غارات جويَّة تستهدف مجمع "واغادوغو" في سرت والعثور على مقبرة جماعية جنوب أجدابيا

أعلن مصدر عسكري في غرفة عمليات طوارئ سلاح الجو التابعة لقوات "البنيان المرصوص" أن غارات جوية نفذتها مقاتلات حربية اليوم الاثنين، استهدفت مجمع واغادوغو بالصواريخ، حيث سمع دوي القصف في ضواحي سرت. وقال المصدر إن الطائرات الحربية قصفت مواقع تنظيم "داعش" في العمارات السكنية في جامعة سرت، ومحيط ميناء المدينة حيث يتحصّن مسلّحون.

وأشار المصدر إلى أن طائرة أخرى حلّقت فوق المدينة لمراقبة تحركات عناصر التنظيم المحاصرين، بما في ذلك قطع التيار الكهربائي والإمدادات ومياه الشرب عنها. وكان المركز الإعلامي لعملية البنيان أعلن عن إحباط هجومين منفصلين ممن سماهم "بقايا فلول داعش"، التي حاولت التقدم باتجاه مجمع قاعات واغادوغو مدعومة بدبابة جرى التعامل معها بالطيران، في وقت حاولت مجموعة داعشية التسلل في المنطقة بين الزعفران وحي الـ 700، حيث ردتها القوات العسكرية التابعة لعملية البنيان.

كما أعلن عن مقتل اثنين من هذه القوات فيما أصيب تسعة آخرون خلال الاشتباكات التي دارت ضد تنظيم "داعش"، التي شهدتها محاور القتال الجنوبي والشرقي بجبهة سرت الليلة الماضية وصباح اليوم.

وأكد المركز الإعلامي في غرفة العمليات اليوم الاثنين إن قوات عملية البنيان صدت هجومين لمقاتلي التنظيم بمحيط القاعات الحكومية والمحمية والميناء، واستعملت فيهما الأسلحة الثقيلة، وتم دحرهم وقتل أعداد كبيرة من التنظيم خلال الاشتباكات. وأضاف المركز أن قوات البنيان دمرت سيارة مفخخة كانت في طريقها إلى أحد مواقعها بمحيط المباني الحكومية المجاورة لمنطقة المحمية في سرت.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، جوزيف دانفورد، إن تنظيم "داعش" تكبد خسائر كبيرة خلال المعارك العسكرية الدائرة في سرت مع قوات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الوطني، ويواجه صعوبة في إنشاء موطئ قدم له داخل ليبيا.

وأكد في تصريحات صحفية اليوم الإثنين في مدينة شتوتغارت الألمانية أن التنظيم أصبح أضعف بكثير مما كان عليه منذ أشهر، مضيفًا: "لا مجال للشك في ذلك، فقد تكبد التنظيم خسائر فادحة".
 
ولفت أيضًا إلى أن هناك إشارات على أن الفصائل الليبية المتنافسة بدأت في الاندماج، في خطوة وصفها دانفورد بـ"التوجه الإيجابي لصالح المعركة"، مشيرًا إلى تراجع أعداد مقاتلي التنظيم في سرت إلى بضعة مئات فقط، دون توضيح أرقام دقيقة. وجاءت التقديرات الأميركية السابقة لأعداد مقاتلي التنظيم في سرت بنحو خمسة آلاف مقاتل.

وكان القائد الجديد للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) الجنرال توماس والدهوسر قال إنه "لا يعلم ما إذا كانت الولايات المتحدة تمتلك استراتيجية كبرى محددة ضد (داعش) في ليبيا"، لافتًا خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأميركي إلى أنه لا يرى ضرورة لتغيير مستوى الالتزام العسكري الأميركي.

وفي أجدابيا قال الناطق باسم فرع الهلال الأحمر منصور عاطي: إن فرق الهلال انتشلت، ظهر اليوم الإثنين، عشر جثث من مقبرة جماعية جنوب مدينة أجدابيا، بحضور الأجهزة الأمنية والطب الشرعي. وبيّن عاطي في تصريح لأجواء نت، أن الهلال الأحمر عثر أمس الأحد، على المقبرة الجماعية في منطقة 18 جنوب المدينة، مضيفا أنهم دفنوا جثتَيْن في الموقع ذاته الذي عثر عليهما به؛ لتحللهما بنسبة كبيرة.

وأكد عاطي أن مكتب البحث عن المفقودين التابع لفرع الهلال الأحمر بأجدابيا، قد تلقى أمس الأحد بلاغا عن فقدان موظفَيْن بشركة الكهرباء في أجدابيا في منقطة سلطان كانا في مهمة عمل لتفقد أبراج الضغط العالي. وكان آخر اتصال بالمفقودَيْن في الساعة العاشرة صباح أمس الأحد، وقد وجد شهود عيان السيارة التي كانا يستقلانها عند بوابة الزويتينة ظهر أمس، بحسب المعلومات التي وردت إلى فرع الهلال الأحمر بأجدابيا، نقلا عن عاطي. وأكد الناطق باسم فرع الهلال الأحمر بأجدابيا أن أحد المفقودَيْن قد طمأن أهله عبر إحدى القنوات الفضائية ظهر اليوم، أنه ورفيقه بصحة جيدة، وأنهما سيعودان إلى مدينة أجدابيا خلال يومين.

وأوضح أحد المفقودَيْن، بحسب عاطي، أنهما موجودان لدى "سرايا الدفاع عن بنغازي" إثر الاشتباه بهما؛ لوجودهما قرب مناطق الاشتباكات. يشار إلى أن فريق إدارة الجثث والرفات بفرع جمعية الهلال الأحمر بأجدابيا، قد انتشل في 13 يوليو الجاري، ثلاث جثث متحللة، من موقع يبعد سبعة كيلومترات، جنوب منطقة النوفلية. مصدر الصورة: الصفحة الرسمية للهلال الأحمر أجدابيا على فيسبوك. 
 
وفي تونس، واصل أعضاء الحوار الوطني اليوم الاثنين، اجتماعاتهم التي تستضيفها العاصمة التونسية ، ومن المنتظر أن يصدر المشاركون بيانًا يوضح نتائج جلساتهم التشاورية.

وذكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن ممثلين أمنيين وعسكريين ليبيين يجتمعون في تونس اليوم لمناقشة تنفيذ الترتيبات الأمنية المدرجة في الاتفاق السياسي الليبي. وخصِّص اليوم الأول من الاجتماع التشاوري لبحث “التطورات في ليبيا والعقبات التي تواجه تنفيذ الاتفاق السياسي، الموقَّع في الصخيرات في المغرب. بينما ناقش اليوم الثاني أداء المجلس الرئاسي وإمكانية استبدال أعضائه المقاطعين والمشاكل المعيشية وغلاء الأسعار وانقطاع الكهرباء ونقص السيولة، بالإضافة إلى مناقشة أداء محافظ مصرف ليبيا المركزي في طرابلس بعد اتهامه بعرقلة عملهم، مشيرًا إلى أن بعض المشاركين اقترح البحث عن آليه لاستبداله.