بغداد – نجلاء الطائي
فرضت القوات الأمنية في محافظة المثنى، إجراءات مُشدّدة على خلفية ورود معلومات استخبارية بشأن محاولات لتنفيذ عمليات إرهابية، فيما كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن معلومات توصلت إليها أجهزة الاستخبارات الأميركية تفيد بأن تنظيم "داعش" يجمع كل خبرائه في مجال الأسلحة الكيميائية من أماكن انتشارهم في سورية والعراق لتشكيل "خلية أسلحة كيميائية جديدة".
وأفاد مصدر أمني في المثنى بأن "قيادة شرطة المثنى فرضت إجراءات مشددة وذلك لورود معلومات استخبارية تفيد بوجود نوايا لتنفيذ عمليات إرهابية". وأضاف، أن "القوات الأمنية في المحافظة على أهبة الاستعداد لأي طارئ". وفي غضون ذلك كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن معلومات توصلت اليها تفيد بأن تنظيم "داعش" يجمع كل خبرائه في مجال الأسلحة الكيميائية من أماكن انتشارهم في سورية والعراق لتشكيل "خلية أسلحة كيميائية جديدة". واستخدمت التنظيمات المتطرفة الغازات الكيميائية السامة مرات كثيرة في سورية ولا سيما ضد الأحياء السكنية في حلب حيث أطلقت قذائف تحتوي على هذه الغازات وكذلك في دير الزور والغوطة الشرقية في دمشق.
ولفت المسؤول الأميركي في حديث لشبكة سي أن أن الأميركية الى أن التنظيم المتطرف يعمل على حشد عناصره الذين يمتلكون الخبرة في مجال الأسلحة الكيميائية في سورية والعراق "والذين لم يسبق لهم العمل معاً" في منطقة ينتشر فيها على الحدود السورية العراقية بهدف تشكيل هذه الخلية.
بدوره قال الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة بزعم محاربة التنظيم المتطرف رأينا أن تنظيم "داعش" استخدم عناصر كيميائية منخفضة الجودة في الماضي ونحن نعلم أنه على استعداد لاستخدام مثل هذه الأسلحة في المستقبل وهو أمر مقلق. ووفقاً لمسؤولين عسكريين فإن أكثر من 15 هجوما بالأسلحة الكيميائية استهدفت الموصل في العراق والمناطق المحيطة بها منذ الـ14 من نيسان/أبريل الماضي.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حذرت العام الماضي من قيام تنظيم "داعش" بتصنيع أسلحة كيميائية واستخدامها بالفعل في العراق وسورية مؤكدة وجود مؤشرات مقلقة للغاية بهذا الشان حيث وجدت فرق تقصي الحقائق في المنظمة أدلة على استخدام غاز الخردل في هجمات على البلدين ما يثبت أن لدى "داعش" التكنولوجيا والمعرفة اللازمة كما أنه يملك مواد يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة كيميائية.
وشن تنظيم "داعش" هجوما قاتلا بالغاز على بلدة تازة العراقية جنوب كركوك في شهر آذار من العام الماضي أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال وإصابة 1500 شخص بحروق وطفح جلدي ومشاكل في التنفس. هذا وكشف مسؤولون عراقيون في بغداد ارقاما غير نهائية عن عدد العسكرين الأميركيين، سواء الجنود أو المستشارين أو الفرق الفنية ووحدات الدعم اللوجستي ووحدات الاستخبارات والاستطلاع، 11 ألفاً و800 عسكري، منهم متعاقدو خدمةٍ يعملون في الجيش الأميركي، وغالبيتهم من جنسيات آسيوية.
وتتوزع القوات الأميركية في العراق على قواعد الحبانية (التقدم)، القادسية (عين الأسد) وتقعان بمحافظة الأنبار، ومعسكر المطار غربي بغداد، وقاعدة بلد بمحافظة صلاح الدين، ومعسكر (كي وان) في كركوك، ومعسكرين في نينوى بمنطقتي حمام العليل وآخر على طريق مخمور، وقاعدة مستقلة لهم في أربيل. وقد وصل جميعهم العراق على شكل متفرق على طول السنوات الثلاث الماضية، ضمن عملية "العزم الصلب" التي أطلقتها واشنطن للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ويتركز نحو ثلث تلك القوات في محافظة الأنبار الواقعة على الحدود مع الأردن والسعودية وسورية، غرب العراق. وترافق تلك القوات ترسانةٌ من الأسلحة الهجومية والدفاعية، تشمل دبابات برامز ومدرعات وعربات همفي وهمر، فضلاً عن بطاريات مدفعية غرب وشمال العراق، ومروحيات من طراز أباتشي وبلاك هوك وتشينوك، وأنظمة رصد واستطلاع متطورة مختلفة. ويُلاحظ خلو الجنوب العراقي الذي يخضع لسيطرة مليشيا "الحشد الشعبي" والأحزاب السياسية الراديكالية الموالية لإيران من أي تواجد أميركي فيها، عكس وسط وغرب وشمال العراق، وهو ما قد يفسر بوجود مخاوف أميركية من هجمات تتعرض لها قواتها على يد الجماعات العراقية المتطرفة الموالية لإيران.
أرسل تعليقك