بغداد – نجلاء الطائي
ذكر المتحدث باسم وزارة العمل عمار منعم، أن مكتب المفتش العام في الوزارة يجري تحقيقا عن معلومات تدعي وجود تعاون بين مدير قسم الاحتياجات الخاصة في نينوى مع تنظيم داعش عبر بيع الأطفال الذين كانوا مودعين في دور الايواء ابان فترة سيطرة داعش على المحافظة.
وبين منعم أن التحقيق يجري بأشراف مباشر من وزير العمل المهندس محمد شياع السوداني، مؤكدا ان لاتهاون في هذا الموضوع وحال ثبوت التهمة على الشخص المعني سيتم احالته للجهات القضائية المختصة لينال القصاص العادل لانه اخل بشرف الوظيفة وخان الامانة .
وكانت وزارة العمل وبالتعاون مع خلية الأزمة الخاصة بنينوى قد اشرفت على استلام اعداد من اطفال داعش ومن مختلف الجنسيات وسلمت عددا كبيرا منهم عبر قرار قضائي إلى بلدانهم وخاصة ممن يحملون الجنسية الشيشانية والروسية وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وبأشراف مباشر من وزير العمل الذي كان حريصا على متابعة الموضوع شخصيا ومن منطلق واعتبار انساني .
يذكر أن مكتب المفتش العام في وزارة العمل يقوم بدور كبير في تشخيص ومتابعة الحالات السلبية وملاحقة عصابات التعقيب والتزوير واثبت كفاءة ومهنية في عمله وذلك بعد ان ارسى وزير العمل اسس التعاون والتكامل بين دوائر الوزارة ومكتب المفتش العام. وأكدت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، أن عناصر تنظيم "داعش" يعملون على بيع الأطفال العراقيين المخطوفين في الأسواق كرقيق، مشيرة الى أنهم يقتلون آخرين إما صلبا أو عبر حرقهم أحياء.
وافادت اللجنة إن "متشددي تنظيم داعش يبيعون الأطفال العراقيين المخطوفين في الأسواق كرقيق ويقتلون آخرين، بينهم من يقتلون صلبا أو يحرقونهم أحياء". وأضافت اللجنة أن "كثيرا ما يستخدم التنظيم المتشدد الصبية الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما كمهاجمين "انتحاريين" أو صناع قنابل أو مرشدين أو دروع بشرية لحماية المنشآت ضد الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة".
وقالت الخبيرة باللجنة ريناتي وينتر "نشعر بقلق بالغ بحق جراء تعذيب وقتل هؤلاء الأطفال خاصة من ينتمون للأقليات، نطاق المشكلة كبير"، مبينة أن "الأطفال من الطائفة الايزيدية أو من المسيحيين وكذلك من الشيعة والسنة ضحايا".
وتابعت وينتر "لدينا تقارير عن أطفال خاصة ممن يعانون من إعاقة ذهنية يجري استخدامهم كمهاجمين انتحاريين وعلى الأرجح دون أن يعوا ذلك، كان هناك تسجيل فيديو بث على الانترنت يوضح أطفالا في سن صغيرة للغاية تقريبا ثماني سنوات أو أصغر يجري تدريبهم لكي يصبحوا جنودا". وأضافت وينتر أن "التنظيم احتجز أطفال الأقليات في عدة مناطق، وجرى بيعهم في السوق وعليهم بطاقات أسعار وتم بيعهم كرقيق".
ونددت لجنة حقوق الطفل، التي تراجع سجل العراق لأول مرة منذ عام 1998، بـ"القتل الممنهج للأطفال من أقليات دينية وعرقية على يد تنظيم داعش بما في ذلك عدد من حالات الإعدام الجماعي لصبية وكذلك تقارير عن قطع رؤوس وصلب أطفال وحرق أطفال أحياء".
وتابعت أن "عددا كبيرا من الأطفال قتلوا أو أصيبوا بجروح بالغة خلال الضربات الجوية أو قصف قوات الأمن في حين لقي آخرون حتفهم نتيجة الجفاف والجوع والحر"، مشيرة إلى أن "التنظيم ارتكب أعمال عنف جنسي بشكل ممنهج بما في ذلك خطف أطفال واستغلالهم جنسيا". ودعا الخبراء المستقلون الذين عملوا في التقرير ومجموعهم 18 خبيرا السلطات العراقية إلى "اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإنقاذ الأطفال الواقعين تحت سيطرة تنظيم داعش ومحاكمة الجناة".
واتهم تنظيم "داعش" بارتكاب انتهاكات عديدة منذ أن بدأ بالانتشار في مناطق عراقية وسورية عدة، ومن تلك الانتهاكات سبي النساء واغتصابهن والاستيلاء على عقارات وممتلكات مئات المواطنين ممن يعتنقون ديانات غير الإسلام. وكما نفذ التنظيم عمليات إعدام جماعية على خلفيات طائفية وسياسية، وعامل معارضيه بمختلف أنواع العنف والقسوة، الأمر الذي دفع جهات دينية عدة الى استنكار أفعاله والتأكيد على أنها لا تمت للإسلام بأية صلة.
أرسل تعليقك