الخرطوم ـ جمال إمام
أفادت مصادر طبية سودانية أن ثلاثة أشقاء سودانيين من أسرة واحدة، " أقدموا على الانتحار"، في مدينة أم درمان، بعد تفاقم وضعهم الصحي، وعجز أسرتهم عن اقتناء الأدوية التي يحتاجونها. ويأتي حادث الانتحار، تزامنا مع إغلاق عشرات الصيدليات، أبوابها، في العاصمة الخرطوم، احتجاجا على تحرير سعر الأدوية الذي ارتفع في بعض الحالات بنسبة 150 في المئة.
وحسب ما ذكرت صحيفة "الصيحة" السودانية فإن غالبية الصيدليات أغلقت أبوابها، عازية قرارها إلى عدم قدرة عدد كبير من السودانيين على دفع الثمن الجديد للدواء.
ويشكو المرضى في السودان غياب بعض الأدوية من الصيدليات، كما هو الشأن بالنسبة إلى دواء الصراع الذي ظل معدوما لنحو 20 يوما كاملة.
وحذَّرت مبعوثة الأمم المتحدة لجنوب السودان إلين لوي من أن استمرار تراجع اقتصاد الدولة التي عمرها خمسة أعوام بالإضافة إلى تواصل القتال جعلاها على شفا صراع أهلي واسع النطاق. وقالت لوي في "نيويورك سيتي" إن الوضع يمكن أن يجعل من شبه المستحيل تحقيق التوحد الوطني.
وقالت إن "تدهور الاقتصاد والصراع الذي ينتشر على نحو متزايد مع زيادة النغمات العرقية التي نراها، جعلت البلاد في سبيلها للانزلاق صوب انقسامات أعظم وخطر السقوط في بؤرة حرب أهلية واسعة النطاق ربما تجعل تحقيق الوحدة الوطنية شبه مستحيل."
وزار مبعوث الأمم المتحدة الخاص لمنع الإبادة الجماعية أداما دينغ جنوب السودان، وأبلغ مجلس الأمن الدولي أنها على شفا السقوط في أُتون حرب عرقية صريحة وإبادة جماعية.
وقال دينغ "يفزعني أن أقول إن ما رأيته وما سمعته أكد مخاوف بشأن وجود احتمال قوي لتصاعد أعمال العنف إلى مواجهة عرقية يُحتمل أن ترقى إلى إبادة جماعية. أحث مجلس الأمن ودول المنطقة على الاتحاد لاتخاذ إجراء."
ووزعت الولايات المتحدة يوم الخميس على مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا مشروع قرار لفرض حظر للسلاح على جنوب السودان وعقوبات أخرى محددة الهدف وسط تلك التحذيرات. وتحمي قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حاليا زهاء 200ألف مدني في ستة مواقع بأنحاء جنوب السودان.
أرسل تعليقك