اعترف تنظيم "داعش" المتطرف أنه استخدم الأسلحة الكيمائية المحظورة دوليًا، أثناء معركته في مدينة الموصل العراقية، وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، عن اعتقال عدد من المتطرفين، في منطقة الطارمية، شمال بغداد، كانوا يهدفون إلى تنفيذ عمليات تفجير في العاصمة. ويأتي هذا في وقت حذرت الأمم المتحدة، من احتمال تحول القتال في المدينة القديمة في الموصل، ويتعرض مئات آلاف المدنيين العراقيين للحصار، إلى أسوأ "كارثة" خلال الحرب على المتشددين.
وقالت ليز غراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، "إذا كان هناك حصار ومئات الآلاف ليس لديهم ماء وغذاء، فسيكونون في خطر هائل". وأضافت "قد نواجه كارثة إنسانية ربما ستكون الأسوأ في الصراع بأسره". وسيطر "داعش" على الموصل، المدينة الأكبر في شمال العراق، عام 2014. واستعادت القوات العراقية معظم المدينة في عملية عسكرية تشنها بدعم أميركي، منذ أكتوبر/ تشرين الأول، بما يشمل النصف الواقع شرق نهر دجلة.
وفي غضون ذلك، بنى الجيش العراقي جسرًا عائمًا جديدًا على نهر دجلة جنوب الموصل، بعدما سدت الفيضانات جميع نقاط العبور فاتحًا بذلك طريقًا للهرب أمام الأسر الفارة من القتال الدائر بين القوات الحكومية العراقية وتنظيم "داعش". وكان الجيش فكك يوم الجمعة جسورًا مؤقتة تربط شطري الموصل بسبب الأمطار الغزيرة، مما أجبر السكان الفارين من ثاني أكبر مدينة عراقية على استخدام قوارب صغيرة. وتعرضت الجسور الدائمة في المدينة لدمار شديد أثناء الحملة العسكرية المستمرة منذ ستة أشهر، لاستعادة الموصل من متشددي "داعش"، الذين اجتاحوها في 2014.
وتشكلت طوابير طويلة عند الجسر الجديد، الثلاثاء، مع عبور الأسر في حافلات عامة وشاحنات وسيارات الأجرة. واستؤنف وصول شحنات المساعدات إلى مخيم حمام العليل، إلى الجنوب الغربي من الموصل، وهو نقطة الوصول الرئيسية للفارين من القتال. وكانت الشحنات من إربيل، الواقعة على بعد 80 كيلومترًا تقريبًا إلى الشرق في إقليم كردستان العراق، قد توقفت بسبب الفيضانات. وقالت متحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، "كل شيء عاد إلى طبيعته".
وذكرت مفوضية اللاجئين في تقرير أن نحو 20 ألف شخص فروا من الموصل في الأيام الأربعة الماضية وهو عدد أقل من ذي قبل، بسبب نقص وسائل النقل. وكان قرابة 330 ألف شخص فروا من الموصل منذ بدأ العراق عملية طرد مقاتلي "داعش"، في أكتوبر/ تشرين الأول. وهم جزء من نحو 400 ألف شخص لا يزالون في غرب الموصل، وتحاول القوات العسكرية طرد المتشددين من المدينة القديمة.
والقتال مستمر في المدينة القديمة، حيث يمكن مشاهدة الدخان يتصاعد من منطقة مسجد النوري الكبير، الذي أعلن منه زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي "خلافة" في أجزاء من العراق وسورية. وفتحت الطائرات وطائرات الهليكوبتر والمدفعية نيرانها/ في حين أمكن سماع دوي إطلاق النار أيضا في بضعة مواقع تابعة للشرطة الاتحادية العراقية قرب المدينة القديمة.
وقال المقدم حسين زغير لازم قائد الفوج التاسع "العمليات مستمرة الحمد لله. كلما يتعرضون لخط الصد ينهزمون ويتركون قتلاهم. قبل لحظات عاجلناهم بقنابل الهاون (المورتر). تم قتل اثنين من الدواعش "أعضاء تنظيم داعش"، وبقت جثثهم أمام خط الصد".
واستعادت القوات الحكومية التي تضم الجيش والشرطة وجهاز مكافحة التطرف، معظم الموصل بما في ذلك النصف الذي يقع شرقي نهر دجلة. والمتشددون محاصرون حاليا في شمال غرب الموصل، ويستخدمون شراكا خداعية وقناصة وقذائف المورتر ضد المهاجمين. وفي هذه الأثناء، اعترف تنظيم "داعش" المتطرف باستخدام الأسلحة الكيمائية المحظورة دوليا، أثناء معركته في مدينة الموصل العراقية.
وأكدت صفحات تابعة للتنظيم أن جنود "داعش" استخدموا غاز الكلور في حربهم ضد الجيش العراقي، وتسبب استخدامهم لهذا السلاح في إصابات كبرى لعدد من جنود الجيش العراقي، إضافة إلى إصابات أخرى لحقت ببعض الفرق الإعلامية المكلفة بتغطية المعركة بالكامل. وهدد التنظيم المتطرف باستخدام المزيد من الأسلحة الكيميائية المحرمة في العراق وسورية بعد الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم، وأصبحت تهدد وجوده بالكامل في العراق وسورية، وخاصة العراق التي اقترب الجيش العراقي من تحريرها من قبضة التنظيم المتطرف.
وكانت خلية الإعلام الحربي في الجيش العراقي، أعلنت الأحد الماضي، أن تنظيم "داعش"، أطلق قذائف محملة بمواد كيميائية سامة على القوات العراقية، مما خلف إصابات بين صفوفها في مدينة الموصل. وقال بيان لوزارة الدفاع العراقية، إن" طيران الجيش نفذ بواسطة طائرات (Ch4) استنادًا لمعلومات خلية استخبارات وأمن قيادة عمليات قادمون يا نينوى التابعة للمديرية العامة للاستخبارات والأمن ضربة جوية، تحقق من خلالها تدمير موقع عبارة عن محلات تستخدم من قبل العناصر المتطرفة كمحطة وقود لتزويد عجلاتهم في قضاء البعاج".
وكشفت مديرية الاستخبارات العسكرية، أنه "بناء على معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية، قامت طائرات التحالف الدولي بتدمير معمل لتفخيخ العجلات بشكل كامل"، مبينة أن "15 عنصرًا في داعش قتلوا جميعا، كانوا داخل المعمل في منطقة صناعة غانم السيد في حي الإصلاح الزراعي في الجانب الأيمن من الموصل".
أرسل تعليقك