القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتيه انعقاد قمة ثلاثية فلسطينية ـ مصرية ـ أردنية بالعاصمة المصرية القاهرة في الأيام القريبة المقبلة.وقال إشتيه: "نتطلع إلى القمة الثلاثية الفلسطينية المصرية الأردنية المرتقبة في القاهرة لحث الإدارة الأميركية على الوفاء بوعودها بالحفاظ على حل الدولتين من خلال خطوات عملية تضع حدا للسياسة الاستيطانية العنصرية التي تتواصل في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية وخاصة القدس والعمل على فتح مسار سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحق العودة للاجئين".
وأشار في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية إلى أن الفلسطينيين يتطلعون إلى هذه القمة. وتأتي القمة بعد أيام من اجتماع رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض. وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني زار الولايات المتحدة والتقى الرئيس الأميركي بالبيت الابيض الشهر الماضي.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد بحث خلال استقباله في العاصمة الأردنية عمّان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منتصف شهر آب/ أغسطس عملية السلام وكذا المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حسبما فاد بيان صادر عن الديوان الملكي.
وقال البيان إن الملك عبد الله بحث خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قصر الحسينية في عمان الأحد، "المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والجهود المبذولة للدفع بعملية السلام قدما".
وجدد الملك التأكيد على "موقف الأردن الداعم والمساند لحقوق الأشقاء الفلسطينيين العادلة والمشروعة". وأكد "ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل، بما يمكن الأشقاء الفلسطينيين من قيام دولتهم المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
كما جدد "التأكيد على مواصلة المملكة تأدية دورها التاريخي والديني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات"، مشددا على "ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس ووقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية فيها".
من جهته، ثمن الرئيس عباس "مواقف الملك الداعمة للشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى "أهمية زيارة جلالته الأخيرة إلى واشنطن، والتي ركزت على مركزية القضية الفلسطينية، والدفع باتجاه تحقيق السلام العادل والشامل"، وفق المصدر نفسه.
واستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن العاهل الأردني في البيت الأبيض في الـ 20 تموز/يوليو الماضي. وأعاد بايدن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط إلى مسارها التقليدي، ولا سيّما بتأييده تسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني على أساس حلّ الدولتين بعدما سعى سلفه دونالد ترامب إلى الالتفاف على هذا الحلّ الذي تعتبره عمّان أساساً لا غنى عنه للتوصّل إلى سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط.
وسعى رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت الاثنين، للتهوين من أي أفكار عن التحرك لتجديد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وذلك بعد عقد اجتماع على أعلى مستوى بين الطرفين منذ سنوات.
فبعد ساعات من اجتماع وزير الحرب الاسرائيلي بيني غانتس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس نقلت معلومات عن "مصدر مقرب من رئيس الوزراء" قوله إنه "لا توجد عملية دبلوماسية مع الفلسطينيين ولن توجد". وقال المصدر إن اللقاء الذي لم يعلن عنه مسبقا تناول فقط "موضوعات عادية". وقال حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح التي ينتمي إليها عباس إن المحادثات تناولت "كل جوانب" العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.
وقد التقى غانتس الذي يتزعم حزبا ينتمي للوسط وعباس بعد يومين من لقاء بينيت، السياسي المنتمي لليمين المتطرف والذي يعارض قيام دولة فلسيطينية، في واشنطن مع الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يؤيد الفكرة. وقال بيان أصدره البيت الأبيض إن بايدن أكد لبينيت دعمه لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني "وشدد على أهمية اتخاذ خطوات لتحسين معيشة الفلسطينيين".
ولم يذكر بينيت الفلسطينيين في تصريحات علنية أدلى بها في البيت الأبيض وتركزت على برنامج إيران النووي. وسبق أن دعا غانتس إلى استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين الذين يريدون إقامة دولتهم في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة على أن تكون القدس الشرقية عاصمتها. وقد استولت إسرائيل على تلك الأراضي في حرب الشرق الأوسط عام 1967.
غير أن أي تحرك جديد بشأن القضية قد يهز أسس حكومة بينيت التي تجمع بين اليسار واليمين وتيار الوسط وأحزاب عربية والتي وضعت في يونيو حزيران الماضي نهاية لحكم بنيامين نتنياهو الذي استمر 12 عاما. وفي بادرة على حدوث خلاف بشأن الدولة الفلسطينية في صفوف الائتلاف قال موسي راز عضو البرلمان عن حزب ميريتس اليساري إن استبعاد المصدر المقرب من بينيت لاحتمالات تجدد محادثات السلام أمر "شائن".
وكتب راز على تويتر يقول إن "عملية السلام في صالح إسرائيل". ولم يذكر بيان أصدره مكتب غانتس مساعي السلام واكتفى بالقول إنه ناقش مع عباس الوضع الأمني والاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس.
وكان اللقاء الذي عقد بمدينة رام الله في الضفة الغربية أول مرة يتأكد فيها إجراء مباحثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين على مستوى عال منذ انهارت مفاوضات السلام التي جرت بوساطة أميركية في 2014. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن المصدر قوله إن بينيت وافق لغانتس على مقابلة عباس.
قد يهمك ايضا:
رئيس وزراء فلسطين يؤكد أن إسرائيل تفرض أمرا واقعا متدهورا بتوسعها الاستيطاني
محمد اشتيه يبحث مع القنصل البريطاني العام آخر المستجدات السياسية
أرسل تعليقك