أعلن الجيش الأميركي ليل الجمعة-السبت أنّه سينقل مؤقتاً الرصيف العائم الذي بناه قبالة ساحل قطاع غزة، لحمايته من أمواج عاتية يُتوقّع أن تضرب المنطقة.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان إنّه "بسبب التوقعات بارتفاع أمواج البحر، سيُحرَّك الرصيف المؤقت من موقعه الراسي على شاطئ غزة، وسحبه مرة أخرى" إلى ميناء أشدود الإسرائيلي.
وأوضحت أن "نقل الرصيف مؤقتا سيمنع حدوث أيّ أضرار هيكلية يمكن أن تنجم بسبب ارتفاع مستوى البحر".
وشدّد البيان على أنّ نقل الرصيف مؤقتاً "ضروري لضمان استمرار ديمومة الرصيف المؤقت في تقديم المساعدات مستقبلا".
وبحسب البيان "سيُعاد تثبيت الرصيف سريعا على ساحل غزة بعد انقضاء فترة ارتفاع مستوى البحر".
وكان "برنامج الأغذية العالمي" المسؤول عن توصيل المساعدات إلى غزة عبر هذا الرصيف، أعلن الاثنين أنّه سيعلّق عملياته لتقييم الوضع الأمني.
وكان الرصيف العائم الذي أقامته الولايات المتحدة قبالة غزة قد استأنف للتو إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني بعد تعليق عمله في مطلع الأسبوع.
وبدأت في 17 مايو وصول المساعدات عبر الرصيف العسكري الأميركي العائم، وقالت الأمم المتحدة إنها نقلت 137 شاحنة مساعدات إلى المخازن، أي نحو 900 طن، قبل أن تعلن الولايات المتحدة في 28 مايو أنها أوقفت العمليات حتى يتسنى إجراء إصلاحات.
نقل مساعدات لغزة عبر الرصيف الأميركي
وقالت الأمم المتحدة الجمعة إنها لم تستأنف بعد نقل المساعدات من الرصيف إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة الدولية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق: "ما زال زملاؤنا في مجال الأمن يعملون لضمان إعادة إرساء الظروف الآمنة للعمل الإنساني".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن في مارس عن خطة لإقامة رصيف بحري لتوصيل المساعدات مع ظهور شبح المجاعة في غزة خلال الحرب في غزة.
من جهته قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة الجمعة إن إمدادات الغذاء لجنوب قطاع غزة معرضة للخطر بعد أن وسعت إسرائيل نطاق عملياتها العسكرية، مضيفاً أن النازحين بسبب الهجوم الإسرائيلي هناك يواجهون أزمة صحية عامة.
وقال كارل سكاو، نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن الوضع يتدهور حالياً في جنوب غزة وذلك على الرغم من تفاقم حدة الجوع وخطر المجاعة في شمال القطاع خلال الأشهر الماضية.
وكان معبر رفح على الحدود مع مصر خط الإمداد الرئيسي للمساعدات في وقت سابق من الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، لكن العمل فيه توقف عندما وسعت إسرائيل في أوائل مايو نطاق حملتها العسكرية في مدينة رفح، حيث كان يعيش معظم سكان القطاع.
وقال سكاو بعد زيارة استغرقت يومين إلى غزة: "كنا قد زودنا حجم المخزونات قبل العملية في رفح حتى نتمكن من إطعام الناس، لكن المخزونات بدأت في النفاد، ولم تعد لدينا القدرة نفسها على الوصول (للأفراد) التي نحتاجها، والتي اعتدنا عليها".
وعندما تقدمت إسرائيل في رفح، نزح عدد كبير من اللاجئين هناك مجدداً باتجاه الشمال وصوب منطقة المواصي الواقعة على الساحل، والتي تُصنف على أنها منطقة إنسانية.
وأضاف سكاو: "إنها أزمة نزوح تفضي حقاً إلى كارثة تتعلق بالحماية، إذ أصبح مليون شخص أو نحو ذلك من الأشخاص المطرودين من رفح مكدسين حالياً داخل مساحة صغيرة على طول الشاطئ".
وتابع: "الجو حار، وحالة المرافق الصحية سيئة جداً. كنا نقود السيارة عبر أنهار من مياه الصرف الصحي. هي أزمة صحية عامة في طور التكوين".
وتواجه عمليات توزيع المساعدات صعوبات جراء العمليات العسكرية وتأخر إسرائيل في إصدار التصاريح اللازمة وزيادة الفوضى داخل قطاع غزة.
وقال سكاو إنه على الرغم من زيادة شحنات الغذاء التي تدخل شمال غزة، فإن هناك حاجة لتزويد السكان بالرعاية الصحية الأساسية والمياه والصرف الصحي "لتحويل منحنى المجاعة في الشمال تماماٍ". وأضاف أنه يتعين على إسرائيل السماح بدخول المزيد من متطلبات الرعاية الصحية إلى غزة.
كما قال سكاو إنه فوجئ بمستوى الدمار وإن سكان غزة يئنون جراء هذا الصراع. وأضاف "عندما كنت هناك في ديسمبر، كانوا غاضبين ومحبطين. وكان هناك توتر. أما الآن، فأشعر أكثر بأن الناس أصبحوا متعبين ومستائين. هم لا يريدون أي شيء سوى إنهاء هذا الأمر".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك