الجزائر – ربيعة خريس
أكّد الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، الجمعة، أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وأبلغه ببرنامج زيارته إلى مالي، مشيرًا إلى أنّه أعرب خلال تلك المكالمة عن رغبته في إيجاد حل للوضع الأمني في منطقة الساحل.ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن ماكرون قوله إنه عبّر للرئيس بوتفليقة عن رغبته في الحديث مع السلطات الجزائرية بشكل صريح عن مختلف المواضيع التي تهم الجانبين.
وأعرب ماكرون، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مالي إبراهيم أبو بكر كيتا، عن أمله في تسريع اتفاق السلام الذي تم توقيعه قبل سنتين في باماكو بعد أشهر من إجراء المفاوضات في دولة الجزائر بين الحكومة المالية والمجموعات المسلحة القريبة من باماكو، وحركة تمرّد الطوارق السابقة، مؤكّدًا أنّ فرنسا ستواصل عمل سلفه فرنسوا أولاند لمكافحة المجموعات المتطرّفة في منطقة الساحل عسكريًا، لكنه يرغب في إبداء "رغبة في مجال التنمية".
وتلعب الجزائر دورًا بارزًا في حل الأزمة في مالي منذ 2014، حيث تلقى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة خلال هذا العام طلبًا رسميًا من الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كايتا طلب مساعدة الجزائر من أجل تسوية الأزمة المالية وتم إنشاء لجنة ثنائية استراتيجية جزائرية-مالية حول شمال مالي، وباشرت حينها الجزائر المفاوضات التمهيدية لتقريب وجهات نظر حركات شمال مالي، وتوّجت المشاورات التي دامت قرابة عام كامل بالتوقيع الرسمي على اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر من قبل الحكومة المالية والحركات السياسية-العسكرية لشمال مالي.
وأصبحت الأزمة الأمنية في مالي تشكل مصدر قلق كبير للجزائر وجيرانها وعدد من الدول الأوروبية خاصة فرنسا، وما زاد من خطورة الوضع في المنطقة إعلان 3 تنظيمات متطرفة، أخيرًا، تنشط في شمال مالي والنيجر قرب الحدود مع الجزائر، وهي "إمارة الصحراء" التابعة لتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، و"كتيبة المرابطون"، وتنظيم "أنصار الدين"، إضافة إلى فرع التنظيم في النيجر ويسمى كتائب ماسينا، عن ميلاد تنظيم جديد باسم "جامعة المسلمين وأنصار الإسلام" بقيادة زعيم أنصار الدين إياد غالي، والذي كان بين 1996 إلى 2001 سفيرا لمالي في الرياض، ويعتبر هذا التنظيم المسلح الجديد تحديًا أمنيًا جديدًا بالنسبة لدول جوار مالي وفرنسا والجزائر، لأن التنظيم الجديد أعلن مبايعته لزعيم تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال، المعروف باسم أبي مصعب عبد الودود، والذي يقاتل الجيش في مناطق تمركزه ببومرداس البويرة تيزي وزو، على محور يمتد إلى 120 كم شرقي العاصمة الجزائرية.
أرسل تعليقك