باريس ـ مارينا منصف
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موقف موسكو من الأزمة السورية معروف، وهو أنه لا يمكن مكافحة الإرهاب بتخريب الدول، التي تعاني منه. وقال اليوم الاثنين في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في "قصر فرساي" في ضواحي باريس: "إن لدى موسكو وباريس رؤية مشتركة في المجالات الرئيسية للتحرك قدما نحو حل المشاكل الأساسية في العالم".
وأعرب بوتين، عقب محادثاته مع ماكرون، عن قناعته بأن المصالح الأساسية لكل من روسيا وفرنسا هي أهم بكثير من الوضع السياسي الحالي. ودعا الرئيس الروسي نظيره الفرنسي إلى زيارة روسيا، مضيفا "آمل أنه سيكون قادرا على قضاء بضعة أسابيع في موسكو".
من جهته حذر ماكرون من أن "أي استخدام للأسلحة الكيميائية" في سورية "سيكون موضع رد فوري" من باريس. وأعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في تعزيز الشراكة مع روسيا في مكافحة الإرهاب في سوريا، موضحا "أولويتنا المطلقة هي مكافحة الإرهاب، هو المبدأ الذي نسترشد به لتحديد تحركنا في سورية. وأريد، بعيدا عن العمل الذي نقوم به في سياق الائتلاف، أن نتمكن من تعزيز شراكتنا مع روسيا".
وكان الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين أجريا محادثات ثنائية في قصر فرساي في ضواحي العاصمة الفرنسية، حيث وصل الرئيس الروسي بزيارة تستغرق ساعات. وبعد مراسم استقبال رسمية لدى بوابة القصر، ومصافحة الرئيسين، توجه ماكرون وبوتين إلى إحدى غرف القصر، حيث بدأ اللقاء على انفراد، ثم انضم اليهما أعضاء الوفود.
ومن المقرر أن يزور الرئيسان الروسي والفرنسي معرضًا كبيرًا افتتح في فرساي بمناسبة الذكرى الـ300 لزيارة الإمبراطور الروسي بطرس الأكبر إلى فرنسا. وبعد انتهاء برنامج الفعاليات الرسمية، سيتوجه بوتين إلى باريس، حيث سيزور المركز الثقافي الروحي الروسي، الذي كان من المقرر أن يفتتحه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، إلا أن الزيارة آنذاك تم تأجيلها بسبب خلافات حول جدول أعمال البرنامج الثنائي للرئيسين.
وعرف "قصر فرساي" بأنه أحد أعظم قصور أوروبا والعالم، وتحفة فنية بدأ لويس الرابع عشر بناءها، وأتمها من جاءوا بعده، لتكون عنوانا للبذخ والأبهة الفرنسية في أوج عصورها، كما ويعد فرساي فضلا عن معماره الفريد، وحدائقه المترامية، متحفا تاريخيا فريدا، لما حواه من تحف فنية نادرة تمثل وجه فرنسا في أوج عصر النهضة. واستمر القصر كمركز للسلطة في العهد القديم في فرنسا. كما صار رمزا للحكم الملكي المطلق من قبل لويس الرابع عشر المسمى بـ"ملك الشمس."
وبعد 100 عام سكنه ملك آخر وهو الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري انطوانيت اللذان أجبرتهما الثورة الفرنسية في العام 1789 على مغادرته. ومن ثم إعدامهما بالمقصلة. واقترن قصر فرساي في العصر الحديث بمعاهدة فرساي التي أسدلت الستار بصورة رسمية على وقائع الحرب العالمية الأولى. ولربما وجد فيه ماكرون، وسيلة تقربه من "القيصر" بوتين، الذي اعتاد على فخامة الكرملين، وقببه المذهبة، وعلى قصور بطرسبورغ الفخمة.
أرسل تعليقك