لوسيرن - العرب اليوم
التقى عشرات من قادة دول العالم، السبت، في سويسرا في قمة حول السلام في أوكرانيا بحضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي، غير أنه يُنظر إليها في غياب روسيا على أنها مجرد خطوة أولى في آلية طويلة.وأعرب زيلينسكي عند بدء القمة عن أمله في التوصل "إلى سلام عادل بأسرع وقت ممكن"، مؤكدا أن "كل ما سيتم الاتفاق عليه سيكون جزءا من عملية إعادة السلام الذي نحتاج إليه جميعا". وقال: "سنرى التاريخ يتحقق خلال هذه القمة".
وسعت سويسرا التي تستضيف القمة على مدى يومين في منتجع بورغنستوك الجبلي الفخم للحد من التوقعات، وأعلنت أن الاجتماع يرسي الأسس لمسار سلام مع ترقب عقد اجتماعات قمة في المستقبل بمشاركة موسكو.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ندد في خطاب شديد اللهجة، الجمعة، بالقمة، وطالب كييف بالاستسلام قبل أي مفاوضات سلام فعلية.
ورفض زيلينسكي مطالب بوتين، معتبرا أنها تنطوي على "إنذار ... على طريقة هتلر"، كما رفضها حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة على الفور.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس لهيئة "إيه آر دي" للبث قبل التوجه إلى القمة "ما نحتاج إليه ليس سلاما يتمّ إملاؤه، بل سلام عادل ومنصف يأخذ بالاعتبار سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها".
وتهدف القمة للضغط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا لكن غياب حلفاء أقوياء لموسكو مثل الصين من شأنه أن يضعف تأثيرها المحتمل.
يشارك العشرات من حلفاء أوكرانيا في القمة، لكن الصين قررت عدم المشاركة بعد استبعاد روسيا بعد رفضها للقمة ووصفها إياها بأنها مضيعة للوقت وأنها غير مهتمة بالحضور.
وبدون الصين، تلاشت الآمال في عزل موسكو، في حين وضعت الهزائم العسكرية الأخيرة كييف في موقف دفاعي. كما حولت الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس الانتباه عن أوكرانيا.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات على المخاوف الأوسع نطاقا التي أثارتها الحرب، مثل الأمن الغذائي والنووي وحرية الملاحة، كما أن مسودة الإعلان الختامي تصنف روسيا باعتبارها المعتدي في الصراع، حسبما ذكرت المصادر.
وقال ريتشارد جوان، مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية إن "القمة تخاطر بإظهار حدود الدبلوماسية الأوكرانية. ومع ذلك، فهي أيضا فرصة لأوكرانيا لتذكير العالم بأنها تدافع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وأعلن الرئيس الروسي بوتين، الجمعة، إن بلاده لن تنهي الحرب في أوكرانيا إلا إذا تخلت كييف عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتنازلت عن أربع مناطق تطالب بها موسكو، وهما مطلبان رفضتهما كييف سريعا واعتبرتهما بمثابة استسلام.
ويبدو أن شروط بوتين تعبر عن ثقة موسكو المتزايدة في أن قواتها لها اليد العليا في الحرب.
وتعتبر موسكو ما تسميه عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا جزءا من صراع أوسع نطاقا مع الغرب، الذي تقول إنه يريد إخضاع روسيا. وترفض كييف والغرب هذا ويتهمان روسيا بشن حرب غير قانونية.
وتريد سويسرا، التي تولت استضافة القمة بناء على طلب الرئيس الأوكراني زيلينسكي، تمهيد الطريق لعملية سلام مستقبلية تشمل روسيا.
لكن الانقسامات الجيوسياسية بشأن أعنف صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية تعكر صفو القمة. واتهم زيلينسكي بكين بمساعدة موسكو في تقويض القمة، وهو الاتهام الذي نفته وزارة الخارجية الصينية.
وكانت الصين قد قالت إنها ستفكر في المشاركة، لكنها رفضت في نهاية الأمر بسبب عدم توجيه دعوة لروسيا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك