بيروت ـ العرب اليوم
على صعيد الأزمة الخليجية، ينقل سياسي بارز عن مصدر خليجي رفيع، أنّ تأخُّر لبنان في القيام بخطوات وإجراءات كان من شأنها أن تعيد الأمور إلى نصابها أو تفتح باب الحل، أدى إلى تعقيد الأمور أكثر مما كانت عليه، والدلالة استمرار الحملات بشكل يومي وعلى لسان كل قادة "حزب الله"، وتفرُّغ إعلامه لإطلاق دعوات تمس الأمن الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية والخليج وتطيح ما تبقى من روابط وصلات تاريخية، وتقطع الطريق على الحوار الذي انطلق عبر أكثر من خط عربي وغربي وصداقات مشتركة. وحتى الآن الأمور متجهة إلى التأزم بفعل هذه السياسات الرعناء، وإن كنا ندرك، والكلام للمصدر الخليجي، أنّ "حزب الله" وعبر سطوته هو من يضع في جيبه استقالة الوزير جورج قرداحي أو عدمها، وكذلك من يقوّض الحياة السياسية والأمنية في لبنان ويفعل ما يشاء، ولكن تفاجأنا في الرياض وعلى مستوى الخليج بخفة تعاطي الحكومة وعدم إقدامها على أية خطوة من شأنها أن تضع الجميع في لبنان أمام مسؤولياتهم عوض المواقف والتصاريح والكلام الإنشائي.
ويكشف المصدر أنّ هناك تقييماً دقيقاً لمهمة وفد الجامعة العربية إلى بيروت، على رغم أنّ مساعد الأمين العام السفير حسام زكي لم يُخفِ أمام من التقاهم التعقيدات والصعوبات إزاء الأزمة القائمة، إذ وجد بعد لقائه الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية، أن ليس بمقدور أي منهم أن يُقدم على أية خطوة ناجعة، بل كل ما سمعه كلام ديبلوماسي يؤكد ضرورة عودة الأمور إلى نصابها. بَيد ان ثمة توسيعاً لمروحة اتصالات وفد الجامعة العربية من خلال اتصالات سيقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع كبار المسؤولين الخليجيين، والأمر عينه للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. كذلك ثمة ترقب لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرياض والتي يعوّل عليها، بحيث سيكون الملف اللبناني مادة أساسية خارج إطار العلاقات الثنائية بين باريس والرياض على بساط البحث، وإن كان ماكرون يقوم باتصالات بعيداً من الأضواء حول ما يتعلق بالأزمة القائمة بين بيروت والرياض وسائر العواصم الخليجية، مشيراً إلى أنّ الأيام القليلة المقبلة ستبلور ماهية هذه الاتصالات وعلى ضوئها سيبنى على الشيء مقتضاه، فإما إعادة تحريك المبادرة العربية عبر زيارات يقوم بها السفير زكي إلى دول مجلس التعاون الخليجي ولا سيما منها المملكة العربية السعودية، وإما انعقاد جلسة طارئة لوزراء الخارجية العرب في ظل المستجدات الأخيرة بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق، بمعنى دراسة إمكانية عودة سوريا إلى الجامعة، ومن ثم أن يكون موضوع العلاقة اللبنانية – الخليجية في عهدة الجامعة والزعماء العرب نظراً إلى دقته وأهميته. ثمة أكثر من مرجعية سياسية تلفت إلى ضرورة قراءة الموقف الأخير لوزير الخارجية السعودي، عندما دعا إلى تحرير لبنان من إيران و"حزب الله" وشدد على عدم التعاون مع الحكومة اللبنانية التي يسيطر عليها "حزب الله" والتواصل معها. ويخلص إلى أنّ الأيام القليلة المقبلة من شأنها أن تبلور مشهدية الوضع على خط الخليج، وكذلك الأزمات التي تتراكم في الداخل، في وقت يؤكد معظم السياسيين المخضرمين في مجالسهم على دقة المرحلة وصعوبتها في ظل الوضع القائم وترهل المؤسسات الدستورية، وحيث كل الاستحقاقات الداهمة باتت على كف عفريت.
قد يهمك ايضا
وزير الخارجية التركي في لبنان لمناقشة العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية
الرئيس اللبناني يؤكد أنه لم يعد بإمكاننا تحمل أعباء إستمرار النزوح السوري إلى بلدنا
أرسل تعليقك