روما - ليليان ضاهر
وصف المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، اللقاء الذي جمع بين رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي، في روما الجمعة بـ"الخطوة الشجاعة". وكتب كوبلر مغردًا على صفحته في موقع "تويتر" قائلاً: "الاجتماع بين رئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الأعلى للدولة في روما، خطوة جيدة يبنى عليها في الدفع نحو تنفيذ الاتفاق السياسي".
وحسب مصادر مطلعة، فإن الجانبين اتفقا في اللقاء على أن التوصل إلى حلول سلمية للقضايا العالقة، سيتطلب لقاءات أخرى ترتكز أساسًا على إعلاء مصلحة الوطن والمواطن، إضافة إلى المصالحة الوطنية ووقف نزيف الدم وعودة كل النازحين إلى البلاد. وثمن الطرفان الدور الذي يلعبه وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو الفانو، والحكومة الإيطالية في إطار دعم تطبيق الاتفاق السياسي الليبي، والتعديلات التي سيتم الاتفاق عليها.
وكشف مصدر في البرلمان الليبي تفاصيل خطة ترعاها إيطاليا لتعديل الاتفاق السياسي، حيث ستحدث تغييرات مهمة في مسودة الاتفاق، كما سيتم اقتراح إخراج فايز السراج من المجلس الرئاسي، ومنحه رئاسة حكومة التوافق، بالإضافة إلى تشكيل مجلس عسكري يعمل منفردًا عن الرئاسي، يأخذ تعليماته من البرلمان .
وقال مصدر نيابي ليبي اليوم السبت : إن الخطة التي طرحت أمام المستشار عقيلة صالح والسويحلي، تنص بأن يتم سحب فائز السراج من المجلس الرئاسي، ومنحه منصب رئيس حكومة التوافق، بجانب تقليص المجلس الرئاسي إلى رئيس ونائبين، بواقع نائب من الجنوب والثاني من الشرق، على أن يكون رئيس المجلس ممثلًا للغرب الليبي. وبخصوص قيادة الجيش، أوضح النائب الليبي، تم اقتراح أن يظل القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر على رأس قيادة الجيش، عبر تشكيل مجلس عسكري يرأسه حفتر ويمنح للعقيد سالم جحا المنحدر من مصراتة، منصب نائب رئيس العسكري، وقد عرض هذا المقترح السفير الإيطالي عند لقائه حفتر قبل أسبوعين تقريبًا، حيث أبدى الأخير موافقته المبدئية عليه، شريطة أن يتبع المجلس العسكري للبرلمان مباشرة وليس للمجلس الرئاسي".
وأضاف المصدر النيابي الليبي: "لقد عرض السفير الإيطالي لدى ليبيا جيوزبي بيروني مقترح بلاده لتعديل الاتفاق مطلع الشهر الجاري، عندما التقى رئيس البرلمان في طبرق والقائد العام المشير حفتر في المرج ولقائه بالسويحلي في طرابلس، حيث أبدى الجميع انفتاحًا على العرض الإيطالي، دون تقديم ضمانات لتنفيذه".
وأشار المصدر إلى أن إيطاليا جددت في لقاء الجمعة بين عقيلة والسويحلي مقترحها، بانتظار عرضه على البرلمان ومجلس الدولة لإصدار إعلان رسمي بشأنه.
من جانبه، أكد النائب فرج عبد الملك في تصريح صحافي أن "إيطاليا تعتبر الأقرب فهمًا للواقع الليبي، كما أن لها مصالح مباشرة في البلاد، وبالتالي يبقى أي تحرك إيطالي حقيقي، هو الأقرب للتطبيق وقد يحظى بموافقة الأطراف المتصارعة على السلطة".
واشترط عبد الملك لنجاح أي مبادرة أو تحرك إيطالي في ليبيا، أن تكون النوايا حقيقية وصادقة، وأن لا تكون من أجل مصالح وأجندة خاصة، معتبرًا أن الساحة باتت واسعة أمام روما، كون الولايات المتحدة أبدت صراحة عدم اهتمامها بالشأن الليبي إلا في مجال مكافحة "الإرهاب"، وربما يكون هذا الإعلان تمهيدًا صريحًا لاستلام إيطاليا قيادة الملف الليبي من المجتمع الدولي والدول العظمى.
أرسل تعليقك