القاهرة - أحمد عبدالله
تشهد الساحة القبطية في مصر حالة غضب شديدة، عقب سلسلة من الأحداث الدرامية التي تتطور لتتخذ أبعاد جنائية، وحالات مقتل لرجال دين بارزين، صاحبها تحقيقات عاجلة وموسعة من النيابية المصرية وتقصي من جانب أجهزة أمن رفيعة، ليكون أحدث فصول المشهد المثير للجدل، ما نشر اليوم عن انتحار أحد رهبان كنيسة في أسيوط صعيد مصر .
وتحركت بشكل عاجل جهات التحقيق وانتقلت فرق البحث الجنائي، التي وصلت لتجد الراهب زينون المقاري، 43 عامًا، وقد لفظ أنفاسه، وهو أحد الأطراف الأساسية في قضية مقتل الأنبا ابفانيوس رئيس دير أبو مقار بوادي النطرون المنظورة حاليا أمام محكمة جنائية.
والتزمت الكاتدرائية المصرية بتصريحات مقتضبة للغاية، وأكتفت بإعلان وفاة الراهب في دير المحرق بأسيوط ولكنها في الوقت نفسه قالت إن النيابة تحقق في ذلك دون إبداء المزيد من التفاصيل، ويجدر بالذكر أن الراهب زينون المقاري هو أب اعتراف الراهب إشعياء المقاري المتهم الرئيسي في قضية مقتل الأنبا ابفانيوس رئيس دير أبو مقار بوادي النطرون المنظورة حاليا أمام محكمة جنائية.
والبابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية المتواجد في الولايات المتحدة الأميركية، أعلن اليوم عن طريق أحد المقربين منه متابعته الحثيثة للتطورات الجارية في مصر، ويواصل الأنبا بيجول، أسقف ورئيس الدير، إجراء الاتصالًات التليفونية مع قداسة البابا تواضروس الثاني لاطلاعه على المستجدات الطارئة.
والراهب المتوفي اليوم، كان أحد المشمولين بقرارات لجنة شؤون الأديرة والرهبنة في المجمع المقدس، بنقل 6 رهبان من دير أبومقار في وادي النطرون، من ضمنهم الراهب زينون المقاري، 25 أغسطس/آب، إلى 6 أديرة أخرى، بعد تحقيقات مع عدد من الرهبان، بهدف إعادة ضبط الحياة الرهبانية بعد مقتل الأنبا ابيفانيوس، رئيس الدير.
ومن جانبها أمرت النيابة العامة بانتداب فريق من الطب الشرعي لتشريح الجثة وتحريات المباحث حول الواقعة وسؤال المتواجدين في الدير وتفريغ الكاميرات، فيما فرضت أجهزة الأمن كردونًا أمنيًا في محيط الدير والمستشفى، ومنعت دخول أي من المواطنين إلى محيط المستشفى لحين انتهاء أعمال النيابة.
كما انتدب دير القديس أبوالمقار بوادي النطرون وفدا من الرهبان للتوجه لمقر دير السيدة العذراء المحرق بمحافظة أسيوط، لمتابعة الواقعة وإجراء ترتيبات الجنازة، والوفد الذي توجه لدير المحرق يضم كلا من الرهبان: يوساب، مارتيروس، بوليكاربوس، وبيشوي، وجميعهم من رهبان دير أبومقار.
وبحسب مصادر كنسية، فأن الراهب الذي غادر الحياة اليوم كان مقررا له الإدلاء بشهادته، الخميس، في قضية مقتل رئيس دير أبومقار، لتصف مشهد اكتشاف وفاته، بـ "أنه أثناء محاولة إيقاظه لحضور التسبيحة الليلية سمعوا صراخا من داخل قلايته مما دفعهم إلى الدخول ليجدوا القس يعاني من آلالم شديدة بالبطن والتي تم على إثرها نقله داخل سيارة إلى مستشفى سانت ماريا التابعة للدير بمدينة أسيوط ليلفظ أنفاسه الأخيرة بالطريق".
والنائب مجدي ملك عضو مجلس النواب المصري، قال لـ"مصر اليوم"، إن تلك الأحداث تسيطر على اهتمام الكثير من المصريين وليس الأقباط فق، مفضل الاكتفاء بالقول والتعقيب على مايحدث، بأن الجميع يثق في جهات التحقيق، وأن إطلاق التكهنات والتوقعات في مثل هذه الأمور، مسألة حساسة وسيكون لها آثار سلبية، وأن الأفضل دوما هو انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية حاليا.
أرسل تعليقك