بغداد – نجلاء الطائي
تواجه الأنبار تحدّياً يكمن في كيفية تكوين تأثيرات عملية الانتقال المستقبلية من محاربة مجموعة متطرفة لها جذور في المنطقة إلى مرحلة تنشيط الدور السياسي فيها، في وقت نفى وزير الهجرة والمهجرين جاسم الجاف، حصول عودة قسرية للنازحين لمناطقهم الأصلية لضمان إجراء الانتخابات، وكشف محافظ الأنبار محمد الحلبوسي، أنّ "نسبة المشاركين في الانتخابات كانت متدنية جداً على مدار السنوات السابقة وذلك لخوف الأهالي من التهديدات الأمنية وأنه يتوقع حصول تغيير في هذا الوضع خلال الانتخابات المقبلة".
وأيد مسؤولون محليون وعناصر قوات أمنية وزعيم عشائري في المحافظة رأي المحافظ، ويقول الحلبوسي إن "أكثر من 85% من أبناء محافظة الأنبار رجعوا إلى بيوتهم وأتوقع أن 60% منهم سيشاركون في التصويت خلال الانتخابات المقبلة"، ودفع وجود الكثير من النازحين الذين يعيشون في المخيمات البعض إلى المطالبة بتأجيل الانتخابات، ومن شأن التقارير التي أشارت مؤخراً إلى إجبار النازحين على العودة لبيوتهم في المناطق المحررة ومن بينها محافظة الانبار زيادة قلق بعض منظمات الإغاثة والمراقبين.
وقال مدير شرطة محافظة الأنبار اللواء هادي رزيج "قررنا غلق جميع معسكرات النازحين وإرجاع العوائل إلى بيوتهم، لأن الأمن أصبح جيداً الآن، ولكن إذا كانت هناك بعض العوائل باقية في المعسكرات فبإمكاننا أن نرتب لهم طريقة للتصويت داخل المعسكرات، فقط أفراد عوائل مسلحي داعش مايزالون باقين في مخيم الكيلو 18، لحمايتهم من القتل المتوقع عن طريق الثأر العشائري"، وعند الاستفسار منه عن "كيف سيتسنى للعائدين والسكان الآخرين الذين ليس لديهم خدمات كهرباء وخدمات أخرى لتعريفهم بالمرشحين والأحزاب المشاركة بالانتخابات وبرامجهم السياسية؟"، أجاب اللواء رزيج قائلا "إنهم سيعرفون جميع المرشحين للانتخابات".
وأفاد بأن "عشيرة الجغايفة الشهيرة في حديثة قد أعلنت رفضها عودة أي عائلة من أفراد مسلحي داعش للمدينة"، وقال العقيد صبري عبد الله أمير، وهو حلقة الوصل بين وزارة الداخلية والعشائر في محافظة الأنبار، إنه "لا يمكن إرجاع أي فرد من تلك العوائل في الوقت الحالي لحين إكمال محاكمة عناصر داعش المشتبه بهم وربما قد يحكم على البعض بالإعدام"، وأشار الشيخ عواد عثمان وهو زعيم فصيل مسلح تابع إلى عشيرة الجغايفة إلى أنه "سيدخل الانتخابات بقائمة الحركة الوطنية للتنمية والإصلاح، المعروفة بقائمة الحل بقيادة جمال الكربولي".
وعلّق الكربولي على ذلك قائلا "كسبنا الحرب ضد داعش على الأرض، والآن حان الوقت لنربح الحرب ضد "داعش"، فكرياً من خلال تركيزنا أكثر على التعليم"، وقال الكربولي متحدثاً من بيته في حديثة "هناك أكثر من 209 أحزاب مسجلة في العراق لانتخابات عام 2018 ولكننا لانعرف كيف ستكون الائتلافات".
ونفى وزير الهجرة والمهجرين جاسم الجاف، حصول عودة قسرية للنازحين لمناطقهم الأصلية لضمان اجراء الانتخابات، وقال الجاف في مؤتمر صحافي في بغداد، "كوزارة لم نسجل أية عودة قسرية، وهناك مناطق تم تحريرها وهي مناطق مأهولة بالسكان ويجب عودة الناس إليها"، وأضاف ان هناك مخيمات في بغداد فيها أعداد قليلة من النازحين من محافظات محررة، وكانت لعمليات بغداد إجراءات أن تعود هذه العوائل إلى مناطقها. وقد خيروا بين العودة لمناطقها الأصلية أو لمخيميات أخرى".
ولم يستبعد الجاف حصول ما وصفها بإجراءات تعسفية قبل موظفين تجاه النازحين. لكنه اكد أن الجو العام هو بالعودة الطوعية، وأعلن العراق غلق ملف نازحي العاصمة بغداد بإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية، في حين يتحدث مسؤولون وشهود عيان عن إجراءات عودة قسرية لضمان إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في أيار المقبل، وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان "مستقل"، إن العودة غير الآمنة للنازحين ستحرم عشرات الآلاف من ممارسة حقهم الانتخابي، وستخلق حالة من عدم التكافؤ بين الناخبين والمُنتخبين، مشيرًا إلى أنه "تم رصد وجود جهات تطلب من النازحين في المخيمات العودة لمناطقهم غير الآمنة في محافظة الأنبار. بعض الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة، وتحديداً تلك التي تُسيطر على الأنبار، تعمل على إعادة النازحين قسرياً بغية إجراء الانتخابات في موعدها المُحدد".
أرسل تعليقك