اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة يقود لبنان الى المجهول ويزيد من إفقار مواطنيه
آخر تحديث GMT05:41:57
 العرب اليوم -

اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة يقود لبنان الى المجهول ويزيد من إفقار مواطنيه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة يقود لبنان الى المجهول ويزيد من إفقار مواطنيه

رئيس الحكومة المكلف في لبنان سعد الحريري
بيروت - سمير موسى

بعد أن إتخذ الرئيس المكلف سعد الحريري قراره بالاعتذار عن قرار تكليفه بتشكيل الحكومة، بعد أطاحت العهد ومعه «التيار الوطني الحر» بكل المبادرات الهادفة إلى إنقاذ لبنان والإسراع في التأليف، وكان آخرها مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري القائمة على أساس تشكيلة الـ24.لا يبدو أنه في ظل الظروف الراهنة واستمرار وجود عقبات جدية تحول دون تشكيل حكومة، أنه سيكون أمراً سهلاً تكليف شخصية أخرى غير الرئيس الحريري، بتأليف حكومة ستكون الأخيرة في ما تبقى من عهد الرئيس ميشال عون. وبالتالي فإن المخاوف تتزايد من أن لا يصار إلى تشكيل حكومة حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الأول 2022، ما سيدفع بالأمور إلى مزيد من التدهور المفتوح على كل الاحتمالات.

وفي هذا. الاطار كشفت أوساط  دبلوماسية مطلعة أن سفيرتي سفيرتي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا دوروثي شيا وآن غريو المفاجئ إلى المملكة العربية السعودية، يعكس مدى القلق من المصير القاتم الذي يتهدد الشعب اللبناني، في ظل وجود نقمة عارمة لدى الثلاثي الأميركي الفرنسي والسعودي، على أداء المسؤولين اللبنانيين المخيب والمخزي، حيث أن هناك إجماعاً لدى المجتمع الدولي بأن الطبقة السياسية الفاسدة مسؤولة بشكل أساسي عن وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، وأن لبنان يحتاج إنقاذاً عاجلاً قبل أن السقوط المدوي الذي لم يعد بعيداً، بعدما بلغ الانهيار على كافة الأصعدة مرحلة شديدة الخطورة.

وتكشف أن التحرك الأميركي الفرنسي باتجاه الرياض، تزامناً مع زيارة الموفد الفرنسي بيار دوكان إلى بيروت، لا يبدو بعيداً عن المساعي الفاتيكانية التي برزت بوضوح خلال اللقاء الأخير الذي عقده البابا فرانسيس مع قادة الكنائس في لبنان، وما عبر خلاله من دعم للبنان، وضرورة مساعده لإخراجه من أزمته، في حين تلاقى كل هذا التحرك مع الزيارة التي قام بها إلى بيروت، نائب رئيس مجلس الوزراء القطري، وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث أجرى جولة محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، تركزت حول سبل الخروج من هذا المأزق الذي تواجهه عملية التأليف. وقد علم أن الوساطة القطرية المستجدة، تأتي استكمالاً لمساعي الدوحة من أجل إصلاح ذات البين بين القيادات اللبنانية، وبما يساعد على إزالة العقبات من أمام ولادة الحكومة، في ظل وجود سعي قطري لتقريب المسافات بين القيادات اللبنانية، أملاً بالإسراع في التأليف. وكان الوزير القطري واضحاً، بالتأكيد أن بلاده مستعدة لتقديم كل دعم للبنان، في حال جرى التوافق على تشكيل حكومة في أقرب وقت، لأن وضع البلد كارثي، ولا يمكن الانتظار أكثر من ذلك».

وفي حين استكمل الرئيس المكلف سعد الحريري لقاءاته مع المسؤولين، شارحاً موقفه من التأليف، وفي ظل استمرار تمسك فريق العهد بمطلبه الحصول على الثلث المعطل، أكدت مصادر
نيابية بارزة أن « الأجواء غير مريحة ولا توحي بكثير تفاؤل، استناداً إلى المعطيات الراهنة، ولذلك فقد وضع الرئيس الحريري كل الاحتمالات على الطاولة بما فيها الاعتذار»، وأضافت : «لا معطيات استجدت تسمح بإمكانية إحداث خرق في جدار التشكيل، لأن فريق العهد لم يتراجع عن مطالبه وفي مقدمها اشتراط حصوله على الثلث المعطل، وهذا أمر لا يمكن أن يسهل عملية التكليف.
وتشير المصادر، إلى أن «فريق العهد لم يبد أي استعداد للتعاون إيجاباً مع مبادرة الرئيس بري، الأمر الذي أضاف عراقيل جديدة على طريق ولادة الحكومة. وهو إن دل على شيء، فعلى وجود رغبة لدى هذا الفريق بقطع الطريق نهائياً على وصول الرئيس الحريري إلى السرايا. وهذا أمر لم يعد خافياً على كل المعنيين بالشأن الحكومي، ما يزيد من أسباب إقدام الرئيس الحريري على الاعتذار، بعدما سبق له وأعلن أنه لن يتردد في اتخاذ هذا القرار، إذا أدرك أن العهد لا يريد تشكيل حكومة، وبالتالي فإن مصلحة البلد والناس تأتي قبل أي اعتبار». ويتوقع في هذا الإطار، أن يحصل تواصل بين بكركي والرئيس المكلف، بعد زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى الرئيس عون، حيث سيكون الرئيس الحريري واضحاً في وضع البطريرك في حقيقة ما يواجهه من عراقيل تمنعه من إنجاز مهمته بعد ما يقارب تسعة أشهر على تكليفه، فيما البلد يعاني الأمرين، في وقت بدا للجميع أن فريق العهد لا يريد تسهيل مهمة الحريري بعد كل هذه المدة، وليس أدل على ذلك، من أن البطريرك الراعي لم يتردد في القول أن رئيس الجمهورية يخالف الدستورية، ما يحمله مسؤولية أساسية في عرقلة التأليف.

قد يهمك أيضا

سعد الحريري يؤكد عدم الانفراد بأي قرار دون التشاور مع نبيه بري‎

الحريري يدرس التقدُّم بتشكيلة وزارية كواحد من خياراته

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة يقود لبنان الى المجهول ويزيد من إفقار مواطنيه اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة يقود لبنان الى المجهول ويزيد من إفقار مواطنيه



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab