صورة من مكان الانفجار
بيروت ـ جورج شاهين
كشف المسؤول عن العمليات الميدانية في الصليب الأحمر اللبناني السيد جورج كتاني أن المحصلة شبه النهائية لانفجار الضاحية بلغت 19 قتيلا وأكثر من 284 جريحا. وقالت المصادر إن عمليات البحث مستمرة في المباني القريبة من منطقة الانفجار أدت إلى اكتشاف مصابين جدد ومن بينهم فتاة لبنانية ماتت اختناقا في شقة سكنية
كان الدخان قد غطى غرفتها.
وفي بيان للسفارة الأميركية في بيروت دانت السفيرة الأميركية مورا كونيللي بشدة التفجير الذي وقع في شارع سكني في بئر العبد-الرويس، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعزي بسقوط ضحايا أبرياء.
وجددت كونيللي في بيان صادر عن السفارة الأميركية إدانتها لأي عنف في لبنان، داعيةً الفرقاء كافة إلى ضبط النفس.
وصدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الموجود خارج لبنان منذ الاثنين الماضي بيان جاء فيه "مرة جديدة امتدت يد الإجرام والإرهاب إلى لبنان بتفجير دموي في ضاحية بيروت الجنوبية طاول المدنيين الآمنين في أرواحهم وممتلكاتهم، مما أوقع عشرات الشهداء والجرحى الأبرياء. إن يد الجريمة المنظمة والإرهاب هذه، هي من دون شك يد إسرائيلية سوداء.
وقال إن هذه الجريمة لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي الذي يتربص بلبنان الدوائر لخلخلة وضرب عناصر الوحدة الوطنية التي شكلت عناصر انتصار لبنان في مثل هذه الأيام من العام 2006.
وأضاف أن هذه الجريمة الدموية التي تهدف لإيقاع الفتنة تستدعي من اللبنانيين وقياداتهم الروحية والمدنية اليقظة والوحدة واتخاذ الأهبة الوطنية لمواجهة الاستحقاقات والتحديات المفروضة على وطننا.
وتابع البيان "إننا إذ نقدم التعازي لأهلنا في الضاحية وللبنانيين عموما، ونسأل الله أن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل، فإننا جميعا مدعوون على المستوى الوطني لرفع منسوب الحذر لتفويت الفرصة على العدو المتربص بلبنان شرا.
وعلق رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال، في مداخلة عبر تلفزيون "المنار"، على الانفجار الذي وقع في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية، بالقول: "ليس هناك من كلمات تعبر عن شعورنا وعن فظاعة الجريمة. أعتقد أن من يقومون بهذه الأعمال ليسوا من طينة البشر، إنما حيوانات متحركة لها شكل البشر، لأنه لا يجوز في عصرنا هذا استعمال هكذا وسائل لقتل الأبرياء وخصوصا أنها عبارة عن حكم إعدام مبرم بحق أشخاص لا علاقة لهم بالقضية التي يقاتل أولئك من أجلها".
وأضاف "لا نستطيع أن نبرئ أحدا ولا أن نتهم أحدا أيضا، طالما أن الجميع بتصرفاتهم وتصريحاتهم يغطون هذه الأعمال كلها التي تحصل، وبالتالي لا يبقى هناك أي دليل على الجريمة. جميعنا مسؤولون عن هذا الخطاب المتطرف ويجب أن نلغيه من حديثنا، ومهما كان الخلاف كبيرا، يجب أن نكون قادرين على الجلوس إلى الطاولة والتكلم مع بعضنا البعض".
وتابع "اليوم، نجد أن بعض الناس لا يتحركون إلا انطلاقا من غرائزهم، فيرتكبون الجريمة فيما البسمة ترتسم على وجوههم، والأسوأ أنهم ينتحرون تماما كما ينحرون الآخرين. لا ثقافتنا ولا تربيتنا ولا تقاليدنا ولا عيشنا المشترك ولا أي دين ينص على هذا الأمر، وحده الكفر يؤدي بالناس إلى هذه الحالة".
وكرر "لا أستطيع أن أصف شعوري، لأن ما حصل يفوق الوصف ولا تعابير تدل على فظاعة المشهد الذي رأيناه في هذه الجريمة. فليتخيل كل منا أن هذه الجريمة وقعت عليه، على أولاده، على أهله وجيرانه وأحبائه. لا يمكن لأحد أن يقبل بهذه الفظاعة مهما بلغت بدائيته وتحجره. وما هو أفظع من كل ذلك، أن من يقومون بتعليمنا حقوق الإنسان والديموقراطية وما شابه، هم أنفسهم من يقفون وراء هذه الحركات المتطرفة التي يديرون بها العالم".
وختم بالقول "لا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك. أرجو الشفاء العاجل للجرحى، وأتقدم بالعزاء من أهالي الشهداء، على أمل أن تكون شهادتهم أمثولة تبعدنا عن الخطاب المتطرف والتحريضي، وتفتح أعيننا على الواقع وتعيدنا إلى وطنيتنا، وعسى أن تكون هذه الحادثة هي خاتمة الأحداث في لبنان".
وعما إذا كان يرى أي رابط بين تفجير الخميس في الضاحية الجنوبية وبين ما نعيشه من ذكرى لانتصار تموز/يوليو، أجاب "أعتقد أن توقيتها مدروس بهدف ضرب فحوى الإنتصار ورمزيته، وتحريض الناس بعضهم على بعض. لا أستغرب أن يحصل الجمعة أمر مشابه في منطقة سنية أيضا، لأن مسار الأمور، وانطلاقا من الخطاب الطاغي في البلد، يشير إلى أن هذه الأعمال ستحصل في مناطق أخرى، واحدة هنا وواحدة هناك، كي تسود حالة من الجنون وتفقد الناس الضوابط. سبق وعشنا هذه الأمور ونعلم جيدا كيف يشعلون النار في كل مرة".
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن هذه الجهات تعمد لضرب الاستقرار في لبنان، أكد أن "هذه البداية، ولكن المهم أن نكافحها جميعنا كلبنانيين وألا نتفاعل معها، لا يجوز أن نتفاعل معها لأنه من الممكن أن نقوم بالتصعيد ضد جهة قد تكون بريئة من هذا التفجير، يجب أن نتحول جميعنا إلى مراقبين وحرس لكي نتوصل إلى ضبط هذا الوضع، لأن ردود الفعل السريعة قد تطال أبرياء وتشعل الوضع. نحن نترك هذا الموضوع لحكمة قادة حزب الله والمقاومة لاتخاذ القرار المناسب بشأنه، لأنهم هم المتابعون والأكثر جدارة في التقدير".
وعن سؤال بشأن اعتقاده أن هذه الحكمة التي يتحلى بها القادة الذين أشرت إليهم، قد تفتح الطريق أمام مزيد من التخريب، إذ قد يستغل المخربون هذا الموقف، قال "كلا، ولكن إذا كان هناك من ردع فيجب أن يكون صائبا وهادفا، أي يجب بداية أن يكون من قام بهذا العمل معروفا".
ولما سئل إلام يدعو انطلاقا من التفجير الإرهابي الكبير الذي حصل اليوم، أجاب "لا تزال المشاعر "ساخنة"، ولا أستطيع تقديم النصح لأحد. ولكن على الإنسان أمام هكذا حدث أن يسيطر على نفسه وأن يتعاطى مع الموضوع انطلاقا من خبرته وتجربته ومعرفته للأحداث".
ودان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الانفجار الإرهابي الذي وقع في الضاحية الجنوبية.وقال في بيان "إننا ندين ما حصل الخميس من تفجير غادر ومروع في الضاحية الجنوبية، وذهب ضحيته قتلى وجرحى من أبنائنا، ونستنكر هذا العمل الاجرامي الذي لا يمت إلى الدين بصلة، ولا إلى الأخلاق والقيم الإسلامية السمحة، وهو من عمل الأيدي المجرمة في الداخل والخارج، التي تريد أن تفجر لبنان تحت عناوين عدة، وهدفها واحد، وهو افتعال فتنة بين السنة والشيعة، وجر لبنان بهذه الفتنة إلى أوضاع المنطقة العربية الدموية، تحقيقا للأهداف الاسرائيلية في تمزيق بلاد العرب وشعوبها، وضمان وسط آمن لنفسها تعيش فيه وحدها بسلام".
وأضاف "أننا نوجه عناية أبنائنا المسلمين سنة وشيعة على السواء، أن لا ينجروا إلى الفتنة المذهبية التي تعمل إسرائيل وأدواتها على إغراقهم وإغراق لبنان في بحور دمائها".
ودعا إلى "ضبط النفس والتروي وعدم الانفعال وردات الفعل، لأن ما حصل من تفجير في الضاحية الجنوبية، هو استهداف للبنان، ولجميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وعلينا جميعا أن نعمل سويا على ردع الفتنة التي تدق ابواب لبنان في بداياتها".
ورأى أن "منظر الحريق في الضاحية الخميس، هو نموذج لمنظر لبنان غدا وهو يحترق في كل مدينة ومنطقة وقرية إذا استمر سياسيو لبنان في مغامراتهم وخلافاتهم وتحديهم لبعضهم، ولم يتوصلوا إلى إنقاذ وطنهم وشعبهم".
وتوجه إلى أهالي شهداء هذا العمل الإجرامي الغادر ب"التعزية"، داعيا إياهم إلى "الصبر على مصابهم الأليم"، متمنيا "للجرحى الشفاء العاجل"، داعيا اللبنانيين إلى "وقفة تضامن وطني مع الشهداء والجرحى والمنكوبين من أهالي المنطقة المنكوبة".
وكانت مجموعة جديدة يسمع بها للمرة الأولى تطلق على نفسها اسم "سرايا عائشة أم المؤمنين" تبنت عبر فيلم بُث على يوتيوب تفجير الضاحية الجنوبية لبيروت الذي وقع مساء الخميس قرابة السادسة وعشر دقائق بالتوقيت المحلي والتي ارتفع عدد ضحاياه إلى ما يقارب الـ 17 قتيلا وأكثر من 120 جريحا.
وقالت المنظمة في بيانها إنها أرادت أن توجه رسالة إلى إخواننا في لبنان للابتعاد عن مستعمرات إيران في لبنان. وختم البيان بالقول "حسن نصرالله عميل للبنان وإسرائيل ونعده بالمزيد".
وبعد ساعتين على الانفجار ترددت معلومات عن توقيف شاب سوري في محيط وقوع الانفجار للاشتباه في علاقته بالانفجار
وقال قائد قوات الشرطة العميد جوزف دويهي الذي وصل إلى مكان الانفجار إن هناك كارثة حقيقية وطالب المواطنين بإخلاء المنطقة لتقوم عناصر الشرطة الجنائية لمسح منطقة الجريمة ووقف العبث بالأدلة التي يمكن أن يصار إلى جمعها وتسهيلا لعمل الشرطة القضائية.
وقال من المبكر البت في نوعية الانفجار للحديث عن عملية انتحارية أو غير ذلك في انتظار الأدلة الجنائية التي تستكشف المنطقة.
وعمت أجواء الاستنكار لبنان وقال رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل "الوقت ليس للسياسة بل لبلسمة الجراح، هذه مأساة لبنانية وليست لحي أو منطقة ولكنها رسالة للأحزاب والأفرقاء والقيادات جميعهم من أن لا أحد محصنا إذا بقينا على هذه الحالة من التشرذم والكلام العالي وما يحصل من تعطيل للمؤسسات.
وحيّا الجميل في سلسلة تصريحات أهل الضاحية وحزب الله المعني بهذا التفجير، مؤكدا تضامننا معه في هذه الظروف الصعبة. وأكد أن الوقت هو لإخماد النار وعلى الأجهزة كلها بذل جهدها لإخماد الحريق وإنقاذ الجرحى وتأمين السلامة للمواطنين الذين يسكنون في الأبنية التي تندلع فيها النيران، مشددا على أن الوقت ليس للسياسة بل لبلسمة الجراح.
ولفت الجميّل إلى أننا مررنا بهذه المرحلة المؤلمة وكأنها جرار ينتقل من منطقة إلى أخرى وقال "لا يوجد الا التضامن لنكون السد المنيع بوحدتنا وتضامننا ونتجاوز التفرقة التي لا طعم لها، فالعدو مشترك ويشعل الحرائق من منطقة إلى أخرى"، وأردف "هناك عدو واحد يسبب المآسي كلها التي تنتقل من منطقة إلى أخرى والأهم هو التضامن مع بعضنا البعض وعلينا العمل لكشف الخيوط كي لا تتكرر مثل هذه الجريمة ويفهم المجرم إنه لا يمكنه الهروب من العدالة.
وأشار ردا على سؤال أنه في الماضي كانت الأحداث المماثلة تحصل في مناطق لا رقابة عليها، في حين أن هناك حماية أمنية في الضاحية، متمنيا كشف الفاعلين مع وجود كاميرات قادرة على تعقب الحركة التي تحصل.
وعن سبب عدم الوصول إلى معرفة تفجير بئر العبد السابق أمل الرئيس الجميل أن يكون هناك دلائل توصل إلى المجرمين، مشددا على أن هذه مأساة لبنانية وليست لحي أو منطقة، داعيا اللبنانيين إلى الالتفاف خول بعضهم البعض لتحصين البلد وكشف الخلايا الإجرامية التي تعبث في لبنان وتنتقل من منطقة إلى أخرى، وختم "كفى، فهذه رسالة ويجب أن نعي كلنا أن هذه رسالة الأحزاب والأفرقاء والقيادات من أن لا أحد محصنا ما إذا بقينا على هذه الحالة من التشرذم والكلام العالي وما يحصل من تعطيل للمؤسسات.
وعلق رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، على جريمة التفجير التي شهدتها منطقة الرويس، بالقول "في هذه اللحظات نشعر بالغضب والحزن والأسف والتضامن الكامل مع عائلات الشهداء والجرحى، وأهلنا في الضاحية الجنوبية الذين يتعرضون للإرهاب والاستهداف من يد الإجرام".
وأضاف "أن هذا الانفجار الإجرامي مستنكر ومدان ومرفوض بكل المقاييس. وعلى السلطات الأمنية تكثيف التحقيقات لمعرفة المجرمين ومن يقف خلفهم لكشف ملابسات جريمة التفجير السابقة وهذه الجريمة المروعة، الخميس".
وختم بالقول "إننا في هذه اللحظات الأليمة نقف وقفة رجل واحد في مواجهة المجرمين إلى جانب الأبرياء والمدنيين العزل من أهلنا في الضاحية.
تغمد الله الشهداء برحمته ونرجو أن تشفى جروح المصابين بأسرع وقت".
وطلب وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، من مستشفيات بيروت وضواحيها، فتح أبواب مستشفياتها أمام مصابي التفجير الإرهابي في الضاحية، وتقديم أقصى العناية الطبية لهم، مشددا على قيام وزارة الصحة بإمكاناتها كلها في تأمين التقديمات الصحية والاستشفائية للمصابين.
أرسل تعليقك