القانون الاميركي عن الإبادة الجماعية يثير مشاعر مختلف المكونات العراقية
آخر تحديث GMT16:30:56
 العرب اليوم -

أقرّه ترامب قبل أيام بهدف حماية الاقليات الدينية والعرقية ومعاقبة "داعش"

القانون الاميركي عن "الإبادة الجماعية" يثير مشاعر مختلف المكونات العراقية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - القانون الاميركي عن "الإبادة الجماعية" يثير مشاعر مختلف المكونات العراقية

الإبادة الجماعية لللأقليات الدينية والعرقية في العراق وسورية
بغداد – نجلاء الطائي

أثار القانون الأميركي الجديد حول "حماية الأقليات الدينية والعرقية ومعاقبة تنظيم "داعش" على أعمالها الوحشية ضدهم"، شكوك لدى الأقليات العراقية حول كيفية تنفيذ القانون والضمانات القانونية له. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقع على "قانون الإغاثة والمسألة للإبادة الجماعية لعراق وسورية" يوم 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري. تضمن القانون تعليمات للحكومة الفدرالية لوضع أولوية في تقديم المساعدات والدعم لضحايا الأقليات الدينية في سورية والعراق، من الذين تضرروا بسبب اعمال الإبادة وأعمال ضد الإنسانية وجرائم الحرب لتنظيم داعش. ويقدم القانون ايضا مساعدات مالية وتقنية لمؤسسات وكيانات غير حكومية للقيام بتحقيقات وتطوير مهارات محلية وجمع ادلة ضد مرتكبي الجرائم.

ووصف مراد إسماعيل المدير التنفيذي لمؤسسة "يزدا"، الدعم الثابت الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة للأقليات الدينية بكونه مبدأ رائعا، وقال: "يسرّ المجتمع الايزيدي بان الأمل من شواطئ أميركا قد وصل إلى أقلية صغيرة مضطهدة مثل الايزيديين الذين عانوا بشكل قاسي من قبل تنظيم داعش".

مراد الذي ظهر مع الرئيس ترامب أثناء توقيع القرار عبر عن تقديره لدعم الرئيس الإميركي المباشر لضحايا تنظيم "داعش" من الأقليات الدينية من الايزيديين والمسيحيين من خلال التمويل المباشر لبرنامج وكالة التنمية الاميركية لتمكين الناس من إستعادة حياتهم الطبيعية، وقدم شكره لجميع المنظمات والأفراد الذين ناصروا مشروع القانون، وشدد مراد خلال حديثه عبر "المونيتور" على إن "يزدا ستبقى ملتزمة باستعادة الحياة الطبيعية والآمال للايزيديين وجميع الأقليات بعد مرور أربع سنوات من الإبادة".

اقرأ أيضًا :

- مسؤول أميركي يكشف تفاصيل جديدة حول قرار الانسحاب المفاجئ من سورية

وبيَّن الناشط كامل زومايا مسؤول العلاقات الخارجية لمنظمة "شلومو" للتوثيق، خلفية إصدار القرار، مبينا إنه كان تتويجا لمسار جهود جماعية بذلت منذ الوهلة الاولى لحصول الإبادة الجماعية ضد المسيحيين والايزيديين، وخص بالذكر جهود جمعية فرسان كولومبس الكاثوليكية في الولايات المتحدة، ومنظمة الدفاع عن المسيحية في واشنطن دي سي، والرابطة الدولية لعلماء الجينوسايد.

وقال زومايا: لقد ذكرت هذه الجهود الدولية على سبيل المثال، إذ كانت هناك جهود عراقية لشخصيات رفيعة مثل المطران "بشار وردة" رئيس اساقفة الكنيسة الكلدانية في أربيل، والمؤسسات السياسية التي تمثل مسيحيي العراق، والمدافعين عن حقوق الانسان الذين كان لهم دورا كبيرا في ابراز معاناة ضحايا الإبادة الجماعية على المستوى المحلي والدولي معا. وفي ما يتعلق بالشأن الداخلي.

وأكد زومايا أن على الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة اقليم كردستان العراق إلتزاما ايجابيا للتفاعل مع هذا القرار من خلال إصدار التشريعات القانونية لأنصاف الضحايا والعمل على تطبيقها بشكل عملي، وعلى نحو يحقق حماية للأقليات في مناطقها التاريخية التي تقطنها حاليا، ويسهم في اعادة ثقة أفرادها بالمساواة من خلال ازالة التجاوزات وعمليات التغيير الديموغرافي لممتلكاتهم ومناطقهم التاريخية الحالية.

وكانت لممثلي بعض الأقليات الأخرى التي لم يرد أسمها في القرار تحفظات على حصر الحماية التي يقدمها بالمسيحيين والإيزيديين، إذ يرى الناشط المندائي “نزار الحيدر” نائب رئيس مجلس الأقليات العراقية، والمقيم حاليا في الولايات المتحدة، إن المندائيين لا يجب أن يكونوا رقما مهملا في معادلة حماية التنوع الديني في السياسة الأميركية.

وكشف الحيدر عن إن "90% من الطائفة المندائيين قد غادروا العراق بسبب الخطر والتهديد نفسه الذي اصاب المسيحيين والايزيديين، فإن داعش لم تكن تميز بين مسيحي وايزيدي ومندائي، مضيفا إن هذه الاقليات الثلاثة كانت وقودا للصراع الطائفي السني الشيعي”.

وأعرب عن أعتراضه على عدم أدراج المكون المندائي ضمن قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب، موضحا إن افتقار المندائيين الى لوبيات دولية ضاغطة يجب أن لا يضعهم خارج حسابات الربح والخسارة على مستوى الحضارة الإنسانية، مبديا أمله من أن تضع السياسة الأميركية وصناع قرارها نصب أعينهم المساواة بين المسيحيين والمندائيين والايزيديين كأقليات دينية مضطهدة، في وقت لم يتبق سوى ستين ألفا من المندائيين في العالم موزعين على اكثر من عشرين دولة، ولم يتبق داخل العراق سوى 10% من مجموع المندائيين في العالم.

من جانب أخر، ترد مخاوف من أن يعكس القرار موقفا أميركيا متفردا بعيدا عن معالجة الأمم المتحدة لتحديات الأقليات الدينية في العراق، لا سيما في ضوء سياسة الرئيس ترامب الآحادية، فقد أعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2379 في جلسته 8052، المعقودة في 21 أيلول 2017، وتضمن طلبا لإنشاء فريق تحقيق، برئاسة مستشار خاص، لدعم الجهود المحلية الرامية إلى مساءلة تنظيم "داعش" عن طريق جمع وحفظ وتخزين الأدلة في العراق على الأعمال التي قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ترتكبها جماعة "داعش" في العراق.

وأبدى الدكتور علي البياتي عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق، "قلقه من التعارض بين قرار مجلس الأمن والقرار الأميركي مبينا إنه “من الضروري عدم زج القانون والمشاريع المتعلقة والناتجة من هذا القانون بالصراعات الدولية والاقليمية والمحلية، لإن ذلك من شأنه جعل الأقليات ضحية مرة اخرى للمصالح الدولية المتنازعة في المنطقة، لا سيما، وإن التوجه الأميركي الحالي للابتعاد عن منظومة الامم المتحدة واتخاذ قرارات وخطوات فردية لن يكون في صالح بلدان وشعوب تواجه صراعا ونزاعا دوليا واقليميا، مثل العراق".

واذا كانت هذه المخاوف تعكس قلقا من إستخدام القرار لصالح حماية المصالح الأميركية في المنطقة، وهو ما قد يجر الأقليات الى مساحة صراع جديد هي في غنى عنها، فإنه يعكس مأزقا داخليا يتمثل بعدم قدرة الحكومة العراقية على تلبية مطالب الأقليات العراقية، الأمر الذي اضطر ممثلي هذه الأقليات لطلب مساعدة المجتمع الدولي والولايات المتحدة بشكل خاص.

قد يهمك أيضًا :

- بريطانيا تردّ على ترامب وتُؤكّد أنّ "داعش" لا يزال يُمثّل تهديدًا

- مكالمة هاتفية بين أردوغان وترامب أدّت إلى استقالة جيمس ماتيس

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القانون الاميركي عن الإبادة الجماعية يثير مشاعر مختلف المكونات العراقية القانون الاميركي عن الإبادة الجماعية يثير مشاعر مختلف المكونات العراقية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 10:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف 3 قواعد إسرائيلية برشقات صاروخية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab