أكَّد رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي الشيخ حامد بن زايد ، أن جماعة "الإخوان المسلمين" و"حزب الله"، أكثر الجهات التي تمكنت من استغلال ما يسمى بـ"الربيع العربي"، في تحقيق واقع سياسي جديد ومكاسب ملموسة على الأرض، من خلال الاستعانة بأدوات حروب الجيل الرابع وتقنياته".
جاء ذلك خلال افتتاحه فعاليات مؤتمر "الجيل الرابع من الحروب" الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في مقره في أبوظبي، ويستمر يومين، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في القضايا الأمنية والاستراتيجية والعسكرية، ويرعاه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي.
وأكد الشيخ حامد بن زايد، في مداخلة الجلسة الأولى بعنوان "الاعتبارات الاستراتيجية لحروب الجيل الرابع" على ضرورة تسمية الأمور بأسمائها، وقال: "جماعة الإخوان وحزب الله، استخدما مفاهيم النضال في خداع شعوب دولهم، بهدف التأثير فيهم وتجييشهم، ولذا علينا التركيز على إيجاد الأساليب العلمية اللازمة لمواجهة هذه الجماعات وأفكارها وأهدافها."
وأضاف أن "المشكلة أن العالم ينظر إلى مفهوم الإرهاب من منظور دولي واسع، بينما نحن نراه من منظور مختلف وأكثر واقعية، لأننا معنيون به ونعانيه ونعاني مسببيه الحقيقيين أكثر على الأرض".
ثم تحدث وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي، ، فقال في كلمته أن "ما يحدث في المنطقة في الوقت الراهن من المجموعات والتنظيمات الإرهابية، لم يعهده العالم من قبل، هو دليل على أننا دخلنا في مرحلة جديدة من حروب الجيل الرابع، حيث أصبحت الجماعات الإرهابية تسيطر على مساحات واسعة من الأرض، في ظل غياب النظام والقانون، وتمتلك الموارد الاقتصادية التي تساعدها على زيادة نفوذها ونقل عملياتها عبر الحدود الدولية".
وشدد على "دور المجتمع الدولي في دعم الدول التي تتعرض للإرهاب وعدم تركها لتتحكم بها تلك التنظيمات، مؤكداً أهمية تكاتف المجتمع الدولي لتجنب التهديدات والمخاطر التي تسببها لاسيما أنها تستمر في تطوير الأساليب والوسائل التي تستخدمها في الحروب".
ولفت إلى أن "تلك الجماعات تستخدم وسائل وتقنيات جديدة غير تقليدية، للعمل على خلق انهيار اجتماعي داخلي في بعض الدول". وقال إن "مواجهة هذه الجماعات توجب علينا الاستفادة من الدروس والعبر المستخلصة من الماضي، كما علينا تطوير استراتيجياتنا في المواجهة، وامتلاك قدرات ومعدات وتقنيات نستطيع من خلالها مواجهة تلك المجموعات والتغلب عليها، لذلك يجب علينا التعرف إلى القدرات الجديدة اللازمة لمواجهة هذا النوع من الحروب وما مخاطر الأمن التي يمكن أن نواجهها، وكيفية حماية البيئة المعلوماتية".
وأكد رياض ياسين وزير الخارجية اليمني السابق، أهمية المؤتمر الذي يقدم في نهايته بعض الخطوات الاستراتيجية المبنية على واقع غير مسبوق في اليمن، عندما استطاعت ميليشيات الحوثيين بالتعاون مع المخلوع علي عبد الله صالح أن تحطم مؤسسات الدولة وتستولي على المدن وتجعل 25 مليون يمني رهينة لأطماعهم بالاستيلاء على السلطة.
وقال إن ما قامت به الميليشيات بالتعاون مع بقية المنظمات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة" وغيرهما في القضاء على مؤسسات الدولة، هو ما لم تنجح به "داعش" في سورية أو العراق، واستطاعات ميليشيات الحوثيين لفترة وجيزة جداً أن تنجح فيه، ولكن بدور قوات التحالف العربي والتحالف الإسلامي استطعنا تحقيق الانتصار في داخل اليمن ووصلنا الآن إلى مراحل متقدمة، وسيمكن الانتصار على بقية الميليشيات، وستعود الشرعية لتسيطر على كل أجزاء اليمن خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ومن جانبه قال سيف سلطان العرياني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، إن "كل جيل من الحروب جاء ليعالج سلبيات الجيل السابق، وإن الجيل الرابع من الحروب يمثل نوعية جديدة تختلف بصورة جذرية عن الجيل المعروف في الحروب الذي كانت تقوده الجيوش، إذ إن حرب الجيل الرابع يتراجع فيها دور القوات المسلحة ويحل مكانها قوات أخرى تستطيع إدارة الحرب عن بعد".
وأضاف أن "الجيل الرابع من الحروب يعد حرباً بالوكالة ، والقيادة من الخلف تعمل على إسقاط الدولة المستهدفة دون الحاجة إلى تدخل عسكري خارجي مباشر، من خلال استهداف زعزعة استقرارها بصور متعددة وتنفيذها من مواطني الدولة نفسها ، تمهيداً لفرض واقع جديد يضمن تحقيق مصالح الخصم".
وقال أسامة هيكل، عضو مجلس النواب رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي وزير الإعلام المصري الأسبق، إن حروب الجيل الرابع تعتمد اعتماداً أساسياً على عدة عوامل أهمها، انتشار الفساد والركود الاقتصادي وسوء الأحوال المعيشية وانخفاض مستويات التعليم وتفشي الجهل والتضييق السياسي، وسوء التعامل الأمني وعدم نزاهة الانتخابات، وهو ما يسبب احتقاناً داخل المجتمع يقود بشكل طبيعي إلى إفراز رغبة حقيقية لدى الشعب في التغيير، ومن ثم إعداد بيئة ملائمة لنمو عدد من المنظمات والجمعيات والجماعات الدينية تتمكن عبر وسائل الإعلام والاتصال من هـز ثقـة المجتمع بنفسه وبقياداته السياسية والدينية، ومن ثم تسود الفوضى وينتهي الأمر بتفكيك مؤسسات الدولة المستهدفة وتقسيمها إلى دويلات صغيرة تتولى خدمة مخططات كبيرة تقودها دول كبرى.
أرسل تعليقك