الدعم هو أحد الاصلاحات الاقتصادية الضرورية وهي البداية لأي عملية إصلاح لذلك سننفذه".
وأوضح البشير أن أولويات حكومته هي تنفيذ برنامج للفقراء والمساكين، مؤكّدًا أن الارتفاع في الأسعار يجب أن لا يؤثر على هذه الفئات، مضيفا "نسعى لسد العجز الناتج عن زيادة الأسعار بالنسبة للفقراء عبر تنفيذ الدعم المباشر للفقراء من خلال الزكاة أو غيرها من المواعين"، ومضيفًا أن فئة محدودي الدخل تحتاج إلى الدعم "لذلك كلفت المجلس الأعلى للأجور بعمل دراسة للحد الأدنى للأجور الذي يكفي الأسرة من كفاية احتياجاتها"، مؤكدا العمل وفق برنامج واضح لزيادة الرواتب بحسب زيادة إيرادات الدولة إلى أن يكون الراتب مجزيا.
وأشار البشير إلى أن الأحزاب التي تريد المشاركة في السلطة، "يظنون أن السلطة يسيرة وزارات وسيارات وتجوال ولكنهم سيجدونها مسؤولية كبيرة"، حيث ينتظر تشكيل حكومة وفاق وطني في غضون "3" أشهر منذ اجازة توصيات الحوار الوطني في أكتوبر الماضي، ونصح الرئيس أعضاء حزبه للتماسك والتقرب إلى المجتمع والناس، مضيفا "لأننا نريد مجتمعا رائدا وقائدا للدولة".
وأفاد البشير أن سبب استمرار العقوبات والحصار على السودان هو "ثباته على مبادئه"، وتابع "نحن رافضون أن نكون دولة خاضعة ومستسلمة للسياسات الأميركية"، موضحًا أن حكومته رفضت سابقاً دخول القوات الأميركية للمنطقة، ومضيفاً "كنا نعلم أن نتيجة ذلك ستكون وخيمة وهذا ما نراه اليوم في دول العراق وسورية واليمن وليبيا، وأوقع أن تلحق بهذه الدول دول أخرى ليس من بينها السودان"، واعتبر ذلك مشروعًا صهيونيًا وشيعيًا لتقسيم المنطقة، مشيرًا إلى رفع اسم إيران من قائمة الدول الراعية للتطرف رغم أن قوات الحرس الثوري الإيراني مصنفه بأنها منظمة إرهابية، فضلا عن رفع كوبا من ذات القائمة.
وأوضح البشير: "نحن طلبنا رفع الحظر عن السودان منذ 15 عاما، والـ (سي آي إيه) ترفع تقريرها للإدارة الأميركية بأن السودان لا يدعم التطرف ، ولا يأوي متطرفين ، لكنهم رغم ذلك يجددون اسمنا في قائمة الدول التي ترعى التطرف".
أرسل تعليقك