بغداد - العرب اليوم
أكد الرئيس العراقي برهم صالح، الأربعاء، أن بغداد استضافت أكثر من جولة محادثات بين السعودية وإيران، وذلك في أول إشارة رسمية إلى هذه المحادثات التي ترددت أنباء متضاربة بشأنها.وقال صالح، خلال مشاركته في قمة "بيروت انستيتيوت" التي عقدت افتراضياً، إن بغداد استضافت أكثر من جولة من المحادثات، رافضاً الكشف عن عدد هذه الجولات أو تفاصيلها، مشدداً على أنها محادثات "مستمرة، ومهمة، وبارزة"، وأنه "من المهم للعراق أن يتمكن من لعب هذا الدور بين لاعبين إقليميين"، في إشارة إلى السعودية وإيران.
ورداً على سؤال بشأن تأثير جولات الحوار على الملف اليمني، رفض الرئيس العراقي الدخول في تفاصيل الحوار، ولكنه أعرب عن دعمه للمبادرة السعودية بوقف إطلاق النار، مشيراً إلى وجود بعض التطورات الإيجابية بين الأطراف المعنية في هذا الملف.
وأضاف صالح أن "إيران جارتنا ونريد دمجها في الإطار الإقليمي، لكننا نحرص أيضاً على سيادتنا"، مشدداً على أن بغداد لا تريد "أن يتحول العراق إلى ساحة صراعات".وتطرق صالح إلى مشكلة المقاتلين الأجانب واللاجئين وقال: "لدينا مشكلة مخيم الهول، والجميع يريد أن يلقي بمشاكله علينا، ولدينا العديد من المقاتلين الأجانب"، مؤكداً أن العراق "لا يستطيع التعامل مع هذا الملف، ونحن بحاجة إلى تعاون دولي من أجل ذلك".
أنباء متضاربة
وتضاربت الأنباء بشأن انعقاد مباحثات مباشرة بين السعودية وإيران بوساطة عراقية في بغداد بداية الشهر الماضي، فيما لم تصدر أي معلومات رسمية من الرياض بشأن الأمر.صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية كانت أول من أورد أنباء عقد المحادثات، وقالت إنها انعقدت في التاسع من أبريل الماضي بمشاركة وفدين رفيعي المستوى من السعودية وإيران، لكنها ذكرت في التقرير نفسه أن مسؤولاً سعودياً رفيعاً نفى عقد أي محادثات مع إيران.
كما نقلت وكالة "رويترز"، عن مسؤول إيراني كبير ومصدرين في المنطقة تأكيدهم إجراء المحادثات.وأكدت مصادر حكومية عراقية وغربية في وقت لاحق لوكالة "فراس برس"، انعقاد هذه المباحثات، التي وصفتها بـ"السرية".وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن الحوار مع المملكة العربية السعودية كان "دائماً موضع ترحيب"، من دون أن تؤكد أو تنفي إجراء المحدثات المباشرة.
مؤشرات للحوار
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال في مقابلة تلفزيونية، الأسبوع الماضي، إنه يهدف لأن تكون علاقات المملكة بإيران طيبة وقوية وفيها منفعة للجميع.وأوضح أن "إيران دولة جارة وكل ما نطمح له أن تكون لدينا علاقة طيبة ومميزة معها، لا نريد وضع إيران أن يكون صعباً بالعكس".
وأضاف: "لدينا مصلحة في استقرار إيران، ولكن الإشكال في التصرفات السلبية لطهران وفي برنامجها النووي، وبرنامج صواريخها البالستية، ودعمها لميليشيات خارجية". وتابع: "نعمل لإيجاد حلول لهذه الإشكاليات، وأن تكون العلاقة طيبة وقوية وفيها منفعة للجميع".بدورها، رحبت وزارة الخارجية الإيرانية، الخميس الماضي، بتصريحات ولي العهد السعودي بشأن العلاقات بين البلدين.
وقالت الخارجية الإيرانية في تغريدة على تويتر: "من خلال آراء بنّاءة ونهج قائم على الحوار، يمكن لهاتين الدولتين المهمتين في المنطقة والعالم الإسلامي الدخول في فصل جديد من التفاعل والتعاون لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية الإقليمية".وكانت الرياض قطعت علاقاتها مع طهران في يناير 2016، إثر هجوم على سفارتها في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد.
العراق "ليس وسيطاً"
وكانت وزارة الخارجية أكدت الأحد، أن العراق ليس وسيطاً، وسياسته الخارجية تعمل على خلق فرص للحوار لتعزيز استقرار المنطقة.وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "العراق ليس وسيطاً، لكن مبدأ سياسته الخارجية يعمل على خلق فرص الحوار على مستوى المنطقة تعزيزاً للأمن والاستقرار".
وأضاف، أن "السياسة العراقية تنتهج توازناً بين جميع الأطراف، إذ أن ملفات المنطقة متداخلة، والوضع الإقليمي يتطلب مساع حثيثة لربط جسور المصالح والاتفاق على قواعد مشتركة في الأمن والاستقرار، والأخذ بالفرص المشتركة".
وأشار الى أن "الخارجية ترى في الحوار والتنسيق بين جميع الأطراف، سبيلين لنزع فتيل الأزمات والتوجه نحو مسارات تنتهي نحو المزيد من تمتين العلاقات والأواصر بين شعوب المنطقة".وتابع أن "المبادرة الفاعلة تعمل الآن على عودة العراق إلى نسق التفاعلات الإقليمية حيث إنه يحظى بقبول لدى جميع الأطراف"
قد يهمك ايضا:
برهم صالح يؤكّد أنه بصدد وضع "مدونة قانونية" عراقية لاسترداد "الأموال المنهوبة"
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوجه دعوة عاجلة إلى دول الخليج
أرسل تعليقك