قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن "لا داعي للعجلة" في تنفيذ مقترحه المثير للجدل بشأن غزة.وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أسماء الرهائن الإسرائيليين الثلاث المقرر الإفراج عنهم غداً السبت ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
ونشر أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، قائمة بأسماء الرهائن الثلاثة وهم إلياهو داتسون يوسف شرابي، وأور إبراهم ليشها ليفي وأوهاد بن عامي.
ويتألف اتفاق الهدنة من ثلاث مراحل، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع، الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة، مقابل 1900 سجين فلسطيني.
وحدثت قبل ذلك أربع عمليات تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 من السجناء الفلسطينيين.
وبدأت في مطلع الأسبوع الحالي في الدوحة المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل حول المرحلة الثانية من الاتفاق التي يُفترض أن تؤدي الى الإفراج عن جميع الرهائن ووضع حدّ نهائي للحرب.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية، أن عائلات الرهائن الإسرائيليين أُبلغت بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجه بإرسال وفد مفاوض إلى الدوحة غداً بعد إتمام عملية تسليم الرهائن.
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة وفاة 100 طفل مريض، جراء "المماطلة الإسرائيلية" في إخراجهم لتلقي العلاج خارج قطاع غزة. كما أعلن عن وفاة 40 في المئة من مرضى الكلى بسبب عدم قدرة المستشفيات على غسيل الكلى لعدم سماح إسرائيل أيضاً بإدخال الأجهزة المطلوبة، بعد مرور 20 يوماً على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقال المكتب، الجمعة، إن "الاحتلال يتنصل من التزاماته بوقف إطلاق النار، وبخاصة ما يتعلق بالشق الإنساني"، مؤكداً أنه "لم يدخل إلى القطاع سوى 10 في المئة من الاحتياجات الإنسانية التي نص عليها الاتفاق".
وطالب المكتب بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، محملاً إسرائيل مسؤولية "الواقع الإنساني المنكوب" في القطاع.
وقال: "منع الاحتلال إدخال المعدات لرفع الركام، ما يعني العجز عن إخراج نحو 12 ألف شهيد".
وفي سياق متصل، أكدت مصادر طبية في قطاع غزة لبي بي سي مغادرة الدفعة السادسة من مرضى وجرحى القطاع عبر معبر رفح البري مع الجانب المصري وعددهم 49 مسافراً لتلقي العلاج، وذلك تنفيذاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي تتهم الأطراف الفلسطينية إسرائيل بعدم الالتزام بكافة بنوده.
واتهم مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بقطاع غزة، مروان الهمص، إسرائيل بعدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني ولا أي تعهدات أخرى، مؤكداً أن 120 مريضاً فقط ذهبوا للعلاج خارج القطاع منذ الاتفاق.
وقال إن "الاحتلال يرفض دخول مستشفيات ميدانية لعلاج المرضى والجرحى، وإن 76 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع تضم مواد طبية ليست من الأولويات"، مضيفاً أن "لا وجود لأغطية وملابس شتوية في ظل منخض جوي بارد، وبعض المرضى توفوا قبل أن يصل دورهم للعلاج في الخارج".
وأكد أن لديهم قائمة تضم 35 ألف مريض بحاجة ماسة للعلاج خارج القطاع، وأن 40 في المئة من مرضى الكلى توفوا لانعدام العلاج اللازم.
قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة ريك بيبركورن الخميس إن "أكثر من 12 ألف مريض، بينهم خمسة آلاف طفل على الأقل، يحتاجون بشكل عاجل للإجلاء من غزة بسبب انهيار النظام الصحي في القطاع".
وفي حديثه من غزة، وصف بيبركورن المشهد بـ "الدمار الواسع النطاق" في المرافق الطبية، حيث يعاني العديد من السكان من اضطرابات نفسية في ظل الصراع المستمر.
وأكد أن الأوضاع النفسية في المنطقة أصبحت "مقلقة للغاية"، في إشارة منه إلى الاكتئاب والقلق اللذين يعمان غزة. وأضاف بيبركورن أن العاملين في المجال الصحي، الذين كانوا يعانون حتى قبل الصراع من ضغوط شديدة، يواجهون اليوم تحديات "غير مسبوقة" بسبب النقص الحاد في المعدات الطبية.
وتدهورت البنية التحتية الصحية بشكل كبير، إذ انخفض عدد الأسرّة في المستشفيات من أكثر من 3,500 إلى 1,900 سرير فقط، بينما أصبح عدد وحدات العناية المركزة وحاضنات الأطفال "شبه معدوم".
وأوضح أن هذا الوضع يعرقل قدرة الطاقم الطبي على تقديم الرعاية اللازمة للمصابين.
وناشد بيبركورن المجتمع الدولي بإعادة فتح الممرات الطبية لضمان إجلاء المرضى المصابين بأمراض خطيرة، مثل السرطان وأمراض القلب.
المستشفيات في غزة "أرض معركة"، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟
وقد بدأت عمليات الإجلاء الطبي للمرضى الذين يعانون من إصابات خطيرة السبت 1 فبراير/شباط، إذ يجري نقل 35 إلى 40 مريضاً يومياً، إلا أن الحاجة الملحة لا تزال قائمة لإجلاء ما بين (12- 14) ألف مريض آخرين، بحسب بيبركورن.
ويقول: "في شمال غزة، دمّرت الضربات الإسرائيلية البنية التحتية للمياه، والسكان الآن يعتمدون على بئر واحدة تعمل في المنطقة تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لكن هذا لا يكفي لتلبية احتياجات السكان".
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن منسق الإغاثة الطارئة التابع للأمم المتحدة، توم فليتشر، زار غزة الخميس، حيث التقى بالمصابين والموظفين في المستشفيات المتبقية، مؤكداً أن الوضع في القطاع يستدعي استجابة عاجلة لتلبية الاحتياجات الإنسانية والطبية المتزايدة.
أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيقوم بزيارة للشرق الأوسط بين 13 و18 فبراير/شباط، تشمل إسرائيل والإمارات وقطر والسعودية، بعد تصريحات الرئيس ترامب بشأن نقل سكان قطاع غزة.
وستكون زيارة روبيو جزءاً من مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، حيث طرح ترامب فكرة نقل سكان غزة إلى مصر والأردن مؤقتاً بهدف إعادة إعمار القطاع. ورغم رفض دول المنطقة والفلسطينيين للفكرة، أصر ترامب على أن خطته تهدف إلى إعادة بناء غزة.
من جهته، أكد روبيو أن المقترح "خطوة سخية" لإعادة إعمار غزة، داعياً الدول المعترضة لتقديم حلول للمساعدة في معالجة الأزمة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
صحيفة إسرائيلية تصف ترامب ب"الـمنقذ من المتطرف" و نيويورك تايم بمخالفة القانون الدولي
منظمة العفو الدولية تدين اقتراح ترامب بترحيل الفلسطينيين من غزة وتعتبره انتهاكا صارخا للقانون الدولي
أرسل تعليقك