بحثت وزارة الدفاع العراقية، مع وزير دفاع نيوزلندا جيري براونلي، دعم وتسليح القوات العراقية، فيما حرّرت القوات المشتركة العراقية قرية "الدامرجي" الصغيرة غرب مدينة الموصل. يأتي هذا بينما قال سكان محليون إن مسلحي تنظيم "داعش" جابوا شوارع أحد أحياء الجانب الأيمن من الموصل وهم يستعرضون جثة شرطي من قوات الشرطة الاتحادية (النُخبة)".
وقال السكان إن "مسلحي داعش جابوا شوارع حي 17 تموز غربي الموصل حاملين جثة شرطي بزي الاتحادية على سيارة "بيك اب" تعود للتنظيم ويستعرضون الجثة في الحي". ولم يتسنَّ للسكان معرفة فيما إذا كان الشرطي قد قتل في المعارك أم أعدمه التنظيم. لكن يبدو انها خطوة يسعى من خلالها التنظيم لإرهاب السكان وعدم الانقلاب عليهم وشحذ معنويات مقاتليه مع تضييق الخناق عليهم من قبل القوات العراقية.
وقال سكان آخرون بأن "داعش بدأ بأخلاء منطقة باب الجديد وسط الموصل من ساكنيها ويجبرهم على تركها ويهدد المخالفين بالقتل". وأضافوا أن "السكان يستغيثون ويطالبون الإسراع بتحريرهم كونهم يمرون بأوضاع انسانية وأمنية صعبة جدًا كونهم يقبعون في منازلهم الصغيرة وداخل سراديب تحوي أكثر من عائلة وقد نفدت مؤنهم".
وأشار سكان فارون ومسؤولون عراقيون، الاثنين، إلى أن تنظيم "داعش" يجبر شبانًا في غرب الموصل على القتال من أجله دفاعا عن الجيوب المتبقية في المدينة التي كانت معقلا للتنظيم في مواجهة هجوم القوات الحكومية. والتجنيد الإجباري مؤشر على تزايد يأس المتشددين بعد أن دخلت المعركة شهرها السادس لاستعادة المدينة التي كانت ذات يوم المعقل الرئيسي في العراق لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم من جانب واحد.
واستأنفت قوات النخبة في الشرطة الاتحادية ووحدات الرد السريع تقدمها الحذر صوب جامع النوري الكبير في المدينة القديمة بغرب الموصل. لكن آلاف الأشخاص استغلوا الطقس الممطر والضباب للفرار في الصباح الباكر من المناطق التي يسيطر عليها المتشددون والوصول إلى خطوط القوات الحكومية. وقال عدد من النازحين إن المتشددين يستخدمون السكان كدروع بشرية ويختبئون في منازل ويجبرون الشبان على القتال.
وكشف مصدر طبي أن 17 من مسلحي تنظيم "داعش" قتلوا اليوم الاثنين في قصف جوي للتحالف الدولي استهدف اجتماعا للتنظيم في الجانب الأيمن من الموصل. وأوضح المصدر في تصريح صحفي، أن "17 من مسلحي داعش بينهم قائد ميداني قتلوا بقصف جوي عنيف نفذته طائرات التحالف الدولي استهدف اجتماعا لهم في منطقة الزنجلي غربي مدينة الموصل".
واستأنفت طائرات التحالف الدولي منذ يوم أمس غاراتها الجوية على أهداف داعش في الموصل بعد أيام من التوقف نتيجة سوء الأحوال الجوية. وتقوم طائرات التحالف الدولي بضرب أهداف داعش وتأمين التغطية الجوية للقوات العراقية التي تقاتل في أحياء الجانب الأيمن للموصل منذ الشهر الماضي. وقال اعلام الحشد الشعبي من جهته، ان" قوات الحشد الشعبي اللواء 2 وبإسناد الجيش العراقي حررت قرية الدامرجي الصغيرة وقتلت 6 من عناصر داعش جنوب ناحية بادوش غرب مدينة الموصل".
وذكر بيان لوزارة الدفاع ، ان "رئيس أركان الجيش الفريق الأول الركن عثمان الغانمي، استقبل في مقر الوزارة وزير الدفاع النيوزلندي جيري براونلي والوفد المرافق له، حيث استعرض اللقاء المعارك الجارية لتحرير آخر محافظة عراقية من عناصر داعش المتطرفة". واضاف انه "تمت مناقشة وتطوير وبناء القوات العراقية بعد طرد الإرهاب من العراق، فضلاً عن مسك الحدود ودور نيوزلندا في تسليح ودعم وتجهيز القوات العراقية بالأسلحة والمعدات".
وأشاد الوزير النيوزلندي، "بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية في معارك تحرير الموصل، والحرص الكبير على سلامة أرواح المواطنين وإنقاذهم من عناصر داعش المتطرفة، التي اتخذتهم كدروع بشرية، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي تقدمه قواتنا المسلحة إلى النازحين وإجلائهم من المناطق المحررة إلى المناطق الآمنة". من جانبه أشاد رئيس أركان الجيش العراقي بـ "دور نيوزلندا في دعم المؤسسة العسكرية في مجال التدريب ودعم وبناء قدرات الجيش العراقي".
وفي بغداد، أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري اقتراب العراق من تحرير مدنه من عناصر "داعش " المتطرفة ، مشيرًا الى ان التطرف "فكر ظلامي" ينبغي الاجهاز على كل عناوين المدنية والحضارة والديمقراطية. ونقل بيان لمكتبه ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه اليوم عن الجبوري القول خلال كلمته في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في المغرب ان " تجربة السنوات المنصرمة سواء في العلاقات في ما بين دولنا او مع الدول الاخرى، فان التجربة على مرارتها وقسوتها اعطتنا درسًا عميق المعنى وهو ان الطرق على الابواب الداخلية لاية دولة سيقابله طرق مقابل، وكلا الطرقين سيؤديان الى البغضاء وربما الحرب".
وأكد "لابد ان نرفع اصواتنا ضد اسلحة الابادة الشاملة وتصنيعها وانتشارها في منطقة الشرق الاوسط الملتهبة، وان ندين سكوت المجتمع الدولي عن استخدام الطاقة النووية لاغراض الفناء الشامل، ووجوب حصر استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية".
واشار الجبوري الى انه " من الضروري التصدي للتطرف ودرء خطره عن شعوبنا، فلم يترك التطرف في المناطق التي سيطر عليها في بعض بلداننا ومنها العراق حرة الا سباها وموقع حضارة الا هده وساحة علم الا حولها الى معسكر للتدريب على القتل والتوحش، ولا ثروة الا نهبها، ومسجد الا حوله منبرا للتكفير والتجهيل والتحريض على الابرياء والمسالمين". ولفت الى" اننا في العراق اقتربنا من تحرير المدن العراقية التي وقعت ضحية للتطرف، وأننا نؤكد لكم ان التطرف ليس بندقية مأجورة وانتحاري مغسول الدماغ، انما هو فكر ظلامي يبتغي الاجهاز على كل عناوين المدنية والحضارة والديمقراطية".
أرسل تعليقك