تمكنت القوات العراقية، الأحد، من استعادة السيطرة على منطقة العبرة الصغيرة على مشارف مدينة تلعفر، شمال غربي العراق، وتقدمت غربي المدينة، وذلك بعد ساعات من انطلاق معركة تلعفر ضد داعش، فيما حذّر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إيران من التدخل في شؤون الإقليم تحت أي "ذريعة" فيما أدلى بأول تعليق حول الزيارة الاخيرة التي قام بها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لدول خليجية.
وقالت مصادر عسكرية إن القوات العراقية تقدمت في المحور الغربي من المدينة باتجاه مناطق السعد والزهراء والوحدة، على مشارف تلعفر. وأكدت المصادر عزل المدينة عن بقية المناطق، التي يسيطر عليها تنظيم داعش المتشدد، بعد محاصرتها من القوات العراقية من الجنوب، وقوات البشمركة الكردية من الشمال.
ونشرت خلية الإعلام الحربي، التابعة لقيادة العمليات المشتركة، خريطة لمحاور دخول القطعات الأمنية إلى قضاء تلعفر غرب مدينة الموصل، والتي هاجمته اليوم من عدة محاور. وتظهر الخريطة، معلومات عن القطعات الأمنية وصنوفها المشتركة في عملية التحرير. وبالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء العراقي انطلاق معركة تلعفر، ألقت الطائرات العراقية مئات الآلاف من المنشورات على مركز المدينة، دعت المواطنين للاستعداد لاستقبال القوات العراقية.
وكثف سلاح الجو العراقي، السبت، ضرباته الجوية على مواقع تنظيم داعش في مدينة تلعفر، تمهيدًا للهجوم البري.
وتشارك فرق عراقية عسكرية عدة في معركة تلعفر، من بينها الفرقة المدرعة التاسعة والفرق الخامسة عشر والسادسة عشر، وقوات المدفعية والهندسة العسكرية، بالإضافة إلى وحدات الطبابة والخدمات اللوجستية الأخرى. وتشارك في المعركة أيضا قوات مكافحة الإرهاب، التابعة للعمليات الخاصة الأولى والثالثة، بالإضافة إلى أفراد من الشرطة الاتحادية من الفرق الآلية وفرقة الرد السريع والفرقة السادسة.
وستدعم طائرات التحالف الدولي ضد داعش القوات الجوية العراقية والجيش على الأرض، في حين يشارك "الحشد الشعبي" بعدد من الأولية في المعركة. فيما أعلن الحشد الشعبي، اليوم الأحد، عن إحباط أول هجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري أثناء تقدم القوات في المحور الغربي لقضاء تلعفر.
وقال إعلام الحشد الشعبي، في بيان اطلع "العرب اليوم" عليه إن"قوات الحشد تمكنت من تدمير سيارة مفخخة يقودها انتحاري تابع لتنظيم "داعش"، حاولت إعاقة القطعات المتقدمة باتجاه المحور الغربي لتلعفر". وأضاف أن"القطعات المشتركة من الحشد الشعبي والقوات الأمنية تواصل تقدمها وفق الخطط الأمنية لتحقيق الأهداف المرسومة لها وتحرير كامل قضاء تلعفر من داعش".
وأعلنت قيادة عمليات بغداد، اليوم الاحد، تفجير 10 عبوات ناسفة والعثور على مواد متفجرة والقاء القبض على مطلوبين وفق مواد قانونية مختلفة، في مناطق مختلفة من العاصمة. وقالت القيادة، في بيان تلقى " العرب اليوم" نسخة منه، ان "قوة من فرقة المشاة (17) تمكنت من تنفيذ واجب تفتيش ضمن مناطق (الحركاوي، دويليبة، الكيلو/ 29 ) جنوبي بغداد نتج عنه تفجير (10) عبوات ناسقة تفجيراً مسيطر عليه وبدون اضرار، بالاضافة الى العثور على قنبرتي هاون وقذيفة مدفع عيار 155 ملم والقاء القبض على عدد من المطلوبين وفق مواد قانونية مختلفة".
وأعلنت مديرية استخبارات وامن بغداد، الجمعة الماضية، ان القوات الامنية عثرت على كدسين للعتاد في الرضوانية والراشدية بالعاصمة. وتشهد العديد من مدن العاصمة بغداد هجمات انتحارية بسيارات مفخخة، وتفجيرات بعبوات ناسفة، غالبا ما تسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين ورجال الامن، فيما يتبنى تنظيم داعش بعضها.
وكانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، قد أعلنت مقتلِ ما مجموعه 241 مدنياً وإصابة 277 آخرين، جراء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح التي وقعت في العراق خلال شهر تموز 2017 الماضي.
وحذر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، إيران من التدخل في شؤون الإقليم تحت أي "ذريعة" فيما أدلى بأول تعليق حول الزيارة الأخيرة التي قام بها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لدول خليجية.
وقال الصدر في مقابلة مع صحيفة عكاظ السعودية "من حيث المبدأ نحن نريد علاقة حسن جوار مع ايران، وألا يتدخل أحد في شؤون الآخر، لكني اؤكد القول أنه لا يمكن القبول بوصاية أحد علينا، والثابت في سياسة الاقليم هو عدم القبول بالتدخل والوصاية الايرانية علينا".
وأضاف بارزاني للصحيفة "لا نريد أن نصطدم بإيران، لكننا لن نسمح بأي تحرك إيراني في كردستان". وتحدث بارزاني في المقابلة ايضاً عن ملف الحشد الشعبي وقال انه "لا يمكن الحكم على الحشد الشعبي بصورة واحدة، فقسم منه ملتزم، وقد حارب داعش والتزم بالأوامر والقوانين، ودخل المعركة الى جانب الجيش العراقي، وقوات البيشمركة، ولم يرتكب أي مخالفات".
وأضاف بارزاني ان "ثمة قسم آخر في الحشد، ارتكب جرائم لا تقل عن بشاعة جرائم تنظيم داعش" حسب تعبيره. وحول العلاقة مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قال بارزاني" علاقتنا قوية جداً واكن له كل الاحترام وارحب بتحركاته الاخيرة واصفا التيار الصدري بأنه "تيار وطني، ويحظى بتقديرنا".
ورفض بارزاني وصف حزب العمال الكردستاني بالمنظمة الارهابية، وقال "نحن نختلف معهم، ولدينا ملاحظات كثيرة على ممارسات حزب العمال الكردستاني، لكننا لا نصنفه كمنظمة ارهابية". وجدد بارزاني خلال المقابلة تأكيده على مضي اقليم كردستان قدما، في إجراء الاستفتاء على الاستقلال عن العراق في 25 ايلول سبتمبر المقبل كخطوة أولى نحو تأسيس دولة كردية مستقلة. وأشار بارزاني الى الانتخابات الرئاسية في كردستان، والتي ستجري في شهر تشرين الثاني نوفمبر القادم ، وجدد تأكيده على عدم ترشحه للرئاسة، وقال "لن أترشح، ولن أرشح أحدا من أقاربي للرئاسة".
أرسل تعليقك