إسرائيل تشرع في وضع أهداف أكثر تواضعاً لحربها على غزة تتحدث عن ضربة قاسية بدلاً من تصفية حماس
آخر تحديث GMT18:55:59
 العرب اليوم -

إسرائيل تشرع في وضع أهداف أكثر تواضعاً لحربها على غزة تتحدث عن ضربة قاسية بدلاً من تصفية حماس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إسرائيل تشرع في وضع أهداف أكثر تواضعاً لحربها على غزة تتحدث عن ضربة قاسية بدلاً من تصفية حماس

قطاع غزة
تل ابيب -العرب اليوم

مع الاستمرار في التهديدات بالاجتياح البري، الذي تأخر حالياً أيضاً بسبب الأمطار والضباب اللذين يعرقلان عمل الإسناد الجوي، وبدء تقلص الدعم الدولي من جراء مظاهرات الاحتجاج الكبيرة في نيويورك ولندن وغيرهما من العواصم الغربية، أخذت القيادات الإسرائيلية تضع أهدافاً متواضعة أكثر لحربها على قطاع غزة، وبدلاً من الإصرار على تصفية «حماس» عسكرياً والقضاء على حكمها، تتحدث عن اغتيال القائدَين الكبيرَين يحيى السنوار ومحمد ضيف، وتأكيد أن الاجتياح «لن يكون شاملاً بالضرورة، بل يتطور وفقاً للتقدم في تنفيذ الخطط العملية للهجوم».

ووفقاً لتسريبات إلى وسائل الإعلام، يرون في تل أبيب أن تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، الشمالي الذي يوجد فيه القادة ومعهم وحدة النخبة... والجنوبي، الذي يتركز فيه المقاتلون ومطلقو الصواريخ، لا يؤخذ في الحسبان قدرة «حماس» على التحرك تحت الأرض واحتمالات انتقال قادة «حماس» من نفق إلى آخر تحت الأرض، وأن يكون هؤلاء القادة قد وضعوا خططاً تتغير مع الوقت أيضاً لديهم، وفق تطورات العمليات الهجومية.

رغبة في الانتقام

وكانت القيادات الإسرائيلية قد وضعت هدفاً لها، هو الرد على هجوم «حماس» بالانتقام الفتاك والمدمر، فشنّت غارات بمعدل ألف غارة في اليوم منذ هجوم السبت، ودمّرت عشرات الأبراج وآلاف البيوت، وهجّرت أكثر من نصف مليون شخص من بيوتهم، وحاولت ترحيل 1.1 مليون نسمة من الشمال إلى الجنوب، حتى تبدأ بتنفيذ الهجوم البري وتدمير «مدينة غزة التحتا»، التي بنتها «حماس» عميقاً تحت الأرض.

وأعلن الجيش، في بيان رسمي، أن قواته «تستعد، بدعم لوجيستي مكثف واستكمال تعبئة الاحتياط لمئات الآلاف من الجنود، لتنفيذ مجموعة واسعة من الخطط العملية الهجومية التي تشمل هجوماً متكاملاً ومنسقاً من الجو والبحر والبر». وأن «القوات البرية تعمل مع قسم التكنولوجيا واللوجيستيات حالياً على إعداد قوات الجيش لتوسيع القتال، وفي جزء من الإعداد اللوجيستي أنشأ القسم مراكز لوجيستية أمامية بهدف تمكن القوات المقاتلة من تجهيز نفسها بسرعة وبطريقة تتكيف مع احتياجاتها».

وذكر أنه «في الأيام الأخيرة تم نقل الأدوات اللازمة للقتال إلى موقع تمركز القوات، وفي هذه المرحلة تعمل الوحدات المختلفة التابعة لشعبة (التكنولوجيا واللوجيستيات) على استكمال تأهيل الأدوات ومعداتها بوسائل قتالية متطورة حسب الحاجة». وأضاف أن جنوده ينتشرون في جميع أنحاء البلاد، وهم «متأهبون لزيادة الجهوزية للمراحل المقبلة من الحرب، مع التركيز على هجوم بري كبير».

عملية منظمة

وأشارت تقارير إلى أن الجيش يعمل على تنفيذ «عملية منظمة لرفع كفاءة القوات المقاتلة، إلى جانب عملية شراء متسارعة (للمعدات العسكرية والأسلحة والذخيرة) لسد الثغرات الموجودة». وذكرت أن «التوغل البري الذي تستعد له قوات الجيش الإسرائيلي سيتم بناء على سلسلة من الاعتبارات المتعلقة بالعمليات، بما في ذلك إجلاء السكان، واستنفاد العمليات الجوية، وجهوزية القوات»، مع الأخذ في الاعتبار «الصراع الدائر حول تفضيل الانفراد بغزة واقتصار الحرب عليها، أو الاضطرار لفتح الجبهة الشمالية».

وهدد الوزير المنضم حديثاً إلى الكابينيت السياسي والأمني الإسرائيلي، غدعون ساعر، بتقليص مساحة قطاع غزة، في أعقاب هذه الحرب، وقال: «يجب أن تتم جباية ثمن من مساحة غزة. على القطاع أن يصبح أصغر جغرافياً بعد انتهاء العمليات العسكرية. يجب أن يتعلموا أن مَن يبدأ الهجوم على إسرائيل، سيخسر أرضاً». وقال الرئيس السابق لجهاز الموساد، يوسي كوهين، إن التوغل البري في قطاع غزة سيتطلب عمليات واسعة ومعقدة على الصعيد الاستخباراتي، في ظل المواجهات العنيفة المتوقعة مع الفصائل المسلحة. وقال إن أحد أهداف الاجتياح هو ضمان وقف الأكسجين والدواء والغذاء والماء عن قادة «حماس» وجنودهم المختبئين تحت الأرض.
سكب الماء على الرؤوس

ويبدو أن الانتقال من الحديث عن «القضاء على حماس» و«أن هذه حرب وجودية لإسرائيل، لا يجوز إلا أن ننتصر فيها»، جاء في أعقاب خروج عدد من أصحاب الخبرة الطويلة في الحروب الإسرائيلية، بوصفهم عسكريين وسياسيين، بتصريحات سكبوا فيها بعض الماء على الرؤوس الحامية، ودعوا إلى الكف عن التبجح والغطرسة والاستخفاف. وكان أبرز هؤلاء، اللواء أفرايم هليفي، الرئيس الأسبق للموساد، الذي أرسله نتنياهو إلى عمّان في سنة 1997، للتفاوض في أزمة محاولة اغتيال خالد مشعل، وتوصل إلى اتفاق بإبطال مفعول السم الذي دلقه أحد عملاء الموساد في أذنه، وبضمن الصفقة أُطلق سراح الشيخ أحمد ياسين.

وقال هليفي إن «من المؤسف أن كثيراً ممن يتولون المسؤولية الآن لا يعرفون حماس بشكل حقيقي، ولا يعرفون غزة، ولا يجيدون قراءة خريطة الشرق الأوسط». وقال إنه أمضى ساعات طويلة من حياته في حوارات مع قادة «حماس» وسنين طويلة في دراسة هذه الحركة والبيئة التي تعمل فيها. ولذلك فهو ينصح بترك أسلوب التبجح والتهديدات الفارغة والامتناع عن الاجتياح «بشكل كثيف وشرس».

وأكد: «نحن إزاء شيء جدي ويجب التعامل معه بمهنية. يجب أن نجعل الاجتياح مهنياً بأعصاب باردة وبالتدريج، واتخاذ القرارات بتروٍ شديدٍ، ووضع أهداف سياسية واقعية». وأضاف: «من يتحدث عن سحق حماس، لا يعرف عما يتكلم. حماس تنظيم كبير وقوي ولديه عزم وإصرار. قوامه نحو 150 ألف عنصر، بينهم عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين بشكل مهني. وفي قيادته مجموعة لا بأس بها من الأفذاذ، الذين لا أحبهم وكلي غضب عليهم، ولكنني أعترف بأنهم ذوو قدرات عالية في القيادة وأذكياء واستراتيجيون. وأقترح على مَن اعتاد الاستخفاف بهم أن يكف عن ذلك. وهم ليسوا تنظيماً سياسياً وعسكرياً فحسب، بل فكر وقناعات. وإذا قضيت على قيادتهم وحتى على تنظيمهم كله، وهذا غير واقعي، فإنك لا تستطيع القضاء على فكرهم. وسينبزون لك من تحت أرض ما في وقت ما. لذلك يجب أن نضع أهدافنا بشكل واقعي وأقدامنا على الأرض».

تشبيه «حماس» بـ«داعش»

ورفض هليفي التصريحات الإسرائيلية التي أطلقها قادة الجيش وقادة الأحزاب، من نتنياهو حتى بيني غانتس، وحتى الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، وفيها شبهوا «حماس» بـ«داعش» أو حتى بالنازية، وقال إن «حماس ليست داعش، ومَن يقول هذا الكلام لا يعرف حماس ولا يعرف داعش، ويردد كلاماً سطحياً وعاطفياً لا أكثر». ورفض هليفي أقوال حيلي غروبر، وغيره من المسؤولين الذين قالوا إن «حماس» تريد تدمير إسرائيل، وعدّوا الحرب معها وجودية.

وقال: «أصحاب هذا الرأي يعانون من إفلاس فكري. فمن أين هذه النظرية وإلى أي شيء تستند. فلا حماس قادرة على تهديد وجود إسرائيل، ولا حزب الله ولا حتى إيران. هم يتمنون دمار إسرائيل، ولدينا مَن يساعدهم بمحاولة تدمير إسرائيل من الداخل. ومن الناحية العسكرية، ما حدث هو خطأ، إخفاق كبير، ولكن بمقدورنا إصلاحه. وبالتأكيد يجب ضرب حماس، ولكن لا حاجة لوضع هدف غير واقعي بالقضاء عليها. ويجب التفاوض معها والتوصل إلى تفاهمات وفقاً لخدمة مصالحنا الوطنية».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

 

ارتفاع حصيلة الغارات على غزة إلى 2450 قتيلاً وأكثر من 9200 مصاب

 

ارتفاع حصيلة الغارات على غزة إلى 2329 قتيلاً وإسرائيل تقصف النازحين في الطرق الآمنة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تشرع في وضع أهداف أكثر تواضعاً لحربها على غزة تتحدث عن ضربة قاسية بدلاً من تصفية حماس إسرائيل تشرع في وضع أهداف أكثر تواضعاً لحربها على غزة تتحدث عن ضربة قاسية بدلاً من تصفية حماس



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab