نقلت القوات العراقية أكثر من 1500 امرأة وطفل من أسر عناصر تنظيم "داعش" الأجانب من مخيم إلى قضاء شمال الموصل، في وقت أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش لا يدعم إجراء الاستفتاء في كردستان، قبيل القضاء على تنظيم “داعش” ، وإعادة النازحين، وأخلت القوات العراقية، في وقت سابق من اليوم، 358 أسرة أجنبية لمقاتلي تنظيم “داعش” من مدينة الموصل إلى مخيم حمام العليل بحماية عسكرية.
وابلغ ضابط عسكري أنه تم نقل بشكل مجمل أكثر من 1500 امراة وطفل من عوائل “داعش” الأجانب المتواجدين والمحتجزين في مخيم حمام العليل جنوب الموصل إلى قضاء تلكيف شمال الموصل، وفي المخيم قرب الموصل، تحتجز القوات العراقية مئات النساء والأطفال الذين استسلموا للقوات الكردية. بعد الهجوم العسكري على بلدة تلعفر الشمالية قرب الموصل في نهاية آب / أغسطس الماضي.
وقال العبادي إن الكثيرين من المعتقلين في المخيم ليسوا مذنبين بارتكاب أي جريمة، وأن حكومته "على اتصال كامل" مع بلدانهم "لإيجاد وسيلة لتسليمهم"، مشيرًا إلى أنّ العراق رحل حتى الآن نحو من 100 شخص إلى أوطانهم، وحكمت المحكمة الجنائية المركزية في بغداد الأسبوع الماضي على مواطن روسي بالإعدام لانتمائه لتنظيم “داعش”، وقد واجه العراق مرارا انتقادات لاستخدامه لعقوبة الإعدام. ويصنف باستمرار بين أكبر دول العالم في عدد عمليات الإعدام، وحين حاول العبادي تسريع أحكام الإعدام في عام 2016، حذرت الأمم المتحدة من أن هذا التحرك سيؤدي على الأرجح إلى "إهمال جسيم لا رجعة فيه للعدالة، نظرا لنقاط ضعف النظام القضائي العراقي"، وفقا لبيان صادر عن الأمم المتحدة المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين.
وسافر عشرات الآلاف من الأجانب إلى العراق وسورية للعيش في ما يسمى الخلافة الإسلامية التي أطلقتها جماعة “داعش”، وبما أن الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف قد تقلصت بسرعة على مدى العامين الماضيين، قامت القوات العراقية باعتقال واحتجاز الآلاف من الرجال والنساء والأطفال بسبب وجود صلة مع المتطرفين.
وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش لا يدعم إجراء الاستفتاء في كردستان، قبيل القضاء على تنظيم “داعش” ، وإعادة النازحين، وكان غوتيريش دعا في وقت سابق من اليوم زعماء العراق إلى بحث استفتاء كردستان "بصبر وبضبط نفس“، وقال دوجاريك في إحاطته اليومية، اليوم الإثنين، إن "الأمين العام لا يدعم إجراء استفتاء على استقلال كردستان في هذا التوقيت، وقبل القضاء على تنظيم “داعش”، وإعادة نحو مليوني نازح لمناطقهم".
وأضاف دوجاريك ردا على أسئلة للصحافيين، أن "بشكل واضح فإن الأمين العام يرى أن هذا التوقيت محبط لإعلان إجراء الاستفتاء؛ فالعراق يمر بمرحلة صعبة وحرجة"، مطالبًا "بغداد وأربيل بالانخراط في حوار بناء وفعّال في هذا الوقت لحل المشكلات العالقة بينهما".
وأفاد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الاثنين، بأنه طلب رسميا تعليق خطط إجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق المقرر يوم 25 سبتمبر أيلول والذي يخشى جيران العراق وقوى غربية أن يقوض حملة ضد متشددي تنظيم "داعش"، وأجرت تركيا، التي تخشى مثل إيران ظهور نزعات انفصالية كوردية على أراضيها، مناورات عسكرية على الحدود مع العراق. وحذرت إيران من عواقب لم تحددها إذا مضى الكرد العراقيون قدما في مسعاهم، لكن القيادة الكردية لم تبد أي مؤشرات على التراجع على الرغم من تعرضها لضغط دولي وإقليمي مكثف لإلغاء الاستفتاء، ولتركيا استثمارات تجارية كبيرة في إقليم كردستان ولها علاقات وثيقة منذ فترة طويلة مع أربيل.
وعقد رئيس دائرة العلاقات الخارجية في إقليم كردستان فلاح مصطفى، اليوم الاثنين، مع وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو اجتماعا في مدينة نيويورك الأميركية على هامش اجتماعات الجمعية العمومية، ويبحث الطرفان مسألة الاستفتاء المقرر إجراؤها في 25 من الشهر الجاري، ويشارك بالاجتماع أيضا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، وكان برلمان كردستان العراق قد أيد في وقت سابق تحديد 25 سبتمبر موعدا للاستفتاء، الذي ترفضه بشدة بغداد وتعتبره مخالفا للدستور.
وهدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالتدخل عسكريا إذا أدى استفتاء إقليم كردستان إلى العنف، مؤكدا في الوقت ذاته استعداده لمواصلة الحوار مع أربيل، واعتبر وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان"،اليوم الاثنين، استفتاء انفصال إقليم كردستان "غير مقبول"، داعياً إلى إجراء حوار بين بغداد وأربيل.
وقال "لودريان" إن "استفتاء كردستان غير مقبول ولا بد من حوار بين بغداد وأربيل"، وكان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريس" اعتبر، في وقت سابق من اليوم الاثنين، أن إجراء استفتاء استقلال إقليم كردستان في الوقت الحالي سيعرقل إعادة إعمار الأراضي المُحررة، داعياً إلى حوار "منظم" بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم من أجل حل المسائل العالقة.
أرسل تعليقك