بغداد - نجلاء الطائي
أثار تصريحات صحافية لرئيس ديوان الوقف الشيعي علاء الموسوي غضب المسيحيين في العراق، مطالبين المرجعيات الدينية والحكومة العراقية باحتواء خطابات الكراهية. ونقلت وسائل إعلام تصريحات للموسوي وصف فيها المسيحيين بـ"الكفار" ودعا لإعلان الجهاد ضدهم. وقال أيضا إن "أحكام الإسلام تجاه المسيحيين واضحة، وهي إشهار إسلامهم أو دفع الجزية أو القتل".
وهذه الخيارات بالضبط التي عرضها تنظيم "داعش" على المسيحيين عندما سيطروا على الموصل والمناطق المحيطة بها قبل نحو ثلاثة أعوام وهو ما دفع جميع المسيحيين للنزوح. ودعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم يوم الجمعة المرجعيات الدينية في العراق إلى تبني نهج الاعتدال والانفتاح ومنع خطابات تروج للكراهية والتمييز، مطالبا الحكومة العراقية بفرض القانون والعمل على احترام عقيدة كل إنسان.
وقال البطريرك لويس رفائيل ساكو في تصريح صحافي، "إننا ومن المؤلم جدا أن يطلع علينا بين فينة وأخرى، خطيب جامع أو عالم دين بكلام تحريضي أو فيلم يبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يخص المسيحيين واليهود والصابئة يصفهم بالكفار كما يروج تنظيم "داعش" و"القاعدة" كأساس التعامل معهم: اعتناق الإسلام، دفع الجزية أو القتل. وأشار إلى أن "هذه الخطابات والعقليات لا تخدم الإسلام، إنما ترفع الجدران بين البشر وتقسمهم وترسخ الاسلام وفوبيا وتفكك اللحمة الوطنية وتقويض السلام وتنتهك الحريات وحقوق الإنسان".
وأوضح بالقول "نحن المسيحيون نؤمن بالله واحد خالق السماء والأرض ونرفض كائنا من كان أن يكفرنا. وعملا بتعليم المسيح، إننا نحب الجميع ونعمل من أجل التلاقي في الحق والمحبة والتحاور تمجيدا لله وللخير العام، ونصلي من أجل استنارة القلوب المغلقة والمتحجرة". ودعا ساكو المرجعيات الدينية إلى "تبني نهج الاعتدال والانفتاح ومنع كل الخطابات التي تروج للكراهية والتمييز"، مطالبا الحكومة إلى "فرض القانون والعمل على احترام عقيدة كل إنسان".
وخلص بالقول إن "المسيحيين جزء أصيل من النسيج الوطني العراقي وأن الكثير من المسلمين الحاليين تعود جذورهم إلى المسيحية التي كان يعتنقها الغالبية الساحقة في العراق أيام قدوم المحاربين العرب المسلمين". من جانبه، قال الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني: "أثار استغرابنا واستهجاننا قيام السيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي باستعادة كلام بشأن الجهاد وصف فيه المسيحيين بالكفار وداعيا إلى شن الجهاد ضدهم".
وأضاف في تصريح صحافي: "إننا في الوقت الذي نؤكد فيه احترامنا الكامل للدين الاسلامي وللقرآن الكريم، فإننا ندعو السيد الموسوي إلى مراجعة أفكاره في هذا الصدد، وهي أفكار تنسجم تماما مع ما تطرحه "داعش" من رؤى فقهية، والاعتذار من المواطنين العراقيين المسيحيين".
وأكّد أن "إزالة الغبار عن هذا الكلام في هذا الوقت حيث تشتد المواجهة بين الشعب العراقي، و"داعش" يبعث رسالة ملغومة وغير سليمة للمسيحيين العراقيين الذين تعرضوا لحرب إبادة للجنس من قبل "داعش ". كما لفت إلى أن "القران الكريم كتاب سماوي يدعو إلى الأخوّة والتعايش والسلام والكلمة السواء بين أهل الكتاب عامة وخاصة بين المسلمين والمسيحيين. كما أن إثارة هذا الموضوع يتعارض مع مفهوم المواطنة القائم على أساس الانتماء إلى الوطن وعدم التمييز بين المواطنين على أساس الدين أو المذهب أو القومية". ودعا الكلداني المرجعية الدينية إلى "التدخل لمنع خطابات الكراهية والتمييز، والحكومة إلى فرض القانون والعمل على احترام عقيدة كل إنسان".
أرسل تعليقك