أحبطت الطيران الحربي العراقي، الأحد، "غزوة" جديدة لتنظيم "داعش"، حاول خلالها استهداف مدينة سامراء، التي تضم مرقدي العسكريين، وهما من الأئمة الاثني عشر لدى المسلمين الشيعة، كاشفة عن مقتل العشرات بينهم العقل المدبر لتلك الغزوة، وكشفت تقارير صادرة عن المجلس الوزاري للأمني الوطني في العراق، عن قرب حسم معركة تحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش".
وتم الكشف عن تلك التقارير في اجتماع للمجلس اليوم عقد برئاسة حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية الحالية، وقالت الحكومة العراقية في بيان لها، أن "المجلس ناقش سير معركة "قادمون يا نينوى"، لتحرير الجانب الايمن في الموصل حيث تم تقديم تقارير عن تقدم القوات الأمنية، واقتراب حسم المعركة وتحقيق الانتصار النهائي".
وجرى بحث أوضاع النازحين والجانب الانساني في الموصل واتخاذ الاجراءات الكفيلة بشأنها، ونوه البيان الى انه "تم تقديم التقرير النصف سنوي لتقييم الاستقرار في المحافظات ومعالجة بعض نقاط الضعف وفق اجراءات يتم اتخاذها"، وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان لها، أن "عناصر داعش المنهزمة خططت للقيام بعملية متطرفة في قضاء سامراء ضد زوار الإمامين العسكريين وجهز (12) انتحاريًا و(4)عجلات مفخخة بقيادة المتطرف المدعو (أبوعبد الرحمن)".
وأضافت أنه " ومن خلال المتابعة الدقيقة لخلية الصقور الاستخبارية لاماكن تواجد التنظيم في منطقة الجزيرة تم رصد حركة المضافات الموجودة والمعسكر الذي يتدربون فيه "، وأوضح البيان أن "طائرات القوة الجوية ووفق معلومات خلية الصقور الاستخباراتية التابعة لوزارة الداخلية وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة قامت بتدمير المعسكر المذكور بالإضافة الى المضافات التي يتواجد فيها الانتحاريون وتم تدميرها بالكامل".
وتابع البيان أن "العملية أسفرت عن قتل 25 متطرفا داخل المعسكر كما قتل 15 آخرين في المضافة بينهم 10 انتحاريين"، وقد اكدت المصادر الاستخباراتية أن "أبرز القتلى في هذه العملية المقبورين والي صلاح الدين الملقب (أبو دجانه) و قائد مايسمى بالانغماسين والمشرف على غزوة سامراء المتطرف (أبو عبد الرحمن )".
وفي بيان ثان قالت العمليات المشتركة أنه "استنادًا لمعلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية نفذ صقور القوة الجوية عدة ضربات استهدفت مواقع للتنظيم قرب مدينة الموصل"، وقالت القيادة :إن "الضربات اسفر عن تدمير معمل لتفخيخ العجلات وصناعة العبوات وقتل عدد من المتطرفين في قضاء تلعفر قرب قرية ابو ماريا، واعطاب رشاش مقاوم للطائرات مع قتل ٩ متطرفين وحرق صناديق قنابر في قضاء البعاج الموصل، وتدمير مخزن للأسلحة والاعتدة مع تفجير صواريخ محلية الصنع وقتل ٨ متطرفين ومن ضمنهم مسؤول المخزن المتطرف المكنى "ابو عمر البدراني" كانوا داخل المخزن في ناحية بليج الموصل، وتدمير عجلة مفخخة مع قتل ٤ متطرفين مع تدمير هاون عيار ١٢٠ ملم في قضاء تلعفر".
وفي هذه الأثناء، أفاد سكان محليون ، الأحد أن "الشيخ محمد فتحي الحسين الراشدي وزوجته وزوجة ولده قتلوا بقصف جوي لطائرات التحالف على منزلهم في حي اليرموك غربي الموصل حين استهدفت قناصا لداعش كان على سطح المنزل"، وبين السكان بأن الجثث لا تزال تحت الأنقاض.
وأضاف السكان ان "أحد عناصر الأمن الوطني قتل بإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين على مكتب الأمن الوطني في ناحية القيارة جنوب الموصل عند الساعة الخامسة فجرا"، منوهين الى "فتح تحقيق بالموضوع للوصول إلى الجناة"، وتابع السكان إن شابا قتل بسقوط قذيفة هاون للقوات العراقية على محلة المشاهدة وسط الموصل، وأعلن رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة ديالى، إن "مجهولين قاموا بتفجير عبوات ناسفة بخمسة ابراج للكهرباء في خط خارج نطاق الخدمة بمحيط إمام ويس، (55 كم شمال شرق بعقوبة)، ما أسفر عن سقوط ثلاثة منها وتضرر اثنين".
وأضافت عمران، أن "استهداف أبراج الكهرباء في محافظة ديالى ظاهرة خطيرة، وبدأت تبرز في الأشهر الماضية"، داعيةً إلى "ضرورة تحرك الجهات المختصة من أجل درء مخاطرها"، يشار إلى أن أبراج الكهرباء استهدفت بشكل متكرر خلال الأشهر الماضية في عدة مناطق من ديالى، بحسب مصادر أمنية.
وأفاد مصدر أمني في كركوك، الاحد، إن "قوة امنية تمكنت، مساء اليوم، من العثور على جثة مدني مجهول الهوية مرمية في مكب للنفايات في أحد الاحياء الجنوبية لكركوك"، لافتاً إلى أن "الجثة تحمل أثار تعذيب وطلقات نارية"، وأضاف المصدر ، إن "الشرطة قامت بنقل الجثة الى الطب العدلي وفتحت تحقيقاً بالحادثة".
وفي العاصمة، قال مصدر أمني في شرطة العاصمة بغداد، الأحد، إن "مدنيًا قُتل وأصيب 5 آخرون بجروح إثر تفجير عبوة ناسفة بالقرب من محال تجارية في قضاء المحمودية جنوبي محافظة بغداد، وأن مدنيًا آخر توفي، وأصيب 3 بجروح جراء تفجير عبوة ناسفة أخرى في منطقة الوردية بقضاء المدائن جنوب شرقي محافظة بغداد.
كما عثرت القوات الأمنية على جثة مدني وعليها أثار طلاقات نارية، في منطقة الشعب شمالي العاصمة بغداد، حسب المصدر الأمني ذاته.وفي تطور أمني آخر، كشفت مصادر امنية، إن "قوة من الجيش تمكنت ظهر الأحد، خلال مداهمة منزل في قضاء الطارمية، شمالي محافظة بغداد، من قتل انتحاري يرتدي حزاما ناسفا، دون وقوع إصابات بين جنود الجيش".
ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن تلك الهجمات على الفور، لكن تنظيم "داعش" الإرهابي أعلن في السابق مسؤوليته عن هجمات مماثلة استهدفت مواقع عسكرية ومدنيين في محافظة بغداد، التي تضم العاصمة، ومحافظات أخرى، ما أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى، ويقول القادة العسكريون العراقيون إن تنظيم "داعش" بدأ بتصعيد هجماته ضد المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية ضمن خطة تهدف إلى تشتيت انتباه القوات العراقية التي بدأت بتضييق الخناق عليه داخل الموصل.
أرسل تعليقك