طهران ـ مهدي موسوي
أكد المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن "بلاده تمتلك قدرات صنع السلاح النووي منذ مدة طويلة، لكن عقائدهم وتعليمات قائد الثورة تمنعنهم من الحصول عليها"، فيما وصل الوفد الإيراني المفاوض المكون من 40 شخصاً إلى فيينا، برئاسة نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية المتشدد علي باقري كني. وفي مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة، أشار بهروز كمالوندي إلى أن "الغرب ليس لديه خيار سوى التعامل مع إيران"، لافتا إلى أن "مقاومة الجمهورية الإسلامية في الدبلوماسية تجبر الغرب على قبول الواقع الموجود". وأضاف كمالوندي : "الادعاءات ضد برنامج إيران النووي مكررة"، معتبرا أن "الوقت يمر لصالح ايران". وأكمل: “نعمل تحت الإشراف الدقيق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وليس من المنطقي الادعاء باننا نحاول التوصل إلى السلاح النووي"، مشيرا إلى أن "الجميع أدرك أنه لا يمكن التحدث إلى إيران بلغة القوة، وأن الغرب يحاول تجييش العالم ضد طهران".
ولفت كمالوندي إلى أن "الغرب يستخدم أساليب مستهلكة و قديمة ليجلس على طاولة المفاوضات، وهو في موقع المطالبة وليس الإجابة على مسؤولياته". واعتبر أن "مطالب الوكالة خارجة عن اطار اتفاق الضمانات، وبموجب قانون البرلمان الإيراني لا يسعنا قبول أي رقابة خارج هذا الاطار"، مضيفا: “نهجنا الحالي يصب في مصلحة إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية..وفق قواعد الوكالة في حال تم إحياء الاتفاق النووي على الوكالة الاعتراف بسلمية نشاطاتنا في تقاريرها، وكان من المفترض أن تستمر الكاميرات في العمل دون تصل الوكالة إلى محتوياتها". ووصل الوفد الإيراني قبل يومين من إجراء المفاوضات النووية مع القوى الدولية، حيث ذكرت وكالة أنباء "فارس نيوز"، الإيرانية أن "باقري كني (المتشدد) سيقود الفريق الإيراني المفاوض في فيينا".
وأوضحت الوكالة في تقرير لها أن "غد الأحد ستبدأ مفاوضات بين إيران والدول الخمسة الموقعة على الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) برعاية الاتحاد الأوروبي". وتشارك الولايات المتحدة في هذه الجولة السابعة من المفاوضات، بطريقة غير مباشرة، بهدف التوصل إلى اتفاق يعيد العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انتهكته إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو/آيار 2018. استبعدت صحيفة "كيهان" التي يمولها مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، السبت، أن تكون هذه الجولة من المفاوضات النووية ستتمخض عن اتفاق نهائي، مضيفة إن "هذه المفاوضات صعبة للغاية". وقالت الصحيفة إنه "بالنظر إلى مواقف الأميركيين والأوروبيين، يبدو أن جولة صعبة من المفاوضات تنتظرنا في فيينا، ولن يحدث شيء خاص في عام 2021، وكل الأنظار تتجه إلى عام 2022".
وتكمن الصعوبة في المفاوضات الحالية في الفريق الإيراني المفاوض الذي يقوده الدبلوماسي المتشدد علي باقري كني، كما أن طهران تصر على رفع كامل للعقوبات الأميركية قبل أن تعود إلى التزاماتها النووية التي تخلت عنها في السنوات الماضية.
وأعلن ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن اجتماعات غير رسمية لأعضاء مجلس الأمن الدولي ستعقد في فيينا يومي السبت والأحد قبل المحادثات يوم الاثنين. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن "طهران لديها خيارات متعددة ولا يمكن أن تغلق الأبواب أمامها".
وأشار عبد اللهيان عشية المفاوضات النووية "سنبدأ بجدية في خيار المفاوضات في فيينا، وأجرينا اتصالات مع أعضاء الاتفاق النووي، واتخذنا التدابير اللازمة للوصول إلى اتفاق جيد وسريع، لكنه مرهون بالتزام بقية الأطراف بتعهداته". وقال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، "سنقيم في فندق وننتظر ونرى ما سيبلغنا به المفاوضين الذين سيتحدثون مع إيران". وقال مالي في حديث لهيئة الاذاعة الأميركية ونشرته "بي بي سي" باللغة الفارسية، "لا ينبغي أن تكون المفاوضات مع إيران بهذا الشكل (عدم السماح للأمريكيين بالحضور المباشر)، وقد أبلغنا الإيرانيين عدة مرات إنهم إذا كانوا جادين في الوصول إلى نتيجة بسرعة، فمن الأفضل الجلوس معاً وجهاً لوجه".
ولفت المسؤول الأميركي الذي سيحضر في فيينا إلى أن تركيز الولايات المتحدة سينصب على خيار الدبلوماسية لمعرفة جدية إيران في العودة للاتفاق النووي.
وعند سؤاله في حال فشل العودة الإيرانية للاتفاق النووي، أجاب مالي "إذا لم تعد إيران إلى الاتفاق النووي فمن الواضح أننا سنذهب إلى طرق دبلوماسية أخرى أو غيرها لمعالجة برنامج إيران النووي".وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي من المفاوضات النووية مع إيران، قال مالي "لا أخفي حقيقة أن إسرائيل لا تزال تعارض الاتفاق".
وترفض إيران الجلول مباشرة على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة في فيينا قبل أن تقوم الأخيرة برفع العقوبات المفروضة على طهران.
قد يهمك ايضا
قانون إيراني يعاقب الإجهاض بالإعدام والأمم المتحدة تندد
الحرس الثوري الايراني يُعلن إحباط محاولة أميركية لمصادرة ناقلة نفط في بحر عُمان
أرسل تعليقك