تمكنت القوات المشتركة العراقية من تدمير 3 عربات نقل "كرفانات" لـ"داعش" وعجلة تحمل احادية وقتل طاقمها، فضلا عن تدمير بناية يتخذها التنظيم مركزا للقنص واطلاق الصواريخ في مطيبيجة في صلاح الدين، ويأتي هذا فيما أعلن قائد عمليات دجلة الفريق الركن مزهر العزاوي، انتهاء عمليات تحرير وتطهير منطقة مطيبيجة الحدودية بين محافظتي ديالى وصلاح الدين من عناصر "داعش" المتطرف.
وقال العزاوي في تصريح صحفي، ان "عمليات تحرير وتطهير منطقة مطيبيجة الحدودية بين محافظتي ديالى وصلاح الدين انتهت بعد تكبيد عناصر داعش خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات من قبل قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي وطيران الجيش والقوى الجوية ". وأضاف ان "تنظيم داعش في مطيبيجة فقد جميع معاقله واوكاره فضلا عن مقتل عدد من قيادييه وعشرات من عناصره بالاضافة الى هروب عدد كبير منهم"، مشيرا الى ان "نجاح هذه العملية يعد انتصارًا كبيرا على تنظيم داعش في محافظتي ديالى وصلاح الدين حيث تمكنت القوات الامنية من دخول مناطق لم تستطع اية قوة دخولها سابقاً، وهي عملية التطهير الاكبر التي شهدتها مطيبيجة منذ عامين".
واشار العزاوي الى "ان عمليات تطهير مطيبيجة التي انطلقت امس الاربعاء دمرت ما تسمى ولايتي ديالى وصلاح الدين بعد مقتل اعداد كبيرة عناصر وقيادات التنظيم وتدمير اوكارهم ومضافاتهم"، لافتا الى ان "العملية كانت من اربعة محاور وبدعم جوي، حيث تمكنت القوات العسكرية والطائرات من محاصرة التنظيم في مطيبيجة من جميع المحاور وقتل معظم قياداته وعناصره".
وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، اليوم الخميس، : إنه "بناء على معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية، تمكن طيران الجيش من تدمير 3 كرفانات لداعش، وعجلة تحمل احادية وقتل طاقمها". وأضاف، ان "الطيران تمكن ايضا من تدمير بناية يتخذها عناصر داعش مركزا للقنص واطلاق الصواريخ، وقتل من فيها، في محور منطقة مطيبيجة في صلاح الدين". وأشار البيان الى ان "مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية في اللواء 19 وبالتعاون مع قيادة الفرقة الخامسة وضمن محور منطقة مطيبيجة في صلاح الدين، تمكنت من قتل 11 متطرفا و تدمير 6 عجلات لداعش وتدمير 3 عجلات تحمل احاديات وكذلك تدمير عجلة تحمل براميل ومجمدة مفخخات". وأضافت، انه تم ايضا "تدمير 5 اكياس من مادة C4. وتدمير 5 عبوات معبأة على شكل برميل وقنينة اوكسجين وقنينة اطفاء".
وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان لها: إن " القوة الجوية العراقية وبالتنسيق مع الخلية الجوية في قيادة العمليات المشتركة تنفذ ضربتين جويتين تسفر عن تدمير وكرين تابعين لعناصر داعش المتطرف وقتل العشرات من المتطرفين وتدمير مجموعة من العجلات التي كانت قربهما في منطقة مطيبيجة". واضافت أن "طائرات القوة الجوية ووفقاً لمعلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن تنفذ عدة ضربات جوية تسفر عن تدمير معمل لتفخيخ العجلات ومخزن للمواد المتفجرة ووكر تابع لعناصر داعش وقتل العشرات من المتطرفين في قضاء راوة".
وأشارت إلى أن "طائرات F16 العراقية واستناداً لمعلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية - خلية الصقور الاستخبارية توجه ضربة جوية تسفر عن تدمير مستودع للأسلحة ووكر تابع لعناصر داعش وقتل العشرات من المتطرفين كانوا داخله واعطاب جميع الأسلحة التي كانت داخل المستودع في قضاء القائم".
ودفعت الهزائم المتتالية التي مني بها داعش في الأشهر الماضية بالعراق وسوريا، عددا من مسلحيه الأجانب إلى الفرار نحو الحدود التركية وفق تقارير غربية، ما يشير إلى حجم الانهيار الكبير في صفوق التنظيم المتشدد. وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن "عددًا كبيرًا من المسلحين الأجانب" تخلوا عن القتال في صفوف داعش في سورية، وحاولوا الوصول إلى الأراضي التركية، مشيرة إلى 3 حالات على الأقل تم رصدها في الأيام القليلة الفائتة.
وتحدثت عن إقدام شخصين يحملان الجنسية البريطانية وثالث أميركي، على الفرار من صفوف "داعش سورية"، الذي خسر مناطق واسعة كانت تحت سيطرته، وباتت عاصمته الرقة تحت حصار من قوات مدعومة من الولايات المتحدة التي تقود تحالفا دوليا ضد التنظيم المتشدد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إن ستيفان أريستيدو، الذي يتحدر من شمال لندن، وزوجته البريطانية والأميركي كاري كليمان من فلوريدا، استسلموا الأسبوع الماضي لقوات حرس الحدود التركية، وذلك بعد نحو عامين على الانضمام لداعش في سورية.
ووفق التقرير الذي استند إلى معلومات استخباراتية وأمنية، فإن العشرات أيضا من المقاتلين الأجانب هربوا من القتال تحت راية داعش، محاولين العبور إلى الأراضي التركية، حيث تم توقيف بعضهم من قبل حرس الحدود في حين نجح آخرون في التسلل إلى تركيا.
وأريستيدو، وهو في العقد الثالث من العمر، وزوجته سلما نفسيهما للقوات التركية على معبر كيليس الحدودي جنوبي تركيا، بالإضافة إلى كليمان (46 عاما)، الذي كان برفقته زوجته ومصريتين يعتقد أن زوجيهما قتلا خلال القتال في صفوف داعش بالعراق أو سوريا، وفق مصدر أمني تركي. وأوضحت المصادر أن أريستيدو أقر بأنه كان يقيم في الباب، وبعد أن استعادتها فصائل من المعارضة السورية مدعومة بقوات تركية، انتقل إلى مدينة الرقة، "عاصمة داعش في سورية" التي باتت في الوقت الراهن خاضعة لحصار من "قوات سوريا الديمقراطية".
وانهيار داعش في سورية الذي دفعه، وفق تقارير، إلى نقل مقر القيادة من الرقة إلى محافظة دير الزور في الشرق، تزامن مع هزيمته في العراق حيث خسر المناطق الشرقية في "عاصمته" الموصل، وبات محاصرا في المناطق الواقعة غربي نهر دجلة. ويبدو أن بداية نهاية داعش قد اقتربت، بعد نحو 3 أعوام، على احتلاله مناطق واسعة في العراق وسورية، وإعلانه "خلافة" مزعومة، الأمر الذي دفع وقتها عدد كبير من الأجانب إلى السفر إلى هذين البلدين للانضمام إلى صفوف التنظيم المتشدد.
والبريطاني أريستيدو كان من بين هؤلاء، فقد سافر عام 2015 من لندن إلى لارنكا في جزيرة قبرص، حيث فقد الاتصال معه، ليظهر اليوم على الحدود التركية السورية مستسلما بعد أن أدرك أن نهاية داعش باتت حتمية. وأسوة بأريستيدو وكليمان انشق عشرات المقاتلين الأجانب عن التنظيم وفروا عبر الحدود، في حين يعمل آخرون على محاولة الاتصال بسفارات بلادهم في المنطقة للعودة إلى ديارهم، حسب ما نقلت "الغارديان" عن مصادر تركية وأوروبية وصفتها بالرسمية.
أرسل تعليقك