نفذت قوة مشتركة، عملية أمنية لتطهير جزيرة الموصل من المخلفات الحربية لعناصر تنظيم داعش التي خلفها قبيل خسارته لتلك المناطق، فيما وصّل وزير الدفاع البريطاني الجديد غافين وليامسون إلى بغداد، الخميس، في إطار زيارة غير معلنة مسبقا.
وذكر بيان، لقيادة عمليات نينوى، "وبناءً على الأوامر الصادرة عن وزير الدفاع، وبإشراف مباشر من قائد العمليات، عملية تفتيش واسعة للجزيرة بين قرية البو سيف وقرية الشمسيات في نهر دجلة".
واضاف البيان، إنه"اشترك في تنفيذ الواجب فوج مغاوير قيادة العمليات وفوج مغاوير فرقة المشاة السادسة عشرة وفوج سوات شرطة نينوى بالتعاون مع طيران التحالف، وأسفرت العملية عن تطهير المنطقة بالكامل من مخلفات عصابات "داعش" الإرهابية".
في سياق ذي صلة، تمكنت قوات الحشد الشعبي، الأربعاء، من إفشال مخطط داعشي لاستهداف تل صفوك على الحدود مع سورية، وقال قائد عمليات اللواء الاول في الحشد الشعبي أبو حيدر النجار، في بيان، أنه "بناء على معلومات استخبارية دقيقة تمكنت قوات اللواء من إفشال مخطط لعناصر داعش
لاستهداف قاطع جنوب تل صفوك"، موضحاً ان"عناصر داعش كانوا يستغلون سوء الظروف الجوية لاستهداف قواتنا في القاطع المذكور، لكن يقظة قوات اللواء أفشلت مخطط الارهابيين على الحدود مع سوريا".
وفي تطور أمني آخر، عثرت قوة من الجيش، على قنابر هاون كان قد تركها تنظيم داعش في مخابئ متفرقة بمحافظة الأنبار.
وأشار بيان لوزارة الدفاع، أنه "تنفيذاً لتوجيهات وزير الدفاع الخاصة بالمحافظة على أرواح المواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم الخاصة والعامة والقضاء على الخلايا النائمة تمكن الفوج الأول لمش 41 قيادة فرقة المشاة العاشرة من العثور على قنابر هاون مخبأة في مناطق زراعية وسكنية كان يستخدمها المتطرفين في استهداف المواطنين الأبرياء".
وزاد البيان، ان"تعاون المواطنين مع المنظومة الاستخبارية في الجيش العراقي أثمر عن كشف هذه المخابئ اثناء عمليات التطهير المستمرة في الانبار التي تهدف الى رفع العبوات والمتفجرات من المناطق السكنية حفاظا على حياة المواطنين ورفع المخاطر عنهم".
وفي غضون ذلك قال عضو مجلس محافظة الموصل علي خضير، إنه منذ إعلان تحرير الموصل في تموز الماضي قدم سكان المدينة بلاغات عن فقدان أكثر من 3000 شخص رفعوها لمجلس المحافظة وكان غالبيتهم من الرجال والشباب الصغار، قسم منهم كان تنظيم داعش قد احتجزهم خلال فترة حكمه المدينة، في حين تم احتجاز الآخرين من قبل القوات العراقية للاشتباه بارتباطهم بالتنظيم المتطرف.
وكان العشرات ينتظرون خارج مبنى محكمة في الموصل لسماع أي خبر من المحققين عن أقاربهم المفقودين، حيث يقوم المحققون بتدقيق ملفات سميكة من الاوراق تحوي وثائق إثبات الهوية وكتباً رسمية وصوراً فوتوغرافية للشخص المفقود مع صورة إعلان بالإبلاغ عن فقدان الشخص منشورة في الصحف المحلية ومن غير المحتمل أن يسمعوا أخباراً مفرحة.
المحقق، الذي تحدث للوكالة الاميركية من دون أن يكشف عن اسمه، قال إن الحكومة العراقية لا تمتلك مايكفي من خبراء الطب الشرعي لنبش عشرات القبور الجماعية التي تم اكتشافها بعد استرجاع الاراضي من داعش، وان النظام القضائي للبلاد غير مهيّأ بما فيه الكفاية لتنفيذ دعاوى قضائية على نحو جيد تخص آلاف المعتقلين.
واستناداً لتقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، الذي صدر خلال شهر كانون الأول، فهناك ما يقارب 20 ألف شخص محتجز لدى مراكز الاعتقال المنتشرة في العراق بسبب وجود شبهات باحتمالية ارتباطهم بتنظيم داعش.
وفي محافظة الانبار، التي أعلن عن تحرير مركزها الرمادي قبل أكثر من عام، يقول عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية عن المحافظة محمد الكربولي إن أكثر من 2900 شخص من محافظته ما يزال مفقودا، مشيرا الى أن هؤلاء المفقودين أصبحوا كرمز لانعدام الثقة بين محافظة الانبار والحكومة في بغداد.
وكشف تحقيق أجرته وكالة أسوشييتدبرس أن داعش ترك وراءه، بعد هزيمته مالايقل، عن 133 مقبرة جماعية لم يتم نبش إلا عدداً قليلاً منها وأن أغلب المفقودين وخصوصا آلاف الإيزيديين الذين لم يتم إحصاؤهم، قد يكونون في النهاية مدفونين في هذه المقابر. وتشير تقديرات الوكالة الامريكية الى وجود مابين 11000 الى 13000 جثة مدفونة في تلك المقابر.
وقضى إلياس أحمد أسابيع وهو يبحث عن شقيقه غزوان، الذي اقتاده رجال أمن مع أشخاص آخرين معهم من قرية بجوانيا في الموصل، بتهمة علاقاتهم بتنظيم داعش، حيث بحث عنه في مختلف مقرات الامن والشرطة والجيش في المحافظة الذين يحتفظون بسجلات عن أسماء المعتقلين والمحتجزين.
وذهب أحمد للبحث عن أجوبة من محكمة شمال الموصل في مدينة تلسقف، وهي محكمة أنشئت هناك خصيصا للبحث في قضايا المتهمين بالإرهاب.
ويتجمع صباح كل يوم خارج أبواب المحكمة أفراد عوائل يتأملون الحصول على معلومة او خبر من المحكمة عن أقاربهم المفقودين.
داخل المحكمة يراجع القضاة مايقارب من 100 قضية في اليوم ،كثير من المحاكمات لا تتجاوز النصف ساعة فقط.
ياسر حافظي، وهو محامٍ من مدينة الموصل، دافع عن الأسلوب المتبع في إلقاء القبض على الاشخاص من دون إعلام عوائلهم عن مكان احتجازهم أو التهم الموجهة ضدهم. وقال إن المحكمة مغمورة بملفات المشتبه بانتمائهم لداعش الذين ألقي القبض عليهم ولا يوجد هناك متسع من الوقت أو موارد لكي يتم التواصل مع عوائلهم.
ويقول المحامي حافظي إنه منذ أن فتحت المحكمة أبوابها في شهر آذار أنجز القضاة البالغ تعدادهم أكثر من 10 في المحكمة، مراجعة أكثر من 15000 دعوى قضائية عن المشتبه بهم، مشيراً الى أن 60% من هذه القضايا المحسومة أثبتت بأن أصحابها مذنبون.
بالمقابل وصّل وزير الدفاع البريطاني الجديد غافين وليامسون الى بغداد اليوم الخميس، في إطار زيارة غير معلنة مسبقا.
ومن المقرر ان يجتمع ويليامسون مع وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي ورئيس الوزراء حيدر العبادي، لبحث الدعم العسكري والامني الذي تقدمه بريطانيا للعراق في مرحلة مابعد هزيمة داعش.
وهذه الزيارة الاولى للوزير ويليامسون الذي تسلم مهمته في تشرين الثاني الماضي.
إلا أن وزير الدفاع الدفاع البريطاني السابق مايلك فالون زار العراق في ايلول/ سبتمبر الماضي، اعقبته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي العراق في 29 من تشرين الثاني الماضي.
أرسل تعليقك