لندن - كارين إليان
أوقفت جريمة اغتيال النائبة البريطانية عن حزب "العمال" جو كوكس، الحملة التحضيرية التي يقوم بها معسكرا "العمال" و"المحافظين" للاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، لمدة ثلاثة أيام تشمل اليوم السبت، وذلك احتراماً لمقتل النائبة الراحلة ، فيما يحاول البريطانيون تجاوز هذه الصدمة التي أتت في أوج نقاش حول مستقبل بلادهم أثار انقسامات حادة.
وأعلنت الشرطة البريطانية الجمعة، أن النائبة جو كوكس التي اغتيلت في أحد شوارع شمال إنكلترا، أبلغت الشرطة في وقت سابق هذا العام عن تلقيها رسائل تهديد، في الوقت الذي دافع فيه اليمين الأوروبي المتطرف خلال اجتماعه أمس في فيينا، عن رؤيته لـ"أوروبا اختيارية" يجسدها الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، بينما حض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لدى زيارته برستال (شمال) لتكريم النائبة جو كوكس، على التسامح والاتحاد، داعياً البرلمان البريطاني إلى عقد جلسة استثنائية الاثنين.
وجاء في بيان صادر عن شرطة مدينة لندن ، إن الضباط تلقوا من النائبة جو كوكس بلاغات عن اتصالات تهديد، علمًا أنه في مارس/آذار 2016 اعتُقل رجل في إطار التحقيقات. وأضافت الشرطة، لقد تلقّى الرجل بعد ذلك تحذيراً من الشرطة. والرجل الذي حذرته الشرطة ليس هو الرجل المعتقل في "ويست يوركشي"، والأخير هو رجل في الثانية والخمسين من عمره، قالت وسائل الإعلام، إنه يدعى توماس مير كان قد اعتقل بعد وقت قصير على الهجوم على كوكس. وقال الجيران للصحف، إن الرجل المعتقل انعزالي يعيش في المنطقة منذ عقود، غير أنه كانت هناك مؤشرات إلى تعاطفه مع اليمين المتطرف.
و وضع رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون وزعيم المعارضة العمالية جيرمي كوربن، زهوراً في المكان الذي اغتيلت فيه كوكس؛ لتضاف إلى مجموعة الأكاليل الكبيرة هناك. وقال أينما نرى حقداً أو انقسامات أو عدم تسامح، فعلينا إزالتها من حياتنا السياسية وحياتنا العامة ومجتمعاتنا، اليوم أصيبت بلادنا بالصدمة. إن هذه لحظة نقف فيها ونفكر في بعض الأمور المهمة جداً لبلادنا.
ويأتي هذا فيما أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، أن رؤساء المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي سيجتمعون في 24 يونيو/حزيران في بروكسل، غداة الاستفتاء حول بقاء بريطانيا أو خروجها من الاتحاد الأوروبي. وقال متحدث، إن جان كلود يونكر رئيس المفوضية سيستقبل نظيريه في البرلمان والمجلس الأوروبيين مارتن شولتز ودونالد توسك في مقر الاتحاد الأوروبي، مؤكداً بذلك معلومات كانت حتى الآن غير رسمية.
وفي ردود الفعل، أعلنت المستشارة الألمانية ميركل التي تؤيد بقوة بقاء بريطانيا في الاتحاد: أنه عمل فظيع، أعتقد أن عبرته تكمن في ضرورة أن نتحلّى جميعاً بالاحترام ولو اختلفت آراؤنا السياسية. وأضافت في لقاء صحفي رداً على سؤال بشأن مقتل النائبة، إن المبالغة والتطرف في جزء من الخطابات لا يساهمان في إحلال أجواء احترام.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيضرّ البريطانيين أكثر مما سيضر الاتحاد. وأضاف، بالطبع ستكون مشكلة. لكنها ستكون مشكلة بسيطة لأوروبا ومشكلة أكبر بكثير لبريطانيا.
وفي فيينا اعتبرت مارين لوبان رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية والرئيسة المشاركة في مجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبي اليمينيين المتطرفين المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي،: "نريد تعميم نموذج أوروبا الاختيارية الذي توصل إليه عدد من الدول مثل الدنمارك والمملكة المتحدة بالطبع". وأضافت في مؤتمر صحفي إلى جانب ممثلين آخرين لهذه المجموعة الصغيرة التي يطلق عليها اسم "أوروبا للأمم والحريات": هذه هي أوروبا الاختيارية التي تتيح وحدها مستقبلاً مزدهراً وسلمياً.
وتجتمع الجبهة الوطنية في ستراسبورغ مع ممثلي تسع دول، بمن فيهم أعضاء البرلمان الأوروبي من حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف، الذي عبّر رئيسه هاينز كريستيان ستراش عن رغبته في فرض تغيير من داخل اتحاد أوروبي مبني على مبادئ خاطئة، ويشكل مصدر ارتباك وفوضى بحسب لوبان. وأشارت إلى أنه من غير اللائق استغلال اغتيال النائبة البريطانية جو كوكس للدفع في اتجاه معسكر ضد الآخر في سياق حملة الاستفتاء البريطاني.
أرسل تعليقك