بغداد – نجلاء الطائي
أُعلن تشكيل التحالف الدولي لمناهضة "داعش"، في الوقت الذي خضعت فيه الموصل إلى سيطرة التنظيم المتطرف، وسعى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إلى شن غارات متعددة على الموصل التي كانت عاصمة التنظيم في العراق، بعد الرقة السورية التي كانت مركز التنظيم، وكانت اغلب قيادات التحالف الدولي في أطراف مدينة أربيل المحاذية لمدينة الموصل، حيث مقار الكتائب الإيطالية والألمانية والإسبانية وكذلك المقرات الأميركية، والأخرى المشتركة، أما في أربيل، فقد كان من غير المستغرب أن تشاهد قادة عسكريين أجانب يتجولون في الأسواق أو المطاعم يتناولون الوجبات الآسيوية، لكن ذلك تلاشى عقب تحرير الموصل، حيث انخفض تواجدهم وأعلنت بعض الدول سحب قواتها.
وتشير مصادر في نينوى وهي على اطلاع عسكري أن "التواجد الدولي ليس فقط على الصعيد العسكري وإنما حتى مستشارين في ملفات اخرى تخص الأعمار"، ولكن لم ينشئ منذ تحرير الموصل، في 10 من تموز/يوليو 2017 أي مقر عسكري أو مدني واضح داخل الموصل حتى للمنظمات الأممية حيث، لا يزال جميعها وسط أربيل أو في اطراف المدينتين، لكن تواجد قائد التحالف الدولي لمناهضة "داعش" ما يزال بشكل منقطع النظير داخل الموصل، وفي مقر قيادة العمليات العسكرية بالقصور التي شيدها صدام حسين خلال فترة حكمه للعراق والتي تقع في منطقة راقية بالموصل، وتقول المصادر إن "التحالف الدولي وخصوصا بول فانك قائد التحالف المناوئ إلى "داعش" في سورية والعراق، عادة ما يكون إلى جانب قائد عمليات نينوى نجم الجبوري، (يحمل الجنسية الأميركية)".
وتشير المصادر نفسها إلى أن "فناك يعمل إلى جانب الجبوري، في وضع الخطط الأمنية، وفي بعض الأحيان هو من يرتب سير العمليات التي تجري أو عمليات نشر قوات الأمن العراقية، كما انه يتابع ملف إعمار الموصل، وزيارة المسؤولين الأمميين والسفراء الأجانب"، وتضيف أن "عدد القوات الأجنبية المتبقية في الموصل قليل ولا يتجاوز 100 ألف وأغلبهم من الأميركان، لكن لهم دورا كبيرا، بغض النظر عن المراقبة وتقدم النصيحة للقوات العراقية"، ولا يخفي الجبوري، في الكثير من اللقاءات الصحفية وجود دور للأميركان بالتحديد والتحالف الدولي بشكل عام، وعادة ما يصفهم بالجانب الصديق، وكان الجبوري قد أعلن في 9 من شباط / فبراير الجاري، عن أن التحالف الدولي يراقب الموصل ومحيطها والمناطق الصحراوية دعما للقوات العراقية التي أعادت انتشارها مؤخرا بشكل 3 أطواق حول المدينة، ولكن الأميركان في الموصل، عادة ما يكونون متنقلين عبر الجسور المتاحة وطرق خارجية بين أربيل، والموصل لذلك لا يوجد لهم انتشار بشكل واضح داخل الموصل.
وتعد الموصل، مركزا لمختلف الفصائل الموالية للحشد الشعبي، وهم في الأغلب مناوئون للأميركان والتحالف الدولي، ويقول عضو البرلمان العراقي عن كتلة بدر النيابية، حنين القدو وهو ينحدر من نينوى ومن الطائفة الشبكية، أن "جهات سياسية تستجدي بقاء القوات الأميركية في بعض المحافظات، لتخوفها من تمدد القبول والتأييد الجماهيري للحشد الشعبي"، وقال القدو في تصريح صحافي أن "بقاء مستشارين أو تشكيلات عسكرية في العراق غير مبرر، وان استنجاد كتل اتحاد القوى والتحالف الكردستاني بالبقاء الأميركي في البلاد لأهداف انتخابية وقومية بعيدة عن مصالح البلاد الأمنية والاجتماعية".
وأوضح الصحافي من محافظة نينوى سعد عامر، أن "الموصل باتت مسرحًا لكل العسكر، منذ سيطرة "داعش" وما بعدها، حيث حجم المدينة وتأثيرها السياسي والجغرافي، يجعل الأنظار تتجه عليها"، وقال إن "الخلافات التي قد يظهرها بعض المناوئين للأميركان في الموصل، تحديدا قد تزيد الوضع سوءًا هنا، حيث أننا في الموصل لسنا بحاجة إلى مقاومة للأميركان
أرسل تعليقك