القاهرة - شيماء عصام
إستهل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من مصر، جولة أفريقية في إطار سعيه لحشد التأييد الدولي وذلك وسط غضب دولي بسبب الحرب في أوكرانيا.وألقى لافروف باللوم على الغرب في تشجيعه لأوكرانيا على محاربة روسيا "حتى النهاية المريرة".
وعقد وزير الخارجية الروسي محادثات في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري.
ولدى مصر روابط قوية مع روسيا، التي تزودها بالقمح والأسلحة. وحتى بدء غزو أوكرانيا، كانت هناك أعداد كبيرة من السياح الروس تتوافد على مصر.
وبعد محادثاته مع شكري، قال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك إن القوى الغربية تطيل أمد الصراع على الرغم من أنها تدرك "ماذا ستكون نهايته".
وأكد أن بلاده لسيت بأي حال من الأحوال ضد استئناف المفاوضات حول مجموعة واسعة من القضايا، لكن هذا لا يعتمد علينا، لأن السلطات الأوكرانية - بدءا من الرئيس ووصولاً إلى مستشاريه العديدين الذين لا حصر لهم - دأبت على القول إنه لن تكون هناك محادثات حتى تهزم أوكرانيا روسيا في ساحة المعركة".
"وفي هذا، يتم تشجيع الأوكرانيين بنشاط من قبل معالجيهم الغربيين، سواء لندن أو واشنطن أو برلين أو أي عاصمة أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي والناتو. لذا فإن الخيار لهم".
ومصر هي المحطة الأولى للافروف في جولة قصيرة في أفريقيا، تشمل إثيوبيا وأوغندا والكونغو برازافيل.
وفي مقال نشرته صحف محلية قبيل جولته، قال لافروف إن بلاده كانت دائما "تدعم بصدق الأفارقة في كفاحهم من أجل التحرر من نير الاستعمار".
وأضاف أن روسيا تُقدّر "الموقف المتوازن" للدول الأفريقية بشأن قضية أوكرانيا.
وتضررت العديد من الدول الأفريقية بشدة من نقص الحبوب الناجم عن الحرب الروسية في أوكرانيا.
وبحسب بنك التنمية هالأفريقي، توفر أوكرانيا وروسيا عادة أكثر من 40٪ من القمح المستهلك في أفريقيا.
وتعد مصر مستهلكا كبيرا للقمح الأوكراني. وفي عام 2019، استوردت 3.62 مليون طن منها، أي أكثر من أي دولة أخرى.
لكن لافروف رفض في مقاله الاتهام بأن روسيا "تُصدّر مجاعة"، وألقى باللوم في ذلك على الدعاية الغربية.
وأضاف أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا أدت إلى تفاقم "الميول السلبية" في سوق الغذاء العالمية الناتجة عن وباء فيروس كورونا.
و يحاول سيرغي لافروف إقناع دول أفريقية بأنها أفضل حالًا بالوقوف إلى جانب روسيا بدلاً من الغرب - باستخدام عبارات مثل "سنساعدكم على إكمال عملية إنهاء الاستعمار".
لكن من الواضح في معظم أنحاء القارة أن هناك إحجاما عن الانحياز إلى أي طرف بشأن الحرب في أوكرانيا. وكان للحرب الباردة تأثير مدمر، إذ أشعلت صراعات في أفريقيا وعرقلت التنمية.
وفي الوقت الحالي، فإن أكثر ما يثير القلق هو التكلفة المتصاعدة للغذاء والوقود. ويأتي أكثر من 40٪ من القمح المستهلك في أفريقيا من روسيا وأوكرانيا.
ويدرك بعض القادة الأفارقة أنه عندما لا يستطيع الناس تحمل تكلفة الطعام، فإن مناصبهم في السلطة تكون أقل أمانا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك