بغداد – نجلاء الطائي
أعلن مصدر عسكري مطّلع بوصول تعزيزات عسكرية إلى قضاء الرطبة للسيطرة على الوضع الأمني بعد معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" “داعش”، فيما أكد وزير داخلية حكومة إقليم كردستان كريم سنجاري أن زعيم "داعش" أبوبكر البغدادي شوهد في الموصل قبل 3 أيام وهو يحفّز عناصره، وهاجم مسلحو التنظيم بلدة الرطبة النائية القريبة من الحدود الأردنية في محافظة الأنبار بـ 5 سيارات مفخخة قادها انتحاريون
وأوضح المصدر، أن "القائد العام للقوات المسلحة أمر بإرسال تعزيزات عسكرية من الجيش العراقي وقوات التدخل السريع إلى قضاء الرطبة غرب الأنبار، للسيطرة على الوضع الأمني وطرد التنظيم الذي بات يسيطر على مناطق شمالية داخل القضاء"، مشيرًا إلى أن "التعزيزات انضمت فور وصولها إلى القوات العسكرية في معاركها ضد المتطرفين لمنعهم من السيطرة على المراكز الحكومية وسط القضاء، فضلا عن إيقاف زحفهم بغية السيطرة على بعض الأحياء"
وأعلن مجلس قضاء الرطبة في محافظة الأنبار، الأحد، فرض حظر شامل للتجوال في عموم مناطق الرطبة من الآن وحتى إشعار آخر، لافتا إلى وصول تعزيزات عسكرية إلى القضاء لبسط الأمن والقضاء على عناصر “داعش” الذين استهدفوا الرطبة، وقال نائب رئيس مجلس الرطبة علي عبد عطيوي أن "القوات المشتركة فرضت حظرا شاملا للتجوال في عموم مناطق الرطبة من الآن وحتى إشعار آخر لضمان القضاء على عناصر تنظيم “داعش” الذين يتمركزون في مباني قليلة في شارع الزيتون وحي الانتصار وسط القضاء"، مضيفًا أن "تعزيزات عسكرية وقتالية وصلت من الرمادي وبغداد الى الرطبة للقضاء على عناصر تنظيم “داعش” وإعادة فرض الأمن والاستقرار فيها وحماية امن المدنيين الأبرياء ومؤسسات الدولة في المدينة، والمعلومات الاستخبارية تشير أن أعداد العناصر المتطرفة المنفذين لهجوم الرطبة لا يتجاوز 30 عنصرا من “داعش”".
وأفادت إدارة قضاء الرطبة في محافظة الأنبار، الأحد، مقتل 4 انتحاريين من عناصر “داعش” واعتقال 4 آخرين من منفذي الهجوم على القضاء، وفيما لفتت إلى معالجة مناطق تمركز عناصر التنظيم وسط المدينة، أكدت استغلال عناصر “داعش”
المناطق الصحراوية المحيطة بالقضاء لتنفيذ هجومهم من عدة محاور، وفي شأن معركة تحرير الموصل وورود العديد من الأنباء عن وجود بوادر انشقاقات في تنظيم داعش بالموصل، وإقدام التنظيم على إعدام عدد من عناصره، أكد وزير داخلية حكومة إقليم كردستان كريم سنجاري أن زعيم داعش أبوبكر البغدادي شوهد في الموصل قبل 3 أيام وهو يحفز عناصره، مشيرًا إلى وجود مؤشرات على تمرد ضد التنظيم. وقال سنجاري "إن بعض سكان الموصل ينفذون هجمات أثناء الليل على داعش، تؤدي إلى مقتل بعض العناصر."
وكشف سياسي عراقي رفيع المستوى أن البغدادي أقدم على تنفيذ حكم الإعدام على 59 شخصًا من أبرز قيادات التنظيم، على خلفية قيامهم بمفاوضات برعاية طرف ثالث لم يسمه، للانسحاب من الموصل، مقابل "خروج آمن"، مشيرًا إلى أن "البغدادي موجود حاليا في الموصل، بهدف رفع معنويات أتباعه ويتولى قيادة المعركة، بينما قبلت قيادات من الخط الأول من التنظيم فكرة الانسحاب من الموصل إلى خارج الحدود العراقية، لكن البغدادي قام بإعدام تلك القيادات، مما يؤكد عمق الخلافات بين أطراف التنظيم في وقت بالغ الحرج بالنسبة لهم، وهو ما ينبغي على القيادات السياسية والعسكرية العراقية استثماره من أجل حسن إدارة دفة المعركة على المستويات العسكرية والسياسية والإنسانية كافة، وحسمها بوقت أسرع مما هو مخطط له".
وأضاف السياسي العراقي أن "خطة البغدادي تقضي بخوض معركة فاصلة داخل الموصل باتجاهات مختلفة منها انسحاب مقاتليه، خصوصاً العرب إلى داخل المدينة لأنه يراهن عليهم في خوض المعركة، وكذلك استخدام أهالي الموصل دروعاً بشرية مما يعني وقوع خسائر في صفوف المدنيين يمكن أن يستغلها التنظيم".
وحذّرت الأمم المتحدة مراراً من إمكانية اتخاذ داعش للمدنيين دروعاً بشرية. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة إن تنظيم داعش اقتاد 550 عائلة من قرى حول مدينة الموصل العراقية واحتجزها قرب مواقع له في المدينة لاستخدامها كدروع بشرية على الأرجح، وقالت المتحدثة رافينا شمدساني مشيرة إلى "معلومات موثقة” من المنطقة إن المكتب يحقق أيضاً في تقارير عن أن التنظيم قتل 40 مدنياً في قرية واحدة.
وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة في إقليم كردستان، يوم الأحد، بيانا عسكريا أعلنت فيه عن نتائج العمليات العسكرية التي أنجزتها قوات الپيشمرگة في محاور القتال ضد تنظيم "داعش" في اطار عملية تحرير الموصل، وأشار البيان إلى أن قوات الپيشمرگة استطاعت تحقيق أهدافها الرئيسة في عملية موسعة قرب بعشيقة في شمال شرق الموصل، موضحًا أنها حاصرت 8 قرى تنتشر على مساحة نحو 100كلم مربع، ومضيفًا أنه في الانتصار السريع والكبير الذي تحقق خلال اقل من المدة المخصصة له اقتربت الپيشمرگة لمسافة تبعد 9 كم فقط عن مدينة الموصل، لافتا الى ان قواته التقت من محوري الغرب والشرق جنوب مدينة بعشيقة في الساعة 12 ظهرا.
واوضح البيان أن العملية اسفرت عن محاصرة قرى بير حلان والفاضلية وعمر قابجي وكانوني وبحزان وخراب دليل وتيز خراب الصغيرة وتيز خراب الكبيرة، مبينا ان قواته استطاعت السيطرة على مساحة واسعة على الطريق الرئيس بعشيقة – الموصل بهدف الحد من حركة ارهابيي "داعش" ومنع وصول تعزيرات مساندة لهم، مشيرًا إلى أن العملية اسفرت كذلك عن تدمير نحو 8 عجلات و3 دراجات مفخخة، منوها الى ان 3 من تلك العجلات دمرت من قبل طائرات التحالف الدولي، ومضيفًا أن العشرات من متطرفي "داعش" قتلوا خلال العملية من بينهم 5 من كبار قياداتهم وهم كل من ابو فاروق “امير داعش في بعيشقة” وابو نصر وابو كرال و ابو حسن وابو عبدالرحمن.
أرسل تعليقك