بيروت ـ ميشال سماحة
أكد رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، الاربعاء، أن "الاجتماع مع الرئيس عون كان مثمراً وتم الاتفاق على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب". ولفت ميقاتي إلى أنّه أبلغ الرئيس عون أن "الموازنة العامة لعام 2022 باتت جاهزة وسيتم استلامها خلال اليومين المقبلين وفور استلام الموازنة سيتم دعوة مجلس الوزراء للانعقاد".
وكشفت معلومات ان عون سيوقع على الدورة الاستثنائية لمجلس النواب وان ميقاتي سيدعو الى جلسة مجلس وزراء خلال اليومين المقبلين وسيكون على جدول اعمالها بند الموازنة على اعتباره شرطا اساسيا في التفاوض مع صندوق النقد. وخلال لقائهما اتصل عون وميقاتي بالرئيس نبيه بري وكان الجو وديا بين عون وبري بانتظار معرفة موقف الثنائي الشيعي من حضورهم الجلسة المقبلة او عدم حضورهم.
يَنفي مصدر رئاسي مطلع ما جرى الحديث عن مقايضة بين إنعقاد مجلس الوزراء وفتح دورة إستثنائية لمجلس النواب، وينقل عن الرئيس ميشال عون أنه من خارج إطار أية مقايضة :" لن أعطل سلطة رداً على تعطيل أية سلطة"، فهو وفق تعبير المصدر يَسهر على عمل كل السلطات الدستورية حسب القسم، ومنذ اليوم الأول عوّل الرئيس على دعوة مجلس النواب إلى دورة إستثنائية أوفتح عقد إستثنائي لمجلس النواب على أنّْ يُحدد مع رئيس الحكومة برنامج الدورة أو برنامج العقد الاستثنائي ومواقيته،عملًا بالمادة 33 من الدستور".
ويرفضُ "كل الكلام الذي قيل أنه لَن يفتح دورة إستثنائية لأنه لا يريد منح الحصانة للنائبَيْن علي حسن خليل وغازي زعيتر ليستفيدوا من الدورة من أجل الحصانة"، ويرى أنّ "هذا الكلام لا يستقيم لأنّ الرئيس لا يعمل وفق هذا النفس الإنتقامي لا سيّما أنّ الإجتهاد والفقه الطاغي في الموضوع أنه عندما يلاحق نائب خارج دورة تبقى الملاحقة قائمة أثناء الدورة ، أي أنّ الدورة لن تمنحهم الحصانة وهو ما أفتى به المرجع القانوني والدستوري عاطف النقيب".
ويُشدّد المصدر على أنّ "الرئيس لم يكن يوماً "تعطيلياً" أو لا يعطل سلطة في سبيل ملاحقة قضائية، يريد أنْ يستمرّ القضاء والإجراء والتشريع كذلك، وعندما بادر الرئيس نجيب ميقاتي في الجلسة اليوم إلى إبلاغه أنّه سيدعو مجلس الوزراء إلى الإنعقاد، وهو ما أعلنه بعد خروجه من عند الرئيس لأنّ هناك مشروع موازنة وأمور تمسّ اللبنانيين ومعيشتهم، وهنا بادره الريس عون بضرورة فتح دورة إستثنائية لعقد إستثنائي لمجلس النواب لأنه يجب أنْ يُواكب في المشاريع القوانين منها مشروع الموازنة المطلوبة دعماً لبرنامج المساعدات أو للتفاوض مع صندوق النقد من أجل الحصول على هذه المساعدات وضمن البرامج الاصلاحية المطلوبة.
ويضيف المصدر: "كما أنّه سيكون هناك مساءلة للحكومة، وقضايا أخرى تستوجب فتح دورة إستثنائية، أما عن مدى الإيجابية بالموضوع فإنّ الأمور تبقى رهينة التنفيذ، وإستبعد أنْ يُقدم الرئيس ميقاتي على إتخاذ خطوة بإتجاه الدعوة لمجلس الوزراء لو لم يكن على تنسيق مع "الثنائي الشيعي"، مُتسائلا: "لماذا يقدم إذا كان في الماضي يعتقد أنْ أيّ دعوة لمجلس الوزراء ستفجر مجلس الوزراء أو تؤدي إلى إستقالة الوزراء الشيعة مثلا، فماذا تغير لو لم يكن هناك تنسيق أدنى".
ويختم المصدر: "من باب إذا صدقت النيّات والكلام في الداخل والخارج إلى العلن فأننّا أمام إنعقاد لمجلس النواب والوزراء، وبالنسبة إلى الدورة الإستثنائية فإن الرئيس مُصمم على فتحها بعيداً عن الحديث عن مفاجآت إعتدنا عليها في لبنان، فإن الجو أفضل بالتأكيد منذ عودة الرئيس ميقاتي من السفر من الأجواء التي كانت سائدة قبل ذلك التي إختبرنا فيها أجواء المقايضات البشعة، اليوم السلطات ستعمل والحاجة ماسة لذلك إن صدقت النيات.
وأكد أستاذ في العلوم السياسية الشيخ صادق النابلسي المقرب من حزب الله في تصريحات له أنه لا يوجد أي مبادرة حقيقة وجدية من قبل رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب لإعادة مجلس الوزراء إلى الالتئام والاعتراض مستمر وموقف "الثنائي الوطني" لم يتغير. وأشار أن ميقاتي لا يقوم بحل معضلة الحكومة بطريقة إيجابية والجميع يتدخل بعمل القضاء.
قد يهمك ايضا
رئيس الحكومة اللبنانية يرفض النفوذ الايراني ويتمسّك بحاكم مصرف لبنان
ميقاتي يرفض المقايضة على عقد مجلس الوزراء ويُهدد بالاستقالة إذا كانت هي الحل
أرسل تعليقك