أزمة صفقة الغواصات الفرنسية تتصاعد ولودريان يحذر من تأثيرها على مستقبل الناتو
آخر تحديث GMT14:49:02
 العرب اليوم -

أزمة صفقة الغواصات الفرنسية تتصاعد ولودريان يحذر من تأثيرها على مستقبل "الناتو"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمة صفقة الغواصات الفرنسية تتصاعد ولودريان يحذر من تأثيرها على مستقبل "الناتو"

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان
باريس ـ مارينا منصف

 أثارت صفقة الغواصات الفرنسية التي تراجعت عن شرائها أستراليا لفائدة صفقة جديدة مع الولايات المتحدة أزمة حادة بين واشنطن وباريس بصفة خاصة. ولا تخفي فرنسا أنها لم تعد تثق بالولايات المتحدة لتنضم بذلك إلى دول الخليج التي بدأت بدورها تبحث عن بناء تحالفات جديدة تكون قادرة على تعويض الدور الرئيسي الذي كانت تلعبه واشنطن صلب استراتيجية الأمن الخليجي. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية واستبدالها بأخرى أميركية عاملة بالوقود النووي، "سيؤثر على مستقبل حلف شمال الأطلسي". وأعلنت فرنسا أنها استدعت سفيريها من أستراليا والولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان إن الرئيس إيمانويل ماكرون اتخذ هذا القرار النادر بسبب خطورة الواقعة.
وكانت أستراليا قد أعلنت الخميس أنها ستلغي صفقة قيمتها 40 مليار دولار مع مجموعة نافال الفرنسية لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، وأنها ستبني بدلا من ذلك ما لا يقل عن ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أميركية وبريطانية بعد إبرام شراكة أمنية ثلاثية. ووصفت فرنسا ذلك بأنه طعنة في الظهر.
وقال مراقبون إن فرنسا تكتشف كما اكتشف الخليجيون أن الولايات المتحدة، أيّا كان الرئيس الذي يقودها، تضع مصالحها وحساباتها كأولوية لها سواء راعت مصالح حلفائها أم لم تراعها، مشيرين إلى أن فرنسا اكتشفت بشكل لا يدعو إلى الشك أن الإدارة الأميركية الجديدة تستهدف مصالحها، وأن صفقة الغواصات ليست إلا واجهة لمعارك نفوذ أخرى خاصة في القارة الأفريقية.
ومن شأن هذا التوتر بين فرنسا والولايات المتحدة أن يدعم مساعي دول الخليج لبناء تحالف أوروبي – خليجي يكون قادرا على تحقيق مصلحة مشتركة تُوازن بين الأمني والاقتصادي. وكانت الولايات المتّحدة أعلنت عن إعادة انتشار لقواتها في الشرق الأوسط تشمل سحب جزء من تلك القوّات من منطقة الخليج، وذلك في إطار إعادة تنظيم الوجود العسكري الأميركي في العالم في ضوء الحاجة المتنامية للتركيز على صراعها مع الصين وروسيا.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر قولها إنّ الولايات المتحدة سحبت ثلاث بطاريات باتريوت من المنطقة، بما في ذلك واحدة كانت موجودة في قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية لحماية القوات الأميركية هناك. وأضافت أنه تمّ تحويل حاملات طائرات وأنظمة مراقبة من الشرق الأوسط لتلبية الاحتياجات العسكرية في مناطق أخرى حول العالم، وفقا لمسؤولين أميركيين أشاروا أيضا إلى وجود خطوات أخرى لا تزال قيد الدراسة. وسعت واشنطن للتهدئة مع فرنسا كما قامت بذلك في تصريحات سابقة لتهدئة الخليجيين، من دون أن يكون لذلك تأثير على مسار الاستراتيجية الأميركية التي تجعل الخليج في مواجهة مباشرة مع إيران.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إن "فرنسا شريك حيوي وأقدم حليف لنا، ونحن نولي أعلى قيمة لعلاقتنا". وأضاف أن واشنطن تأمل في مواصلة النقاش حول هذه القضية على مستوى رفيع في الأيام القادمة بما في ذلك خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع. وحاول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس تهدئة غضب فرنسا بوصفه باريس شريكا حيويا في المنطقة. ووصف محللون أن الخطوة الفرنسية بأنها "تاريخية". وقالوا إن "الكلمات المطمئنة مثل تلك التي قالها الوزير بلينكن ليست كافية بالنسبة إلى باريس – خاصة بعد أن علمت السلطات الفرنسية أن إعداد هذا الاتفاق استغرق شهورا". وقالت أستراليا السبت إنها تأسف لقرار فرنسا استدعاء سفيرها في كانبيرا وإنها تثمن علاقتها مع فرنسا وستستمر في التواصل مع باريس بشأن قضايا أخرى.
ولم يشر بيان الخارجية الفرنسية إلى بريطانيا لكن المصدر الدبلوماسي قال إن فرنسا تعتبر أن بريطانيا انضمت إلى الاتفاق بطريقة انتهازية. وأضاف المصدر "لسنا في حاجة إلى إجراء مشاورات مع سفيرنا (البريطاني) لمعرفة ما يجب فعله أو استخلاص أي استنتاجات". وقال لودريان إن الصفقة غير مقبولة.
وأضاف في بيان إن "إلغاء (المشروع) .. والإعلان عن شراكة جديدة مع الولايات المتحدة يهدفان إلى بدء دراسات حول احتمال التعاون في المستقبل بشأن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، ويشكلان سلوكا غير مقبول بين الحلفاء والشركاء". وأضاف أن العواقب "تؤثر بشكل مباشر على رؤيتنا لتحالفاتنا وشراكاتنا وأهمية منطقة المحيطين الهندي والهادي لأوروبا".

قد يهمك أيضا

مصادر فرنسية تعلن عن نتيجة فحص وزير الخارجية جان إيف لو دريان بفيروس كورونا سلبية بعد مخالطته فردا مصابا من عائلته

 

لودريان يؤكد أن السياسيون اللبنانيون لا يظهرون أي مؤشر لإنقاذ بلدهم

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة صفقة الغواصات الفرنسية تتصاعد ولودريان يحذر من تأثيرها على مستقبل الناتو أزمة صفقة الغواصات الفرنسية تتصاعد ولودريان يحذر من تأثيرها على مستقبل الناتو



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab