اشتعال القضايا الجدلية بين سعيد والقروي خلال الحملة الانتخابية في تونس
آخر تحديث GMT23:02:06
 العرب اليوم -

سُجِن أحدهما 10 أيام بتُهمة غسيل الأموال والتهرُّب الضريبي

اشتعال "القضايا الجدلية" بين سعيد والقروي خلال الحملة الانتخابية في تونس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اشتعال "القضايا الجدلية" بين سعيد والقروي خلال الحملة الانتخابية في تونس

الانتخابات الرئاسية في تونس
تونس - العرب اليوم

صاحبت الحملة الانتخابية الرئاسية في تونس مجموعة من القضايا الجدلية التي استغلها ولا يزال يستغلها أنصار كل مرشح لاجتذاب أكبر كم من الأصوات والتأثير على رأي الشارع في الانتخابات الجارية، ويتنافس فيها رجل الأعمال نبيل القروي والأكاديمي قيس سعيد، وكان للقروي الحصة الأكبر من هذه القضايا رغم سجنه قبل 10 أيام من بدء الحملة الانتخابية في دورتها الأولى بتهمة غسيل الأموال والتهرب الضريبي، والإفراج عنه قبل انتهاء حملة الجولة الثانية بيومين.

كانت قضية الضابط الإسرائيلي بن مناشي ومقابلته مرشح حزب قلب تونس لسان حال الشارع.

وقال المحلل السياسي خالد عبيد، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن قضية الضابط الإسرائيلي "تهدف فقط إلى التعبئة والحشد، وإثارة العواطف من خلال افتعال أزمة وتضخيمها لغاية إنهاء الخصم سياسيا".

وتعود هذه القضية إلى انتشار وثيقة منشورة على موقع وزارة العدل الأميركية، تتعلق بتعاقد القروي مع شركة ضغط سياسي (لوبيينغ) كندية، يديرها ضابط سابق في الموساد.

"طرف خفي"

ووصف القيادي في الحزب حاتم المليكي هذه القضية بأنها محاولة "لتشويه الحزب من خلال تلفيق تهم أخرى - إلى جانب التهم التي سُجن القروي بسببها - تتعلق بعقد مزعوم مع جهة خارجية".

وأوضح أن تاريخ دفع جزء من قيمة هذا العقد يعود مؤرخ في "25 سبتمبر أي أثناء وجود القروي داخل السجن وترشحه للدور الثاني. لقد تم دفع جزء من قيمه العقد لكي ينشر، مما يعني أن نشر العقد كان هو الغاية وأن الشخص الذي أمضى باسم القروي مجهول الهوية".

وقال الكاتب والباحث باسل ترجمان لموقع سكاي نيوز عربية: "هناك طرف ما دفع لهذا الشخص الإسرائيلي"، مقللا من أهمية تأثير هذه القضية على رأي الناخبين، مقارنة بمبدأ تكافؤ الفرص الذي حُرم منه القروي بسبب سجنه أكثر من شهر وخروجه قبل انتهاء الحملة الانتخابية ب48 ساعة، الأمر الذي أثار الشكوك بشأن التدخل السياسي في القضاء.

وبعد خروجه من السجن، لم ينف القروي عقده لقاء مع بن ميناشي، لكنه قال إنه لم يكن يعلم أنه إسرائيلي، بل يدير شركة كندية ويحمل جواز سفر كندي، مؤكدا أنه لم يمض معه أي عقد، لكن خصوم القروي كانوا قد استغلوا هذه القضية في محاولة لتشويهه والتأثير على رأي الناخبين، وعند لقاء موقع سكاي نيوز عربية عينة عشوائية من الشارع لاستطلاع توجههم الانتخابي، قال شاب، يدعى ضياء ويعمل سائقا، إنه سيرشح قيس سعيد لأن القروي يتعاون مع "الصهاينة".

"النهضة تحشد"

بعد خسارة مرشحها عبد الفتاح مورو في المرحلة الأولى للانتخابات الرئاسية التي جرت في 15 سبتمبر الماضي، أعلنت حركة النهضة الإخوانية في تونس أنها ستصوت لصالح قيس سعيد، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يقوم أنصارو النهضة بالحشد لتأييد سعيد، والعمل على نشر أخبار يقول حاتم المليكي إنها "أساءت لحزب قلب تونس وللتجربة الديمقراطية بالأساس".

وأضاف "إذا تجاوز الصراع على السلطة الحدود السلمية والأخلاقية المقبولة، فإن ذلك يعد بالنسبة لنا مؤشر خطر"، وفي المقابل يشدد القروي على أنه لن يتحالف مع "الإسلاميين". وفي مقابلة أجرتها معه قناة تلفزيونية خاصة، الخميس الماضي، اتهم القروي منافسه بأنه "أحد أضلع" حزب النهضة.

وقال إن سعيد هو "ذراع من أذرع النهضة، مثلما كان (الرئيس الأسبق) المنصف المرزوقي". لكن سعيد أكد استقلاليته والنأي بنفسه عن الأحزاب.

الولي الشرعي للانتصار

ويقول الكاتب والباحث باسل ترجمان، إنه بعد هزيمة مورو في الانتخابات الرئاسية، حاولت حركة النهضة "الركوب على ترشح قيس سعيد من أجل استنهاض تصويت يدعمها في البرلمان"، حيث حلت النهضة أولا في الانتخابات النيابية، الأحد الماضي، لكن "النهضة ليست معنية من قريب أو من بعيد بهذه الانتخابات" حسبما يقول الترجمان الذي يتوقع تصويت "الملتزمين تنظيميا فقط بالحركة" لصالح سعيد.

وأضاف "الحركة تريد أن تدعي لنفسها أنها الولي الشرعي لانتصار قيس سعيد، لتضعه في زاوية، وتحاول أن تمارس ضده ابتزاز سياسي في المرحلة المقبلة، فكأنها تقول لولا أصوات النهضة لما أصبحت رئيسا".

وتابع ترجمان "لكن هذا ليس صحيحا لأن فوز سعيد في المرحلة الأولى من الانتخابات تحقق بدون أصوات النهضة التي انتخبت مرشحها"، مقللا من أهمية حشد النهضة لسعيد.

وعلى النقيض من ترجمان، يرى المحلل السياسي خالد عبيد أن حشد النهضة هو "أهم مؤثر" في توجيه الناخبين، اليوم، مضيفا "النهضة تريد أن يفوز قيس سعيد، وأن يكون فوزه ساحقا".

المرشح الغامض

وبينما يركز البرنامج الانتخابي لنبيل القروي على الجانب الاقتصادي، وتعمل قناة نسمة التي يملكها على الترويج له ولبرنامجه، يوصف المرشح قيس سعيد بـ"الغامض"، ويقول متابعون للمشهد السياسي التونسي إن مشروعه "ضبابي".

وسبق وأن التقى موقع "سكاي نيوز عربية" بالمتطوعين في مقر حملة قيس سعيد في شارع ابن خلدون، وشرحوا "رؤية مرشحهم لتحول تاريخي لتونس"، لكن دون أن تكون هذه الرؤية مشمولة ببرنامج تفصيلي محدد، الأمر الذي يصفه البعض بالغموض، لكن "الناخب التونسي الذي تم حشده لفائدة قيس سعيد يرى هذا الغموض وضوحا وفصاحة وعلما ويهلل لذلك"، حسبما يقول خالد عبيد لموقع سكاي نيوز عربية.

وأضاف "بينما الناخب الذي يعتبر نفسه في خط لا يلتقي مع النهضة فيرى في غموضه بابا للتوجس منه، وعدم التصويت له".

"استقطاب الوهم"

وعن غموض المرشح المستقل قال باسل ترجمان: "قيس سعيد نجح في استقطاب مجموعة من الشباب والمؤيدين من أجل فكرة تتمثل في أن الشباب هو من سيقرر ويخطط وينفذ".

ويعتقد ترجمان بأن هذا الفكرة "نوع من المثالية المفرطة التي ستصطدم بأرض الواقع، لأن الدولة تعني مسؤولية واستمرارية وتواصل، وليست مجرد أحلام"، لكنه عاد ليقول: "اليوم قيس سعيد يمثل جزءا من حلم شباب في تونس اعتبر أن الأحزاب السياسية خانت أحلامهم في الثماني سنوات الماضية، وهذا حقيقي، لأن حزب نداء تونس، على سبيل المثال، كان تعهد في 2014 بألا يتحالف مع النهضة، ويهتم بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ثم انقلب بعد الانتخابات، وتحالف مع النهضة، ولم ينجح في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس".

وتابع المحلل السياسي: "أزمة تونس اليوم اقتصادية واجتماعية. قيس سعيد يدغدغ أحلام الشباب عبر القول بإن الشباب سيكون قادرا على فرض منوال تنموي جديد من خلال المجالس المحلية والجهوية، وباعتقادي هذا نوع من الوهم الثوري الذي سيصدم قريبا بالواقع، ويبدو أنه من المستحيل تطبيقه".

قد يهمك ايضا

القروي يحمل الشاهد مسؤولية حماية أنصاره ويحذر من العنف

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتعال القضايا الجدلية بين سعيد والقروي خلال الحملة الانتخابية في تونس اشتعال القضايا الجدلية بين سعيد والقروي خلال الحملة الانتخابية في تونس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab