قصفت القوات الحكومية، الثلاثاء، مناطق في كبانة وأماكن أخرى في جبل الأكراد، بريف اللاذقية الشمالي، ما أسفر عن أضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية
وتتواصل المعارك بوتيرة عنيفة، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي فيلق الرحمن واللواء الأول من جهة أخرى، في منطقة بساتين حي برزة الدمشقي، الواقعة في الأطراف الشرقية للعاصمة، وتمكنت القوات الحكومية في هذه المعارك المتواصلة والمترافقة مع القصف بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، استهدفت منطقة البساتين وغارات على مناطق في أطراف العاصمة الشرقية، وحققت تقدمًا في المزارع الواقعة في محيط بساتين حي برزة والسيطرة على 4 مزارع فيها، والتي تعد ضمن خط الدفاع الأول عن حي برزة، وسيتيح التقدم بشكل أكبر للقوات الحكومية في المنطقة، فصل حي برزة عن حيي تشرين والقابون وعن غرب مدينة حرستا في أطراف غوطة دمشق الشرقية.
وترافقت هذه الاشتباكات المستمرة بالأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، مع اشتباكات على الجبهة الشرقية للاتستراد الدولي دمشق - حمص، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي لواء فجر الأمة من جهة أخرى، مترافقة مع قصف متبادل بين طرفي القتال، في حين سمع دوي انفجار في الساعة الأخيرة ناجمة عن تفجير القوات الحكوميةلمبنى قرب مشفى الشرطة، كذلك علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات بين الطرفين، والمتزامنة مع قصف من قبل القوات الحكوميةبشكل مكثف، وهجمات متبادلة بين طرفي الاشتباك، خلفت خسائر بشرية مؤكدة في صفوفهما، بالإضافة لمعلومات مؤكدة عن أسرى الفصائل لثلاث عناصر على الأقل من القوات الحكوميةوالمسلحين الموالين لها
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 23 من شهر شباط / فبراير الجاري، أنه تعثرت جولة المفاوضات التي جرت بين سلطات النظام والقائمين على أحياء تشرين وبرزة والقابون بالأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، وأبلغت عدة مصادر المرصد، أن الأيام القليلة الفائتة شهدت عملية تفاوض ولقاءات جرت بين ممثلين عن أحياء برزة وتشرين والقابون وبين القوات الحكوميةوسلطاتها، حول التوصل إلى اتفاق على غرار بقية المناطق في ضواحي العاصمة دمشق وريفها ووادي بردى وسرغايا مؤخراً، والتوصل إلى "مصالحة وتسوية أوضاع" في الأحياء آنفة الذكر، حيث لم يتم التوصل إلى نتائج يتفق عليها الطرفان حول ما سيتم تطبيقه في الحي، الأمر الذي دفع النظام إلى معاودة تصعيد القصف على أطراف العاصمة الشرقية.
وسُمع دوي انفجارات في مدينة الرقة، التي تعد معقل تنظيم "داعش"، ناجمة عن قصف لطائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي على مناطق في المدينة، ما تسبب في أضرار مادية، واستشهاد شخص على الأقل وسقوط عدد من الجرحى.
وتستمر الاشتباكات بشكل متصاعد العنف بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وعناصر جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في الريف الغربي لدرعا، حيث تسعى الفصائل لتحقيق تقدم في المنطقة واسترجاع المناطق التي سيطر عليها الجيش المبايع للتنظيم، ونشر المرصد السوري اليوم أن الهجوم العنيف لجيش خالد بن الوليد دخل يومه التاسع على التوالي، في الريف الغربي لدرعا، ممتداً نحو ريف مدينة نوى بشمال غرب مدينة درعا، حيث تمكن الجيش المبايع لتنظيم "داعش" والعامل في منطقة حوض اليرموك غرب درعا، من تحقيق تقدم على حساب الفصائل المقاتلة والإسلامية، منتزعاً السيطرة على عدد من البلدات والتلال والمواقع، منها تسيل وسحم الجولان ومناطق أخرى، عقب هجوم مباغت وعنيف نفذه في الـ 20 من شباط / فبراير من العام الجاري 2017.
وشهدت الساعات الـ 24 الفائتة، معارك عنيفة بين مقاتلي الفصائل العاملة في الريف الغربي لدرعا، ومقاتلي جيش خالد بن الوليد، ترافقت معارك الكر والفر التي جرت بين الطرفين، مع ضربات مدفعية وصاروخية متبادلة، استهدف فيها كل طرف مواقع الطرف الآخر، فيما تمكن جيش خالد بن الوليد من معاودة التقدم بعد تمكن الفصائل من التقدم، حيث استرجع الجيش تل الجموع وبلدة جلين وقرية المزيرعة، بعد ساعات من سيطرة الفصائل عليها.
هذه العمليات العسكرية والقتال العنيف المترافق معها، بين الفصائل والجيش المبايع لتنظيم "داعش"، خلف خسائر بشرية كبيرة، رفعت من حصيلة من استشهدوا وقضوا وقتلوا منذ الـ 20 من شباط الجاري وحتى اليوم الـ 28 من الشهر ذاته، حيث ارتفع إلى 163 على الأقل عدد المدنيين ومقاتلي الفصائل وجيش خالد الوليد ممن استشهدوا قضوا وقتلوا في الريف الغربي لدرعا، خلال الفترة آنفة الذكر، هم 11 مدنياً بينهم 4 أطفال استشهدوا جراء الاشتباكات وعلى يد جيش خالد بن الوليد خلال سيطرته على المناطق التي تقدم إليها في ريف درعا الغربي، وجراء سقوط قذائف وإطلاق رصاص متبادل بين طرفي القتال، و104 مقاتلين من الفصائل المقاتلة والإسلامية بينهم عدة قياديين، فيما ارتفع إلى 48 عدد عناصر جيش خالد بن الوليد، كما خلفت الاشتباكات عشرات الجرحى في صفوف طرفي القتال إضافة لوقوع جرحى من المدنيين.
يُذكر أن جيش خالد بن الوليد قد تم الإعلان عنه في شهر آيار / مايو من العام المنصرم، حيث كان المرصد قد نشر حينها نسخة من بيان قالت مصادر متقاطعة لنشطاء المرصد في ريف درعا الغربي، أنه اندماج للتشكيلات الموجودة ضمن حوض اليرموك والتي يشكل لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم "داعش" عمادها مع حركة المثنى الإسلامية، ونص البيان على :: "إعادة هيكلة التشكيلات الموجودة ضمن حوض اليرموك تحت مسمى (جيش خالد بن الوليد) - تغيير اسم مقر 105 إلى مسمى الأندلس وإلغاء مقر 106 بشكل نهائي - وتحديد مسؤولية الأمن الداخلي (الأندلس) بالتصدي لمحاولات الغدر والخيانة من أيادي المرتدين الغادرة وسيكون منطلق عمل الأمن الداخلي من المحكمة الإسلامية""، كما نوه البيان قائلاً::"" كل أخ ينعت أخاه باسم جماعته بقصد الدلالة فلا بأس، أما الأخ الذي ينعت أخاه بقصد الإساءة فسيكون تعزيره بخمس مائة جلدة"".
وتستمر طائرات سلاح الجو الروسي بتنفيذ ضرباتها مستهدفة المناطق السورية للشهر السابع عشر على التوالي، منذ بدء ضرباته في الـ 30 من أيلول / سبتمبر من العام 2015، وحتى اليوم الـ 28 من شباط / فبراير الجاري من العام 2017، حيث تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد ومقتل 11312 مواطن مدني ومقاتل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم "داعش"، ممن قضوا في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت عدة محافظات سورية.
وتوزعت الخسائر البشرية على الشكل التالي:: 1175 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و686 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و2977 رجلاً وفتى، إضافة لـ 3209 عنصر من تنظيم "داعش"، و3265 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.
يُشار إلى أن روسيا استخدمت خلال ضرباتها الجوية مادة "Thermite"، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع ""RBK-500 ZAB 2.5 SM"" تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 - 110 قنيبلة، محشوة بمادة "Thermite"، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 - 30 متر.
وعلى الرغم من الادعاءات والأكاذيب الروسية المتواصلة حول عدم قتل طائراتها وضرباتها الصاروخية للمدنيين، لا يزال المرصد السوري لحقوق الإنسان، يرى روسيا الاتحادية -العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، مستمرة في قتل المدنيين السوريين، وسط استمرار المجتمع الدولي في صمته وصمِّه لآذانه، والتعامي عن هذه المجازر والجرائم المرتكبة بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري، من قبل روسيا، والتي تنفذها بذريعة محاربة "الإرهاب"، في الوقت الذي لم يخرج عن المجتمع الدولي سوى تنديدات إعلامية منه ومن مبعوثه الأممي إلى سوريا عن الجرائم المتواصلة بحق أبناء الشعب السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، إدانتنا الشديدة لاستمرار قتل المدنيين في سوريا، وندعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، للعمل بشكل أكثر جدية، لوقف القتل اليومي بحق المواطنين السوريين الراغبين في الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة.
أرسل تعليقك