الخرطوم - العرب اليوم
خرج آلاف السودانيين المناهضين للانقلاب الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، العام الماضي، إلى شوارع العاصمة ومدنها المجاورة للتظاهر، اليوم (الاثنين)، حسب ما أفاد شهود عيان، في حين أفرجت السلطات عن معتقلين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت المحامية إنعام عتيق، التي تتابع مع محامين آخرين قضايا المعتقلين، إنه «منذ مساء أمس (الأحد) وحتى الآن تم إطلاق سراح 41 معتقلاً»، وأضافت: «ما زلنا ننتظر مجموعة أخرى قالت السلطات إنه سيتم ترحيلهم من سجن سوبا إلى أقسام الشرطة تمهيداً لإطلاق سراحهم».
وحسب بيان صادر عن مجموعة من المحامين المناهضين للانقلاب، فإن «عدد المعتقلين في حملة القمع الأمنية تجاوز 200 شخص».ونقل البيان عن المحامين قولهم إن ما قامت به السلطات هو «حركة تمويهية القصد منها إخفاء الحقائق وتضليل المبعوث الأممي لفهم أنه لا يوجد أي معتقل في زنازين النظام».
ويشهد السودان اضطرابات واحتجاجات مستمرة منذ أن أطاح البرهان شركاءه المدنيين من الحكم، ونفذ انقلاباً عسكرياً في أكتوبر (تشرين الأول) في خطوة أثارت إدانة دولية واسعة.
وأعاق الانقلاب العسكري العملية الانتقالية التي تم التفاوض عليها بين العسكريين والمدنيين، والتي انتهت إلى تقاسم السلطة في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019.
ومذ ذلك الحين تشن السلطات الأمنية في البلاد حملة قمع واسعة ضد الاحتجاجات المناهضة للانقلاب، ما أسفر عن مقتل 82 شخصاً على الأقل وإصابة المئات، حسب لجنة أطباء السودان المركزية. كما تم اعتقال العديد من السياسيين والناشطين الداعمين للديمقراطية. وفي الخرطوم، أطلقت القوات الأمنية، الاثنين، قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا التجمع خارج القصر الرئاسي وسط العاصمة.
وفي مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، (186 كلم جنوب الخرطوم)، تجمع المتظاهرون وهتفوا «العسكر إلى الثكنات والشارع إلى المكنات». وحسب أمل حسين، أحد شهود العيان من ولاية القضارف شرق البلاد، فقد هتف المحتجون «مدنية خيار الشعب». وفي مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، تظاهر المحتجون أمام أحد المباني الحكومية قبل أن تعترض الشرطة مسيرتهم، حسب شهود. وفي ولاية كسلا في شرق البلاد، قال شاهد عيان يدعى حسين إدريس، إن المتظاهرين هتفوا «لا لحكم العسكر» أثناء توجههم نحو قاعدة عسكرية في المدينة.
وتأتي تظاهرات الاثنين غداة وصول خبير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان أداما ديانغ، في أول زيارة رسمية له إلى البلاد. ومن المقرر أن ديانغ خلال الزيارة مسؤولين من الحكومة السودانية، وممثلين لمنظمات من المجتمع المدني، ومدافعين عن حقوق الإنسان.
قد يهمك ايضا
مقتل مُتظاهر وإصابة العشرات في الإحتجاجات السودانية والبرهان يُشِيد بدعم الإمارات للفترة الانتقالية
البرهان يؤكد أن الجيش السوداني لن يُسلِّم السُلْطة إلا عبْر الانتخابات أو التوافق السياسي
أرسل تعليقك