واشنطن - محمد صالح
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة لا تزال "مستعدة" لبيع طائرات مقاتلة من طراز "أف-35" لدولة الإمارات، التي هددت بإلغاء الصفقة بسبب إلزامها بشروط صارمة. وجرى الاتفاق على الصفقة، التي تبلغ قيمتها 23 مليار دولار، إبان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وكان يُنظر إليها على أنها مكافأة لاعتراف الإمارات بإسرائيل. وقال مسؤول إماراتي الثلاثاء إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة أنها ستعلق مباحثات اقتناء 50 طائرة. وأضاف المسؤول أن هذا القرار يأتي لاعتبارات عدة، منها المتطلبات التقنية، وقيود استخدام هذه الطائرات التي تمس السيادة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.
لكن وزير الخارجية الأمريكي أكد الأربعاء رغبة واشنطن في المضي قدما في عملية البيع قائلا: "نظل على استعداد للمضي قدما... إذا كان هذا هو ما يرغب الإماراتيون في فعله". وردا على سؤال حول الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة، لم يعط بلينكن تفاصيل دقيقة، لكنه قال إن واشنطن تريد التأكد من أن إسرائيل تحافظ على "تفوقها العسكري".وقال: "أردنا التأكد من أنه يمكننا إجراء مراجعة شاملة لأي تقنيات يتم بيعها أو نقلها إلى شركاء آخرين في المنطقة".
"مراقبة وقيود"
عقب تولي جو بايدن الرئاسة الأمريكية، أوضحت إدارته أنها ستمارس مراقبة أكبر لكيفية استخدام هذه الطائرات الحديثة. كما حاول أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي إيقاف الصفقة بسبب "تورط الإمارات" في حرب اليمن. وتشمل الصفقة الإماراتية-الأمريكية شراء طائرات مُسيرة وذخيرة متطورة. وعبرت الإمارات - وهي من أقرب الحلفاء للولايات المتحدة - منذ فترة طويلة عن رغبتها في اقتناء طائرات "إف-35"، وتقلت وعدا بشرائها، حين وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل في أغسطس/آب من عام 2020.
ولكن مسؤولا إماراتيا قال في بيان حصلت عليه وكالة رويترز للأنباء: "المتطلبات التقنية، وقيود التشغيل التي تمس السيادة، وتحليل المنافع مقابل التكلفة أدوا إلى إعادة تقييم العملية. الولايات المتحدة تبقى المورد المفضل للإمارات لمعدات الدفاع، وربما نعيد التباحث حول هذه الصفقة في المستقبل". وفي وقت سابق، قال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، :"الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة أكثر تعقيدا واستراتيجية من صفقة سلاح. وواشنطن ملتزمة بالعمل مع أبوظبي للإجابة على استفساراتها". وأضاف كيربي أن اجتماعا بين مسؤولين أمريكيين وإماراتيين في البنتاغون، في وقت لاحق هذا الأسبوع، محدد له سلفا أن يتناول موضوعات عامة، ولكنه توقع أنه سيتم التطرق لصفقة الأسلحة.
وتحظى طائرات "أف-35" بقدرات على التخفي وتعدد الاستخدامات، مع القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية والضرب في عمق أراضي العدو والانخراط في مبارزات جوية. وتلتقي كل من إسرائيل والإمارات في نقاط مشتركة بشأن المخاوف بشأن إيران، على الرغم من زيارة مسؤول إماراتي كبير لإيران خلال الشهر الحالي، حيث أعرب الجانبان عن أملهما في علاقات أكثر سلاسة
قد يهمك ايضا
بلينكن يشيد بعلماء جنوب إفريقيا بعد رصدهم السريع لمتحور أوميكرون
واشنطن تهوّن من اتفاق «حمدوك ـ البرهان» وتعدّه «خطوة أولى»
أرسل تعليقك