بغداد ـ حازم السامرائي
أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، السبت، إن انسحاب قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" من العراق سيكون "خلال أيام". وأضاف رئيس الوزراء العراقي، خلال كلمته باحتفالية مئوية الدولة العراقية في بغداد: "لن نسمح بمساس أمن واستقرار العراقيين". وأعلن الكاظمي أن انسحاب القوات القتالية للتحالف الدولي وبينها القوات الأميركية سيكون "خلال أيام"، مشيراً إلى أن انسحاب تلك القوات "دلالة على قدرة قواتنا بكل صنوفها على حفظ الأمن".
وبعد سبع سنوات من الحرب على تنظيم "داعش"، أنهى التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأربعاء مهامه القتالية في العراق، وفقا لما أعلنه مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي. وتعطي الحكومة العراقية أهمية كبرى لهذا الإعلان في مواجهة تهديدات فصائل عراقية موالية لإيران تطالب بمغادرة كافة القوات الأميركية البلاد. وبموجب الاتفاق، سيبقى حوالي 2500 جندي أمريكي و1000 جندي من قوات التحالف في العراق، وهي لا تقاتل بل تقدم الاستشارة والتدريب منذ صيف 2020.
بعد الإعلان عنه للمرة الأولى في حزيران/ يونيو بواشنطن على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الولايات المتحدة، تم الخميس إنهاء "المهام القتالية" لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، لتنحصر مهام تلك القوات في التدريب والاستشارة فقط.
ويعتبر هذا التغيير أساسيا بالنسبة للحكومة العراقية التي تعطيه أهمية كبرى بمواجهة تهديدات فصائل عراقية موالية لإيران تطالب بمغادرة كافة القوات الأمريكية البلاد.
وفي تغريدة، أعلن مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في ختام اجتماع مع قيادة التحالف الخميس عن هذا التغيير في مهمة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" قائلا "اليوم أنهينا جولة الحوار الأخيرة مع التحالف الدولي والتي بدأناها في العام الماضي، لنعلن رسميا انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف"، مضيفا أن العلاقة "ستستمر في مجال التدريب والاستشارة والتمكين".
وتابع:"اليوم أنهينا جولة الحوار الأخيرة مع التحالف الدولي والتي بدأناها في العام الماضي، لنعلن رسميا انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف وانسحابها من العراق، وستستمر العلاقة مع التحالف الدولي في مجال التدريب والاستشارة والتمكين". وكشف قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال فرانك ماكنزي، الجمعة الماضي، أن واشنطن ستبقي القوات الحالية البالغ عددها 2500 جندي في العراق. وقال ماكنزي، في تصريحات صحفية، إنه "على الرغم من تحول دور القوات الأميركية في العراق إلى دور غير قتالي، فإنها ستبقى تقدم الدعم الجوي والمساعدات العسكرية الأخرى في قتال العراق ضد تنظيم داعش"، معتبرا أن "تصعيد العنف من قبل الفصائل المدعومة من إيران على القوات الأميركية والعراقية قد يستمر خلال الشهر الحالي".
وأكد ماكنزي أن "هذه الفصائل تريد مغادرة جميع القوات الأميركية من العراق.. لكننا لن نغادر، مما قد يثير ردا مع اقترابنا من نهاية الشهر". وأضاف: "انسحبنا من القواعد التي لم نكن بحاجة إليها، وجعلنا الوصول إلينا صعبا. لكن العراقيين ما زالوا يريدون منا أن نكون موجودين وأن نشارك.. طالما أنهم يريدون ذلك، ويمكننا أن نتفق بشكل متبادل، سنكون هناك". ورأى ماكنزي أن "عناصر تنظيم داعش سيظلون يمثلون تهديدا في العراق وأن التنظيم سيواصل إعادة تكوين نفسه، ربما تحت اسم مختلف"، مشيرا إلى أن "مفتاح الحل سيكون ضمان عدم قدرة التنظيم على الاندماج مع العناصر الأخرى في جميع أنحاء العالم وأن يصبح أكثر قوة وخطورة". ولفت ماكنزي إلى أن "وجود القوات الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط قد انخفض بشكل كبير منذ العام الماضي"، موضحا أن "هذا التواجد بلغ ذروته وسط التوترات مع إيران عند 80 ألف عنصر".
في الواقع، سيبقى نحو 2500 جندي أميركي و1000 جندي من قوات التحالف في العراق. هذه القوات لا تقاتل وتقوم بدور استشارة وتدريب منذ صيف 2020.
وتشكل التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي يضم أكثر من 80 دولة، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا والعديد من الدول العربية، في عام 2014 لدعم الهجمات في العراق وسوريا ضد تنظيم "داعش". وكان العراق قد أعلن النصر على الارهابيين في كانون الأول/ديسمبر 2017. لكن الهجمات ضد قوات الأمن متواصلة وشهدت الأسابيع الماضية عدة هجمات آخرها مقتل العديد من مقاتلي البشمركة الكردية في شمال العراق في هجمات للتنظيم. ويطالب الحشد الشعبي تحالف فصائل شيعية منضوية في الدولة ولديها حضور سياسي فاعل وحليفة لطهران، بقوّة برحيل القوات الأميركية.
لكن من غير المحتمل أن تخلي واشنطن الساحة في البلاد لصالح النفوذ الإيراني، في الوقت الذي تخوض وطهران والولايات المتحدة مفاوضات لإحياء اتفاقية الدولية لعام 2015 المتعلقة بالملف النووي الإيراني. بالنسبة للمحلل نيكولاس هيراس، تحتفظ الولايات المتحدة "بنفس الدور العسكري في العراق"، لكن ما يتغير هو "الرسالة". ويوضح أن "البيئة السياسية والأمنية في العراق متوترة للغاية لدرجة أن إدارة بايدن تريد من الولايات المتحدة أن تبقى بعيدة عن الأضواء وتتجنب الأزمات، خاصة مع إيران". في الأشهر الأخيرة استهدفت عشرات الهجمات الصاروخية أو الهجمات بالقنابل بطائرات بدون طيار القوات الأميركية ومصالح أميركية في العراق. ولا يتم تبني هذه الهجمات لكن تنسبها الولايات المتحدة إلى فصائل موالية لإيران.
ومع اقتراب الموعد النهائي المحدد في 31 كانون الأول/ديسمبر للانسحاب، رفعت بعض الشبكات المقربة من الفصائل الموالية لإيران سقف تهديداتها على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بانسحاب أميركي كامل، رغم أنه لم يطرح من قبل. يرى هيراس أن تغيير الخطاب بشأن "الوجود العسكري الأميركي في العراق" يعكس أيضا واقعا جديدا مفاده أن "قوات الأمن العراقية لديها قدرات أكبر من ذي قبل لمهاجمة تنظيم "داعش"".
وقال اللواء سعد معن رئيس خلية الإعلام الأمني في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن "التحالف سينهي بالكامل عملية الانتقال الى المهام غير القتالية قبل نهاية العام الحالي، بموجب ما تم الاتفاق عليه"، نقلا عن قائد التحالف الجنرال الأميركي جون برينان. وجاء هذا البيان عقب محادثات تقنية جمعت قياديين في التحالف وفي قيادة العمليات المشتركة لقوات الأمن العراقية. وغادرت غالبية القوات الأميركية التي أرسلت إلى العراق في عام 2014 كجزء من التحالف الدولي في عهد الرئيس دونالد ترامب. لكن يبقى العراق حلقة وصل مهمة في الخطة الاستراتيجية لواشنطن وفي التحالف، لا سيما عمليات مكافحة الجهاديين التي تنفذ في سوريا المجاورة.
وأشار تقرير للأمم المتحدة نشر في شباط/فبراير 2021 إلى أن "تنظيم داعش يحافظ على وجود سري كبير في العراق وسوريا ويشن تمرداً مستمراً على جانبي الحدود بين البلدين مع امتداده على الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقا". وقدر التقرير بأن "تنظيم "داعش" لا يزال يحتفظ بما مجموعه 10 آلاف مقاتل نشط" في العراق وسوريا.
ويؤكد التحالف على أن وجوده في العراق هو بدعوة من الحكومة وتتمركز قواته في ثلاث قواعد عراقية رئيسية في البلاد تديرها القوات العراقية. في الأشهر الأخيرة، أطلق التحالف الدولي عدة بيانات تسلط الضوء على تغيير مهمته. وفي تشرين الثاني/نوفمبر أعلن عن خروج "أكثر من 2100 شاحنة معدات من العراق". وجاء الإعلان عقب سلسلة من الاجتماعات المشتركة بين غرف العمليات العسكرية العراقية وقيادات قوات التحالف الدولي التي جرت على مدار أكثر من عامين. وكانت قوات التحالف الدولي بدأت بالانسحاب تدريجياً بإخلاء مقاره التي يتخذها في العراق وتسليم جزء من معداته للقوات المشتركة.
قد يهمك ايضا
الحكومة العراقية توجه بتحقيق سريع لكشف المخططين للتفجير الإرهابي بالبصرة
الكاظمي نحو ولاية ثانية لتعميق جراح الخاسرين في الانتخابات ويؤكد أن لا سلاح خارج سيطرة الدولة
أرسل تعليقك