كشف قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل، أن قواته انتزعت منطقتين جديدتين، الأربعاء، من قبضة تنظيم داعش في المدينة القديمة في الساحل الأيمن للموصل. وقال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، إن الوقت قد حان ليعلن الكرد عن قرارهم النهائي بشأن الاستقلال عن العراق من عدمه، مشددًا على أن قيام دولة كردستان المستقلة من شأنه تجنيب المنطقة حروب دموية، داعيا في الوقت نفسه الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي إلى احترام قرار الشعب الكردي.
وتقع منطقتا حضرة السادة والأحمدية اللتين سيطرت عليهما الفرقة 16 مشاة في الجيش العراقي إلى الشمال الغربي من مسجد النوري الكبير، الذي دمره المتشددون الأسبوع الماضي. ولا تزال داعش تسيطر على أرض المسجد. وأوضح الفريق الركن عبد الأمير يار الله في بيان أن "قطعات فرقة المشاة السادسة عشر، حررت منطقتي حضرة السادة والاحمدية في المدينة القديمة. وكانت قيادة العمليات المشتركة قد أعلنت أن القوات العراقية استعادت نصف مساحة المدينة القديمة، منذ البدء باقتحامها في 18 من الشهر الجاري.
وتعد المدينة القديمة التحدي الأبرز أمام القوات العراقية في الحملة العسكرية، التي بدأت قبل نحو ثمانية أشهر، نظرا لأزقتها الضيقة المكتظة بالمدنيين، حيث يتعذر في الغالب استخدام المركبات العسكرية والأسلحة الثقيلة وكذلك الغطاء الجوي. والموصل ذات كثافة سكانية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، سيطر عليها "داعش" صيف 2014، وتمكنت القوات الأمنية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت في 19 شباط/فبراير الماضي معارك الجانب الغربي.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي أن الطيران العراقي دمر يوم الاربعاء خمسة مواقع لتنظيم داعش في ناحية المحلبية الواقعة على بعد 35 كيلومترا غرب الموصل. وقالت الخلية في بيان إن سلاح الجو العراقي، وحسب معلومات خلية استخبارات وأمن قيادة عمليات قادمون يانينوى، وجه ضربة جوية على اهداف لداعش في ناحية المحلبية.
وأوضحت أن الضربة اسفرت عن تدمير "مخزن للأسلحة والاعتدة، ومضافة لعصابات داعش مع عجلة مفخخة، ومقر قيادة واتصالات لعصابات داعش، ومقر لمفرزة قناصين لتنظيم داعش". وقال عدي محمد، النقيب في الجيش، إن قيادة الشرطة الاتحادية و(قوات) مكافحة الإرهاب، تلقوا خلال الساعات الماضية مئات النداءات من المدنيين المحاصرين في المدينة القديمة. وأضاف محمد أن "القوات الأمنية حددت مئات المنازل التي يحتجز فيها عناصر داعش الإرهابي آلاف المدنيين في المدينة القديمة، لكن عملية التقدم لتحرير المحتجزين ما يزال فيها الكثير من الصعوبات بسبب انتشار قناصي داعش".
وفتحت القوات العراقية، الخميس الماضي، جبهة جديدة في شمالي الجانب الغربي للموصل، مركز محافظة نينوى، في مسعى إلى تشتيت دفاعات تنظيم داعش، وتضييق الخناق عليه في المنطقة القديمة وسط الجانب الغربي.
وتقاتل أيضا الشرطة الاتحادية ووحدات جهاز مكافحة الإرهاب في الأزقة الضيقة بالمدينة القديمة، منذ بدء معركة استعادتها قبل عشرة أيام. ويقدر الجيش العراقي أن نحو 350 متشددا محاصرون في المدينة القديمة وسط المدنيين في منازل متداعية. ويعتمد المتشددون بشكل مكثف على الشراك الخداعية والانتحاريين ونيران القناصة، لإبطاء تقدم القوات العراقية. ووفقا للنازحين من المدينة لا يزال أكثر من 50 ألف مدني، أي نحو نصف سكان المدينة القديمة، محاصرين خلف خطوط داعش في ظل نقص في الغذاء والمياه والأدوية.
ويقدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غطاء جويا وبريا، للحملة المستمرة منذ ثمانية أشهر. والمدينة هي ذات كثافة سكانية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، سيطر عليها "داعش" صيف 2014، وتمكنت القوات الأمنية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2016، من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت في 19 شباط/فبراير معارك الجانب الغربي.
وفي شأن استفتاء اقليم كردستان قال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، إن الوقت قد حان ليعلن الكرد عن قرارهم النهائي بشأن الاستقلال عن العراق من عدمه، مشددا على أن قيام دولة كردستان المستقلة من شأنه تجنيب المنطقة حروب دموية، داعيا في الوقت نفسه الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى احترام قرار الشعب الكردي. وفي مقال نشرته صحفية "واشنطن بوست" الأميركية، الأربعاء، قال بارزاني، "سيقرر الشعب الكردستاني في هذا الاستفتاء الملزم الذي سيجري في 25 ايلول/سبتمبر من هذا العام، اذا ما كانوا يريدون الاستقلال، ام يريدون البقاء كجزء من العراق".
وأضاف، "عند ممارسة هذا الحق المشروع، لن نشكل أي تهديد على اي احد، بل قد تكون هذه هي الخطوة الصحيحة لاستقرار المنطقة، فقبل 100 عام وخلال مفاوضات السلام التي اعقبت الحرب العالمية الأولى، وعدوا الكرد بإنشاء دولتهم المستقلة، وبدلا عن ذلك، تم تقسيم كردستان بين تركيا وايران وسوريا والعراق".
وأشار بارزاني في مقاله إلى أنه "كنا ننتظر من الدولة العراقية الحديثة ان تكون هناك شراكة متكافئة بين العرب والكرد، إلا ان جميع الحكومات العراقية المتعاقبة قامت بقمع الكرد، ورأينا حينما قام صدام حسين باستخدام الغازات السامة في المدن والقرى الكردية، وتم تدمير اكثر من 5000 قرية وتم تهجير قسم من الكرد إلى المناطق الجنوبية، أما القسم الآخر فقد تم قتلهم ودفنهم وهم احياء في مقابر جماعية خلال تلك الفترة".
وتابع بارزاني، "وبعد الإطاحة بنظام صدام حسين، عمل الكرد وبشكل جدي لبناء عراق جديد، وتم إقرار الدستور العراقي لضمان إستقلال كردستان وحماية حقوق العراقيين، وبعد مرور اكثر من 14 عاماً، فشلت بغداد في تنفيذ بنود هذا الدستور، وقد رفضت الحكومة العراقية اعطاء إقليم كردستان نصيبه من الموازنة الإتحادية، أو تزويد قوات البيشمركة بالسلاح حينما هاجم علينا داعش في 2014 بالأسلحة التي تركها الجيش العراقي في الموصل".
وبيّن رئيس الاقليم أن "استقلال كردستان قد يجعل المنطقة أكثر استقرارا ولن يغير حدود أي دولة مجاورة سوى العراق، بل أن استقلاله عن العراق سيعزز دعائم الاستقرار ويجنب المنطقة حروبا دموية قد تنشب بسبب الخلافات المحتدمة منذ سنوات طوال". وأضاف، أن "قيام دولة كردستان سيعزز العلاقات بشكل اكبر بين الكرد وعرب العراق، وستقيم كردستان المستقلة علاقات متينة مع بغداد وستكون جارة عظيمة وتتعاون ضد الإرهاب وستتقاسم الموارد معها ومنها المياه والنفط بالطريقة التي تعود بالنفع على البلدين، لذلك سنجري مفاوضات مع بغداد ودول الجوار والأسرة الدولية. لأننا نتفهم المخاوف التي قد يسببها إجراء استفتاء كردستان عند جيراننا".
وختم بارزاني بالقول، "وبعدما أكد أن الاندماج القسري للكرد في العراق بأنه لم يعد صالحاً بالنسبة لكردستان او العراق، نريد من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي احترام القرار الكردي".
أرسل تعليقك